أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - المعادلة الصعبة ما بين ذوات الارواح..وذوي العقول..














المزيد.....

المعادلة الصعبة ما بين ذوات الارواح..وذوي العقول..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 08:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرة اخرى ..وبنجاح منقطع النظير..يتم الاثبات ..وبصورة لا تقبل الشك.. ان الامراض المستعصية والاوبئة الفتاكة والكوارث الطبيعية اقل وطأةً وضرراً وسوء عاقبة على المجتمع من اجتهادات بعض المتأسلمين الذين وضعوا عقولهم في فوهة دهليز مظلم وعميق وطويل لا تفتح نهايته الا على صفحة او اثنتين- او فلنقل ثلاثة - من احد الكتب الصفراءالمغبرة ..هي جل علمهم ومنتهى املهم وآخر معرفتهم بالعلم والمعرفة واحوال الناس .. وهذه الوريقات هي ما تعد لديهم الدين والدنيا ..وهي ما يسعون الى تطبيقها على المجتمع برمته مهمشين من قد يكون مطلعا على صفحات اكثر تحت طائلة التكفير والنفي والاقصاء..
فلقد صادر عدد من أئمة المساجد في مدينة جدة، غرب المملكة العربية السعودية، وبعض المصلين منشورات التوعية التي توزعها وزارة الصحة في مختلف الميادين والشوارع والأسواق وحول المساجد عن طريق متطوعين، يطلق عليهم اسم مثقفون صحيون من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، بحجة أن هذه المنشورات تحمل صوراً ورسومات.
ورغم ما تتضمنه هذه المنشورات من معلومات مهمة حول فيروس انفلونزا الخنازير، وطرق الوقاية منه، واكتشاف المصاب، والإجراءات المهمة في علاج المصاب، ووسائل انتقال الفيروس، إلا أن هؤلاء الأئمة والمصلين احتجوا بسبب وجود بعض الصور والرسومات، التي ذكروا أنها من ذوات الأرواح ، على حد تعبيرهم.
ومن الجدير بالذكر ان ارتفاع أصوات بعض المصلين وعدد من المثقفين الصحيين المتطوعين حول أحد مساجد حي الرغامة شرق جدة بعد انتهاء صلاة التراويح قد استدعى تدخل عدد من المصلين للسيطرة على الموقف.
واكتشف أن بعض المصلين قد تلفظوا بألفاظ نابية على المتطوعين الصحيين، رغم أنهم يعملون بلا أجر. اي في سبيل الله ..حيث أحد المتطوعين لصحيفة لوسائل الاعلام، أنه قد تلقى كلمات جارحة من بعض المصلين الذين بدأوا مباشرة في مصادرة المنشورات التي تم توزيعها على عدد من المارة، وأنهم ذكروا أنه لايجوز توزيعها حول المساجد لاشتمالها على صور ذوات أرواح ، أي بشر وحيوانات.
وهنا من حقنا ان نتسائل عن تخريج حكم الفقهاء الذين يظهرون في القنوات الفضائية للوعظ والارشاد والدعوة..او حكم مراسم نقل الصلوات الواجبة ..اليست تقدم ذوي الارواح والاجسام ركعا سجدا..وما حكم الهاتف النقال..والمجلات والكتب المصورة..وكيف يدرس طالب الطب وعلوم الحياة.. و ما حكم رفع صورة الحاكم في الدوائر والمؤسسات الرسمية..والاكثر اثارة للاستغراب هو كيف يستسيغ العالم الجليل استلام معونته من الدولة او من الرعاة وهي تحمل صورة السلطان ..او هل يعد الحاكم من غير ذوات الارواح..
ان هذه الاحداث..وما شابهها تقدم الدليل تلو الاخر على حراجة الموقف الذي من الممكن ان يجر اليه بعض المتاسلمين الاعتقاد الديني وعلاقته بالمنظومة الاجتماعية ..وتؤكد ان السماح لسيادة الفكر المنغلق المنفلت والممول باسراف وتغوله داخل مجتمعاتنا الاسلامية هو عمل يستهدف اخراج الإسلام .. كمشروع حضاري.. من منظومة الحضارات الانسانية المتفاعلة وجر المجتمع من تلابيبه والتقهقر به الى قيم البداوة في احط صورها المناهضة للعقلانية والواقعية .. مما يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الدين الاسلامي كثقافة وتأثير بل حتى كوجود.
وهنا قد يكون من المفيد استرجاع مقولة الشيخ محمد الغزالي : "إن الإسلام ليس ديناً إقليمياً لكم وحدكم، إن لكم فقهاً بدوياً ضيق النطاق، وعندما تضعونه مع الإسلام في كفة واحدة وتقولون: هذه الصفقة لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فستطيش كفة الإسلام وينصرف الناس عنه".



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي..والصاروخ..
- نعم..نعم..للمحكمة الدولية..
- الرياضة..والزعيق العنصري المقيت..
- صعدة..دارفور اليمن السعيد..
- عندما يبلغ الاخ العقيد أشده..
- الجنس مقابل الغذاء
- الفرد الحر..وثقافة التقليد
- اسلامية الشيخ وعلمانية حماس..
- مكابدات سيد القمني مع مجتمعه..
- الغاء الآذان الشيعي..والوعي الوطني العراقي..
- فلنقل كلا لسد -اليسو-..
- كيف نصدق تاريخاً دوّن بهذه الطريقة؟!
- معاً ضد سياط الجلاد
- الفقيه العلماني.. عبثية الاصلاح الديني..
- فقهاء السلطة..وهوية الجيل الزائفة
- يوم الفينيق العراقي..
- لا تتركوا الشعب الايراني في العراء...
- الولي الفقيه يأكل ابنائه...
- فؤاد الهاشم..وسياسة الانتشاء بالوهم
- فوبيا الصناديق نصف الشفافة والأصابع البنفسجية


المزيد.....




- -تلغراف-: الروح المعنوية في الجيش البريطاني عند أدنى مستوى
- نزليهم لاطفالك وفرحيهم حالا!!.. الترددات الطفولية والتي تخص ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسير فجر الي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تعلن استهداف هدفين للاحتلال في ش ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على هدفين ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على شمال ف ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف بالمسيرات 3 مواقع إسرائي ...
- أطفالك مش هتعمل دوشه من الآن.. تردد قناة طيور الجنة 2024 الج ...
- مصر.. رأس الطائفة الإنجيلية يوضح دور الكنيسة في مواجهة ظاهرة ...
- النمسا: طلاب يهود يمنعون رئيس البرلمان من تكريم ضحايا الهولو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - المعادلة الصعبة ما بين ذوات الارواح..وذوي العقول..