أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالله عبدالحق - حفل عرس أم إرهاب؟















المزيد.....

حفل عرس أم إرهاب؟


عبدالله عبدالحق

الحوار المتمدن-العدد: 841 - 2004 / 5 / 22 - 08:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الإرهاب في العراق لا بد وأن ينتهي بهزيمة ماحقة، عاجلاً وليس آجلاً، وذلك نتيجة لغباء الإرهابيين بامتياز، إذ لولا غبائهم لما صاروا إرهابيين وأدوات طيعة بأيد من يستغلونهم ويقودونهم إلى التهلكة. هذا الإرهاب سيفشل، لأنه لا يلقي دعم العراقيين وهو مستورد من الخارج ويستهدف الشعب العراقي وركائزه الاقتصادية وليس لمقاومة الاحتلال كما يدعون. ولكن هذا لا يعني أن مخططي الإرهاب لا يتمتعون بقدرات كبيرة في المال والسلاح والخبث والدهاء، لاستخدام أحط الوسائل الشريرة لخدمة أغراضهم السياسية الدنيئة باسم الوطنية والعروبة و الإسلام وبحجة معاداة أمريكا ومحاربة الاحتلال.

فهؤلاء يتمتعون بقابلية فذة في تبرير الكذب والتلاعب بالألفاظ وإظهار الشر بالخير وهتك الحرمات وتبرير الإجرام وتسويغه على إنه عمل يباركه الدين والوطن. فقبل أسابيع استمعت إلى الشيخ حارث الضاري، رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق، يتحدث إلى مراسل إذاعة بي بي سي العربية، عما يسمى ب"المقومة الوطنية" وراح يدافع عنها بكل حماس. ولما سأله المراسل عن تعرض رجال المقومة إلى المسافرين في الطرق الخارجية، أجاب أنهم يبحثون فقط عن أعضاء مجلس الحكم ومؤيديهم والمتعاونين مع قوات الاحتلال وحالما يتأكدون من عدم علاقتهم بهذه الجهات فإنهم يخلون سبيلهم ويعتذرون لهم. بطبيعة الحال لم يذكر الشيخ عن جرائم القتل والسلب والنهب في هذه الطرقات وترويع الناس. ولما سئل عن موجة خطف رجال الأعمال الأجانب وهل من أجل الحصول على المال وتعطيل إعمار العراق؟ قال رئيس هيئة العلماء أن رجال المقاومة يعاملون المختَطفين بالحسنى ويكرمون ضيافتهم وأنكر أن يكون المال له أي دور، وذكر أنه عندما تم إطلاق سراح المختَطفين الكوريين، قدمت حكومة كورية الجنوبية مقداراً من المال كإكرامية، إلا إن المقاومة رفضت ذلك وقالت إنها ليست من إخلاقيتنا العربية والإسلامية. طبعاً هذا الكلام يناقض ما يحصل على أرض الواقع، ناهيك عن قتل الإرهابيين للأسيرين الإيطالي والأمريكي وجز رأسيهما بمنتهى الوحشية وبدم بارد والقتلة يهتفون (الله أكبر). كما أنكر الشيخ وجود أجانب في صفوف المقاومة. وفي مقابلة مع نجل الشيخ حارث الضاري مع نفس الإذاعة، وصف الابن عملية الخطف بأنها تكتيك جديد تلجأ إليه المقاومة، أي إبداع لم تعرفه حركات المقاومة من قبل. وهذا يعني أن هذا النوع من الإرهاب إبداع ذكي يحتفظ بحق براءة الاختراع!! وهو بذلك ينسى ما قام به حزب الله من خطف الأجانب في لبنان والحكومة الإيرانية في خطف موظفي السفارة الأمريكية في الثمانينات.
أما الآن فقد حصلت نقلة نوعية أخرى في الإبداع وبراءة الاختراع في الإرهاب وذلك اعتبار عمليات الإرهاب حفلات عرس بريئة، وإذا ما تعرضت لها القوات الأمريكية، فيدعون أنها قامت بقصف حفلة عرس وتحويلها إلى مأتم، (وا معتصماه .. وإسلاماه). هذا ما جاء في الأنباء يوم الأربعاء 19 مايس/أيار الجاري. فقد "أفادت التقارير المبدئية ... إن حفل عرس بالقرب من الحدود السورية قد استهدف في قصف جوي أمريكي... ووقع الحادث في وقت متأخر من الثلاثاء في قرية ماكر الديب بالقرب من بلدة قائم الحدودية مع سورية). ولا ينسى المراسلون تذكير مستمعيهم بما حصل في أفغانستان قبل عامين عندما قصفت طائرة أمريكية حفل عرس بالخطأ أدى إلى مصرع خمسين شخصاً وتشبيه هذا بذاك لتأكيده.
أما قناة العربية الفضائية فكانت السباقة في هذا السبق الصحفي، إذ نقلت عن "شهود عيان" قولهم إن قرية حدودية تعرضت لهجوم من مروحيات عسكرية قبل الفجر. وأن الطائرات الأمريكية "أسقطت أكثر من 100 قنبلة علينا. قصفوا منزلين كانت تجرى فيهما احتفالات العرس ثم حولوا القرية بأكملها إلى أنقاض."
