|
بدون مؤاخذة-تزوير ملكية العقارات في القدس
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 13:45
المحور:
القضية الفلسطينية
قراءة موضوعية للنكبات المتتالية التي تحلّ على فلسطين وشعبها، تثبت ان بعضها وأهما ناتج عن التكالب الاستعماري على المنطقة برمتها، وهناك نكبات ناتجة عن الصراع الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط، حيث ان بعض الأنظمة تجعل من القضية الفلسطينية قميص عثمان لتصفية خلافاتها مع جاراتها على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته، حتى ان بعض الأنظمة وصلت الى الحكم على ظهور الدبابات باسم فلسطين وشعبها وما جلبت لهم الا الويلات .
لكن الأسوأ والأكثر مرارة والأكثر ضررا ومرارة هو الخلافات الفلسطينية الداخلية بين القيادات الحزبية والسياسية، التي في غالبها إمّا لتحقيق اهداف شخصية لبعض القادة، أو لخدمة أجندة خارجية أجنبية .
واذا عرف العالم من يطلق عليهم (اثرياء الحروب) الذين يثرون على حساب شعوبهم وأوطانهم، فإن شعبنا الفلسطيني شعب الشهداء، شعب التضحيات والفداء ليس بريئا ولا خاليا من امثال هؤلاء، وهذا طبعا لا يعيب شعبنا ولا قضيتنا العادلة، وان كان يلحق الضرر بنا.فشعبنا شعب كبقية الشعوب فيه الصالح وفيه الطالح وفي مختلف المجالات، فعشرات الأفراد ركبوا موجات الديمقراطية، والدفاع عن الحريات، وحقوق الانسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل وحق التعليم وغيرها، وهي شعارات جميلة وجذابة وتستحق الدفاع عنها، وتستحق تثقيف الشعب بها، لكن بعض القائمين عليها الذين يتلقون الدعم المالي الهائل من جهات أجنبية، لها اجندتها السياسية، قاموا ولا يزالون بسرقة ملايين الدولارات التي تطبل وسائل الاعلام بأنها معونات للشعب الفلسطيني المنكوب، والتي من المفترض ان تصرف على مشاريع تخدمه، ووضعوها في جساباتهم الخاصة، وبعلم الممولين الذين يغضون النظر عن هكذا سرقات، وبفعل البذخ المالي، والترويج الاعلامي المرئي والمقروء والمسموع فإن السّرّاق اصبحوا قادة أو هم في طريقهم اليها، ويطمحون في المناصب العليا والحديث هنا يطول.
لكن اللافت هو وجود آلاف الجمعيات (الخيرية) التي تحمل شعارات (دينية)و(خيرية) التي يطوف(مبدعوها) الدول العربية الثرية طلبا للسماعدة باسم الشعب الذبيح، هي جمعيات وهمية، يقوم عليها بعض الاشخاص من النصابين والمحتالين، ففي لقاء مع وفد الهلال الاحمر لاحدى دول الخليج، تحدث الوفد عن تقديم الدعم لاكثر من ثلاثة آلاف جمعية (خيرية) في فلسطين، وتبين لهم لاحقا انها جمعيات وهمية، وقد يستغرب البعض ان احدى الجمعيات استغلت شعيرة الحج والعمرة، تحت زعم العلاقة مع احد الأمراء السعوديين –وهو زعم كاذب طبعا- قامت بالاحتيال على آلاف الاشخاص، وسرقت منهم آلاف الدنانير، ليتبين ان القائمين عليها مجموعة من اللصوص المحليين، ولهم شركاء على شاكلتهم في احدى الدول العربية المجاورة .
وفي القدس الشريف استغل المحتالون القانون الاسرائيلي بتشكيل جمعيات(عثمانية) وشركات بناء ومقاولات للاحتيال على الآخرين، حتى ان بعضهم كان متخصصا بسرقة البطاقات الشخصية(الهويات) من بعض الاشخاص، واستصدار تراخيص لشركات باسم المسروقة هوياتهم، الذين يكتشفون بعد سنوات انهم مدينون لضريبة الدخل بملايين الشواقل وهكذا ... وليتعرضوا للمحاكمات والخسائر مادية جسيمة حتى يثبتوا براءتهم،في حين أن اللصوص جمعوا الملايين من خلال تزوير "المقاصات" الضريبية.
وبعض لصوص الجمعيات العثمانية يستغلون اسم القوى الوطنية مع الأسف التي خُدعت بهم في مرحلة ما، ليقوموا بالنصب والاحتيال على المواطنين، كالاستيلاء على عقاراتهم، ولهم في ذلك طرق عجيبة وهذا ظاهر في اراضي بيت حنينا حيث يستغل المزورون اغتراب المالكين فيستولون على اراض شاسعة، ويقيمون أبنية عليها،ويبعونها شققا لمواطنين يقعون هم أيضا ضحايا في مراحل لاحقة .
غير ان البعض يستغل علاقته السابقة ببعض(الجمعيات العثمانية) ويقوم بالتزوير باسمها، فعلى سبيل المثال احد المحتالين قام باستئجار عقار من احد المغتربين، فقام بعد تغيير ملامح العقار بتأجيره الى مؤسسة اسرائيلية باسم (جمعية عثمانية) لا وجود لها على ارض الواقع، على اعتبار انها مالكة العقار، وقام بتحويل ساعة الكهرباء باسم جمعية اخرى كان رئيسا لهيئتها الادارية في مرحلة سابقة، وهو طبعا لا يدفع فواتير الكهرباء، والمدين أمام شركة الكهرباء هو الجمعية، ولا يدفع فواتير الماء أيضا لانها مسجلة باسم مالك العقار، ولا يدفع قيمة أجرة المقر، ولا يدفع ضريبة السكن (الارنونا) والغريب ان هذا المزور المحتال يحتل مناصب رفيعة في جمعيات مرموقة ولها خدمات جليلة .
وعمليات التزوير والاحتيال هذه لا تتوقف على الإثراء الشخصي للمحتالين على حساب الغير، بل تتعداها الى صراعات عائلية وعشائرية، تُدخل القدس والمقدسيين في دوائرها، لتبقى سياسة التهويد التي تستهدف القدس قائمة على وتر وساق بالتزوير والاستيلاء بالقوة، وليكون للمزورين عار المساهمة في التهويد بقصد وبدون قصد.
8-9-2009
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عام دراسي مصحوب بالمصاعب في القدس
-
بدون مؤاخذة- بدون تعليق
-
قادة اسرائيل غير مستعدين للسلام
-
بدون مؤاخذة-التطرف الديني وليد الهزيمة
-
بدون مؤاخذة:تعددت الامارات والذبيح واحد
-
بدون مؤاخذة:لن يتغيروا ما لم نتغير
-
مسرحية(الأمريكي) في ندوة اليوم السابع
-
عدالة ما يجري في القدس
-
مسرحية الأمريكي ترفض الهزيمة
-
ضحايا الانفاق في قطاع غزة
-
الشعوذة-حكاية شعبية
-
ندوة اليوم السابع صرح ثقافي مقدسي
-
(حمّام العين)في ندوة اليوم السابع
-
رواية الشغف في ندوة اليوم السابع
-
رواية الشغف بين الخيال والواقع
-
قراءة في رواية(حمّام العين)لعزام ابو السعود
-
بدون مؤاخذة-في كل يوم كتاب
-
مجموعة(اكليل من شوك)القصصية في ندوة اليوم السابع
-
لن تتغير أمريكا ما لم يتغير العرب
-
قراءة في حكاية (يوم ولد قيس)
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|