أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد علي - ما وراء ظاهرة التسول في الدول النفطية الغنية














المزيد.....

ما وراء ظاهرة التسول في الدول النفطية الغنية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 13:45
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ان المعلومات العلنية و السرية عن الواردات و احتياطات الدول الغنية و خاصة النفطية في المنطقة تشير الى انها تلبي حاجات جميع شعوب المنطقة قاطبة و ليس البلدان المصدرة للنفط فقط . لو اتبعنا مجرى حياة الفرد و الاسرة و المجتمع بشكل عام و ما يضمنه و ما يتصف به نستنتج بانه لا يرتقي الى مستوى يتلائم مع اقل كمية من الدخل المفروض توفيره للمواطن . و لو تمعننا في الوضع الاجتماعي و مسار حياة الناس و ظروفهم و كيفية تسيير معيشتهم نرى اختلافات واضحة في نوعية المعيشة ، منها من يعيش في البذخ و الابهة و يصل حد الاسراف غير المقبول عقليا ومن ضمنها التلاعب بمصير و معيشة و اخلاقية الاخرين ، و منهم متوسط المعيشة غير محتاج و هو يقنن وضعه الاقتصادي و ينظم حياته لكي يعيش فقط استنادا على دخله المعلوم الثابت ، و منهم وهو يعيش مستندا على دخل غير مستقر و لم يحس بالاطمئنان و الامان و السلم المعيشي و هو دائم القلق على مستقبل معيشته و افراد عائلته ، و منهم لا يمكن ان نسميه بانه العائش ، بل هو معدم يعيش تحت مستوى الفقر الطبيعي .
كل هذه التناقضات و هذه الاختلافات ، الم تفرض علينا التساؤل ، لماذا و بالاخص في دول لها القدرة على اعانة الاخرين و ليس لنفسها فقط. انه لامر محيٍر حقا من كان ابناءه و اسرته محتاجين و هو يتصدق على الاخرين من اجل اعتبارات ذاتية مصلحية خاصة ، عجيب امر دولة ترى فيها من في مستوى يتسول و يتضرع جوعا من ابناء شعبه و هي تتلاعب بقوت شعبه من اجل تقوية مناصريها و بقاء ثقلها الاقليمي و تتصرف باموال الشعب في الصراعات الداخلية و الخارجية و كل ذلك من اجل بقائها على سدة الحكم بهذه الطريقة الملتوية و ليس باسترضاء الشعب ، و تهتم باستراتيجية ليس فيها ما يهم الصالح العام لشعبها . اذن الخلل ليس في الدخل و الامكانيات و لا في صعوبة تسيير امور الدولة و الشعب و توفير الحاجيات الضرورية الاساسية ، و انما الخلل الاكبر في التنظيم و اعتماد الفلسفة الاساسية للحكم و الاقتصاد المعتمد و عدم الالتفات الى الفجوات الكبيرة الحاصلة جراء النظام السياسي و الاقتصادي و مقدار التبذير الحاصل و انعدام العدالة و ما يذهب من فائض القيمة من عمل هؤلاء المغلوب على امرهم الى جيوب امراء البترول و التجارة و الحروب . انه الخلل الداخلي للدول و هو الاعظم لو قارنناه مع ما يفرضه النظام العالمي الجديد، لان الحالة ليست وليدة اليوم او ما بعد اقرار هذا النظام او ما بعد الازمة المالية العالمية ، و لكن ما زاد الطين بلة هو سيطرة النظام الراسمالي العالمي و شروط مؤسساتها العالمية التابعة لها بنسب متفاوتة و خضوع الدول لمتطلباتها من اجل المصالح الذاتية و بقائهم على سدة الحكم و مضحين بما يصيب الشعب من ضرر جرائها و ما يجري لهم و مهملين للاختلافات المعيشية المسيطرة بين ابناء شعوبهم و التي خلقت طبقات و جمعت ثروات بيد ثلة من الاثرياء و الاكثرية تعيش في الجحيم . و الا من يفكر في حجم الصادرات النفطية و يقارنها مع ما يرى من الوضع المعيشي العام و بوجود المتسولين المتقاعسين في الحياة يتاكد من مدى ظلم السلطات و الحكومات على شعوبهم التي تعيش في حالة احتقان دائم . و ان لم تكن هذه من الاسباب و العوامل الرئيسية التي تدفع هؤلاء الى الاعتماد على الغيبيات و التوجه نحو التشدد و الارهاب مع انتشار الافكار الظلامية ، بماذا يمكن ان يفكر اي منا و يعيد الحالات و الشواذ التي تحدث الى مصادرها و دوافعها و اسبابها الموضوعية و الذاتية .
اذن الخلل الاكبر في النظام السياسي الذي يعتمد النظام الاقتصادي و الفلسفة الراسمالية التي تخلق هذه الظواهر و الحالات الاقتصادية او الاجتماعية او الفكرية الضيقة .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يختار الرئيس الوزراء العراقي القادم
- الحقد و الضغينة يفسدان السياسة و ما فيها
- السلطة و المعارضة بحاجة الى النقد البناء على حد سواء
- ألم تتأخر الحكومة العراقية في طلب تسليم الارهابيين من دول ال ...
- عصر التمدن لا يقبل المهاترات في الصحافة
- ألم تتاخر الحكومة العراقية في طلب المحكمة الدولية حول الارها ...
- نظام السوق الحر غير المقيد ينتج الاحتكار في هذه المنطقة
- السياسة بين المهنة و الرسالة
- ما نحتاجه هو التعبير عن الراي و لكن....!!
- مابين المثقف المحافظ و المعتدل في اقليم كوردستان
- فلسفة التربية و التعليم بين السياسة و الواقع الشرقي
- هل تاثرت الثقافة في الشرق الاوسط بالازمة المالية العالمية
- اليسار الكوردستاني بين الواقع و الضغوطات المختلفة
- متى يتجه العراق الى العمل الجماهيري و ليس الحزبي القح
- ما هي المعارضة الحقيقية في الدولة الحديثة
- الكورد و العملية الديموقراطية
- الدور المطلوب للاعلام بعد انتخابات اقليم كوردستان
- من لا يريد السلام في العراق
- اهم مهام سلطة اقليم كوردستان محاربة الفساد في هذه المرحلة
- الاعتدال ليس استسلام للامر الواقع


المزيد.....




- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...
- انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ ...
- مصر.. ارتفاع أرصدة الذهب بالبنك المركزي
- مصر.. توجيهات من السيسي بشأن محطة الضبعة النووية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد علي - ما وراء ظاهرة التسول في الدول النفطية الغنية