|
شهداء الثقافة الوطنية العراقية
نبيل تومي
(Nabil Tomi)
الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 08:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مـا العمـل ....؟ لأيـقاف الغـدر بممثلي الثقافة الوطنية العراقية الصادقة
هـل كانت جريمة أغتيال الشهيد كامـل شـّياع هي بداية قرع أجراس الخطر المحدق بالثقافة الوطنية العراقية ، وهـل هذا إيذانـاً ببـدء مرحلة العودة بالعراق وشعبة إلى العصور المظلمة والتخلف بقيادة رجال دين متخلفيين مواليين إلى الأحزاب الدينية الخارجية منهـا والداخلية وليس للوطن ؟ .
أم هي علامـات الطاعة العمياء والأخلاص في تنفيذ مخططات الأسياد ، و ستراتيجية مالكي نـاصية الحدث والقرار وصّناع التاريخ الجديـد ؟؟ . والسؤل لماذا المثقف العراقي الوطني الشريف هو المستهدف بالذات ؟ أنهُ أنهُ من الجائز أن يحدث هذا في زمن الأنظمة الشمولية والدكتاتورية كمـا في حقبة البعث المقبور وغيرهـا من الانظمة المتشابهة في المنطقة والعالم ، ولكن في العراق و الأن وبعد سقوط الصنم وظهور بوادر الأصلاح السياسي والبدء بغرس مفاهيم الديمقراطية في أوساط الشعب العراقي وزرع روح التفاهم وقبول الآخر نرى إن العودة إلى عقدة الخوف من المثقفيين الوطنيين بدأت بالنمو مجدداً ، ومحاولة التخلص من دورالمثقفيين بأي شكل من الأشكال قد أستشرت بين مفاصل الأحزاب الدينية المتنفذة منها أو الحاكمة والتي البعض منهـا أصابها الهلع من وجود تلك الأقلام الحرة الناضجة المفعمة بالحب والأخلاص للوطن ، وأزدادت بهذا الشكل وآخرالرغبة بين جميع هؤلاء المشتركيين في القضاء على الأرث الوطني القومي العراقي ، والمحرك التاريخي الأساسي لها ألا وهو المثقف العراقي الفنان والشاعر والكاتب والصحفي والمسرحي وغيرهم ، وخلال السنوات العجاف الماضية لم يسلم من الغدر والقتل والتشريد والهرب أساتذة الجامعات والعلماء والأطباء ، وكأن لسان حال المرحلة يقول ( العودة إلى الماضي المتخلف والمظلم لا يمر إلا عبر القضاء على كل اشكال الثقافة وممثليهـا ) . جازمـاً اقول أن الرأسمال الحقيقي للعراق هو المثقف ، حيث كان ومـا زال المحرك الأمثل وبارومتر الأستشعار الحقيقي بجدارة السلطة الحاكمة وأحقيتهـا في البقاء في سدة الحكم أم الرحيل ، وإن كانت السلطة حقـاً قد جائت لخدمة الشعب ومصالحهُ أم هي سلطة تحـّكـم على رقاب الشعب وتعتمد أذلاله وإهدار مـا بقى من كرامتهُ ، وبتأكيد أن أنهاء دور المثقف الوطني الحقيقي وأبعاده يشكل العصب الرئيسي لبقاء التخلف ، و حينـها لا ينفع العراق حتى لو أصبح جنة لله على الأرض!!! ( ولا يشتريه أحد بقشرة بصلة ) !!! . الخوف كل الخوف من سيطرة الراديكاليين الأسلاميين " حسبي إن مـا يفعلونهُ الأن هو البداية " بداية السيطرة على رقاب هذا الشعب والسير به نحو العبودية الدينية السوداء كمـا يحدث لشعب إيران . خلاصة القول …. إن ارادت السلطة في العراق الأستمرار ..... فعليها نبذ أدوات القمع بجميع أشكالها ضد المثقف العراقـي هذا أولاً وتثـبيت معنى كلـمة المثقـف ومن يكون ، فلا يمكن إدراج السلفي الأسلامي المتعصب في خانة المثقفين وكل من يحمل فكر يؤمن بألغاء الآخر بالقوة والعنف أو الذبح فهذا هو الأرهاب بعينه على سبيل المثال مـا يسمى الدكتور الظواهري ... فهل هذا مثقف ؟ وهنالك الكثير من ذات الأمثلة . وكذلك لايمكن القبول بآي فكر متطرف يميني كان أم يساري أو أسلامي وتسميته ثقافة فليس هناك مثقف سلفي أو مثقف شوفيني أو عنصري فأني أرفض أن يطلق عليهم تسمية المثقفيين . وثم علينـا كشعب رفض الكامل للثقافة الواحدة والشمولية ذات مصدر واحد فقط وتوجه أحادي الجانب ، فالأوطان تزدهر بتعـدد موارد ثقافتـها ، ولأن المنتج الثقافي هو المرآة التي تفضح الصورة الحقيقية للسلطة وبأعتبار أن الثقافة هي الطريق الأمثل الذي بهـا يحدد وعي الأنسان ، فلا تغـّيـبوا الأنسان العراقي بثقافة التعميـّة والظـلام والتخلف ، إن المثقف العراقي مثقل بمئات المعوقات والممنوعات منذ أكثر من أربعين عـام ، وهو الذي يملك الحقيقة ويرغب في أن يهبهـا للجميع حيث عبر التاريخ كان هو المروج الحقيقي لثقافة الحب والجمـال والسلام ، ولتتأكـد السلطة الجديدة أن المثقف العراقي هو ليس خطراً عليها بقدر مـا تعمل وتخدم بصدق وأمانة وإخلاص من أجل الصالح العام ... بدون تمـايز أو تفضيل !! فبذاك القدر يقف المثقف مدافع عنهـا وعن وجودهـا ، والعكس هو الصحيح . فبرحيل كامل شياع مغدوراً يقرع ناقوس التراجعات ، واليوم أصبح كامل شياع الرمز الأول لشهداء الكلمة المخلصة الحقة النابعة من ضمير الأنسان الرافديني الشريف . فتحية وسلام ألى روحه في ذكرى الأولى لأستشهاده ، أملين أن تفصح الحكومة عن القتلة الحقيقيين لرمز الثقافة العراقية كامل شياع وتقديمهم للعدالة و لا تبقي ملفهُ في أدراجها المتربه مع بقية ملفات الغدر والقتل التي طالت الشعب العراقي المكتوي بنار الأرهابيين والقتلة والمجرميين .... فمن حق الشعب معرفة مصير أبنائه من أجل أعادة الثقه أليكـم أذ مـا بقي منـا شيء .
#نبيل_تومي (هاشتاغ)
Nabil_Tomi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عاشت الحكومة والبرلمان العراقي
-
الأعلان الأمثل
-
ماذا تحقق بعد السقوط
-
من سقط يوم التاسع من نيسان
-
كل قمة والحكام سالمين
-
الذكرى 75 لميلاد أبو الأحزاب العراقية
-
عصى البشير متى تكسر
-
أنا معكم يا نساء وطني
-
إلى البرلمان العراقي .... أقترح
-
خوف من المرأة ... أم أصرار على التخلف
-
أيها العراقي انتخب المرجعية الحقيقية
-
( فوز كاسح للحزب الشيوعي العراقي )
-
- حبيبتي من تكون -
-
هل سيُحاكم قادة حماس ؟
-
لمن علينا .... التصويت
-
أربعينيتي ....!
-
الحوار المتمدن ..... سلاماً
-
أحزاب الأرتزاق
-
أحتفالية الموت
-
إلى الحزب الشيوعي العراقي
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|