على أية حال، وفور إذاعة النبأ، أعلن الناطق الرسمي باسم القوات الأمريكية أنهم سيتحققون في الحادث وفعلاً صدر بلاغ بعد التحقيق جاء فيه: (أكد متحدث عسكري أمريكي مقتل نحو 40 شخصا في المنطقة، لكنه قال إن القوات الأمريكية استهدفت منزلا كان يستخدمه مقاتلون أجانب. وأضاف أن قوات التحالف كانت ترد على تعرضها لإطلاق نار... وقال الجنرال مارك كيميت نائب قائد العمليات في الجيش الأمريكي في العراق: "تعرضنا لإطلاق النيران ورددنا بإطلاق النار." وأضاف أنه لا توجد مؤشرات على أن الضحايا كانوا من المشاركين في العرس. وقال إن كميات كبيرة من الأموال وجوازات سفر سورية ومعدات اتصال لاسلكي عثر عليها في موقع الهجوم).
ومن تجربتنا مع الإعلام العربي وبالأخص الفضائيتين العربيتين، الجزيرة والعربية وموقفهما التحريضي على ما يجري في العراق وتشجيعهما للإرهابيين في قتل العراقيين وأعمال التخريب في العراق فنميل إلى تصديق الرواية الأمريكية، خاصة وأن الأمريكان عكس العرب، اعتادوا على نشر الأخبار حتى ولو كانت ضدهم، كما حصل في نشر صور التعذيب في سجن أبو غريب.
وبمناقشة بسيطة بمكن أن نصل إلى تفنيد (رواية العرس) واعتبارها من إبداع إرهابي وأن العملية كانت عملية إرهاب ليس غير وذلك كما يلي:
أولاً، أن حفلات الأعراس تجرى عادة في المساء، فأي حفل هذا الذي يجري في الفجر؟
ثانياً، من تقاليدنا العراقية أن الأعراس عند العرب والمسلمين في العراق تقام عادة مساء الخميس على الجمعة. فلماذا حصل هذا العرس يوم الثلاثاء وفي الفجر بالذات؟
ثالثاً، كيف نفسر العثور على " كميات كبيرة من الأموال وجوازات سفر سورية ومعدات اتصال لاسلكي عثر عليها في موقع الهجوم" في هذه المنازل؟
ورابعاً، وبعد فضيحة سجن أبوغريب، يحاول الأمريكيون التقليل من الأعمال التي لها مردود معاكس ضدهم، فلماذا يتعرضون لحفلة عرس ما لم يكونوا هم قد تعرضوا إلى النار من قبل القائمين بهذا "العرس" العتيد.
خامساًً، الإرهابيون وما يسمى بالمقاومة وجيش المهدي، هم الذين يقومون بالتجاوز على المقدسات وانتهاك الحرمات وذلك بقيامهم باحتلال المدارس والمساجد واللجوء إلى العتبات المقدسة وتكديس الأسلحة فيها وتعريض حياة الناس والمقدسات إلى الخطر، كما حصل في مدينة الفلوجة وما يقوم به "جيش المهدي" في مدينتي كربلاء والنجف الأشرف المقدستين، وما عمل هذا "الجيش" في مدينة الناصرية من ترويع الناس وبسببهم دمرت دار المعلمات. كذلك ثبت أن التلف الذي أصاب قبة ضريح الإمام علي كان من جراء قصف من عصابات مقتدى الصدر وليس من القصف الأمريكي. وقد أصابوا القبة الحيدرية عمداً من أجل إثارة الناس ضد القوات الأمريكية ولكن ردت سهامهم إلى نحورهم وأثبت العراقيون أنهم أذكى من أن تمر عليهم هذه الألاعيب المفضوحة. كذلك أفادت الأنباء من النجف الأشرف أن الاعتداء على منزل آية الله السيستاني قد حصل من قبل الإرهابيين الذي قدموا من الفلوجة لنصرة مقتدى الصدر وتم إلقاء القبض على عدد منهم.
ومن كل ذلك نميل إلى تصديق الأمريكان لأن الأعراب أشد كفراً ونفاقاً ولا يوثق بهم. وقد جلب الإرهابيون العرب البلاء على أنفسهم وعلى الأبرياء من الأطفال والنساء في تلك القرية والذين تعرضوا إلى القصف من جراء جرائم الإرهابيين وهم يتحملون مسؤولية أعمالهم الإجرامية.
وأخيراً، نقول لقد حان الوقت لعقلاء العرب في المثلث السني أن يقولوا (لا) للإرهابيين العرب وأن لا يقدموا لهم أية مساعدة من مأوى أو طعام أو يكرموا ضيافتهم. فهؤلاء بلاء على أنفسهم وعلى من يأويهم وعلى الشعب العراقي المسالم يجب دحرهم ولا بد فإن مصيرهم في مزبلة التاريخ.



#عبدالله_عبدالحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناصب في العراق الجديد وفق مبدأ: الأقربون أولى بالمعروف


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالله عبدالحق - حفل عرس أم إرهاب؟