أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - لماذا العراق الدولة الاكثر اعداء !!؟؟













المزيد.....

لماذا العراق الدولة الاكثر اعداء !!؟؟


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الغريب المؤسف ان العراق "اليوم" هو من البلدان الأكثر اعداء في العالم . ويكاد ان يتمركز اعداء العراق " كدول " في محيطه العربي والاقليمي " وكشعوب ومجاميع وافراد " في محيطه العربي , ولا ينحصر اعداء العراق في محيطه الخارجي فقط , بل نجد اعداءه يعيشون على ترابه ويحملون جنسيته وبعضهم يعيشون من خيراته ويسكنون دول اخرى , وهولاء مجاميع وافراد يعملون في مهن مختلفة وابرزهم الطائفيون والسياسيون الذين هم زعماء احزاب وكتل برلمانية تشارك في الحكم ولم تحضر اجتماعا واحدا للبرلمان العراقي .
لماذا هذا العدد الهائل من الاعداء, للعراق , الذي يفترض انه بارقة امل لخلاص العراقيين والعرب من الدكتاتورية والانغلاق الحضاري , وهو الدولة العربية الوحيدة التي لديها دستور او "مشروع دستور حقيقي اقره الشعب وسيعدله ويقره الشعب ايضا " , وهو الدولة العربية الوحيدة التي يستطع المواطن انتقاد رئيس الدولة او أي مسؤل آخر دون ان يدفع راسه او حريته ثمنا لذلك من قِبل الحكومة , لا بل ان بعض المواطنين وغير المواطنين يسبون "يوميا" الحكومة العراقية على الملأ وفي جميع المحافل ووسائل الاعلام من اعلى منصب الى ادنى منصب , بينما لم يكن عراقيا واحدا يتجرأ وينتقد الحكومة السابقة حتى امام افراد اسرته ولا يتجرأ مواطن عربي واحد الاعلان عن عدم رضائه عن رئيسه او ملكه او حتي شرطي التحقيق الغليظ . اذن , لماذا كل هذا العداء لبلد دجّن همجية العرب القادمة من الصحراء وجعل منها مدنية , من افضل المدنيات في العالم على مدى عصوروحقب زمنية خلت وهو اليوم على نفس الطريق !؟ لماذا كل هذا العداء للعراق وهو النافذة الوحيدة للشعوب العربية التي قد تستطيع من خلال اقتفاء نظام العراق الجديد الواعد للخروج من عتمة التخلف والتسلط الدكتاتوري الى عالم الحريات وعالم حقوق الانسان التي تتمتع بها شعوب العالم المتحضر .
اسئلة ملحّة تبحث عن جواب ! وقبل الجواب عليها , علينا ان ناخذ حادثة معينة ونحاول تفكيكها لمعرفة اعداء العراق وسبب عدائهم له . واقرب حادثة قابلة للتفكيك واعطاء الجواب هي جريمة يوم الاربعاء الدامي . الجريمة الارهابية التي طالت وزارتي المالية والخارجية وذهب ضحيتها العشرات من المواطنين الابرياء . لا يختلف اثنان على انها جريمة ارهابية بشعة , ولكن ردود الفعل عليها تكشف ماهيات وهويات اعداء العراق الحقيقيين , جلّ السياسين في الداخل عبروا عن عدائهم لهذا البلد من خلال تناسيهم ادانة الارهاب ودفاعهم عن دول عربية واقليمية ملطخة بدماء العراق من اعلى رأسها حتى اخمص قدميها . لم يعر هؤلاء السياسين العراقيين أية اهمية للدم العراقي ومصير الدولة العراقية . وكان حديثهم لا يعدو ان يكون مزايدات سياسية على حساب العراق واهله, وتبين ان انتماء هؤلاء السياسين ليس للعراق بل لانفسهم ومصالحهم ومن ثم للدول التي دافعوا عنها على حساب الدم العراقي والاّ كيف نفسر تحمليهم للحكومة العراقية مسؤلية الجريمة وهم يعلمون ان الجريمة مرتكبة من قبل اعداء العراق سواء في الداخل او الخارج .؟ صحيح ان مسؤلية الدولة هي حماية الانسان العراقي ومؤسساته ولكن ليس صحيحا ان يُعفى المجرم الحقيقي من جريمته , بل ويُبرأ ويُكتفى بادانة الحارس الضعيف او حتى المتهاون , لان الضمير والخلق الانساني والسياسي يجب ان يدين المجرم والجريمة اولا ثم يدين الحارس ويحاسبه . هؤلاء جميعا هم اعداء العراق وعلى العراقيين مقاضاتهم والرد عليهم على اقل تقدير من خلال صناديق الانتخابات القادمة . على العراقيين ان لا يمنحوا اصواتهم لمن برر للارهاب ولم يدنه ولا يعمل ولا يدعوا الى محاربته والقضاء عليه . وعلى العراقيين الانتباه الى الطائفيين والعنصريين العراقيين الذين فضلوا طائفتهم او قوميتهم على حساب هذا البلد الذي هو للعراقيين جميعا دون تفرقة. هؤلاء لسياسيون موجودون في البرلمان وفي السلطة التنفيذية وبين الناس كافراد ومجاميع . واعداء العراق في الداخل هم بقايا النظام الدكتاتوري السابق والتكفريين واصحاب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة واصحاب الولاء لدول الجوار ..
اما اعداء العراق في الخارج فهم الحكومات العربية دون استثناء , لان ما حصل عليه العراقيون من حريات ودميقراطية في الحكم لا يريد الزعماء العرب اعطاءه لشعوبهم على حساب دكتاتورياتهم العتيدة , ونجاح العراقيين في بناء دولة ديمقراطية تحمي الحريات وحقوق الانسان انما يعني انتقال عدوى هذه الدولة الى كل الدول العربية مما يهدد عروش سلاطين العرب . وهذا ما اكده الموقف الدائم للحكومات العربية ضد النظام الديمقراطي العراقي الجديد ودفاعهم عن النظام الدكتاتوري العراقي السابق رغم جرائمه بحق العراقيين وحتى غير العراقيين كما حدث للكويت والسعودية وسوريا ومصر وغيرها.
امّا العداء الشعبي العربي للعراق فهو الاشد والاخطر لان مصدره الانحراف الطائفي المتراكم منذ قرون والذي شكل ثقافة وهوية الشعوب العربية , ويغذيه الى اليوم رجال دين منحرفين متخلفين طائفيين وسياسيون في جميع الدول العربية يقوم على تكفير شيعة العراق ووصفهم كاعداء للامة الاسلامية والعربية , حتى وصلت الحال الى اعتبار الشيعة ليسوا عربا بل هم اعداء العرب . والرأي العام العربي يتفق على ان الشيعة ليسوا عربا ولا مسلمين بينما يعد العرب العراق وعاصمته بغداد عاصمة العرب والاسلام ولذلك "بات من واجب العرب تحرير العراق من الشيعة ليعود هذا العراق مسلما عربيا كما يعتقدون" . ويصف العرب شيعةً العراق بانهم صفويون "أي فرس" بينما نجد الدولة الصفوية لم تحكم العراق الاّ سنوات قليلة كدولة غير عربية . ولا يصف العرب العراق وانفسهم بالعثمانيين رغم ان الدولة العثمانية "التركية" - هي مؤسسة الطائفسة في العالم الاسلامي كما يقول العلامة احمد الكبيسي – وهي التي حكمت العراق والعرب قرونا طويلة ومارست التتريك ضدهم وجارت في حكمها لهم حتى جعلتهم في ايام حكمها يتتبعون بغال الاتراك من اجل جمع روثها واستخراج الشعير كقوت لهم ولعوائلهم . كل هذا التصنيف والاعتقاد العربي الخاطئ ما كان ليكون لولا ترسخ الطائفية في الوسط الشعبي العربي وظهور الوهابية التكفيرية في السعودية مدعومة بمليارات الدولارات من النفط الخليجي .
ويعد العرب – حكّاما وشعوبا - صدام حسين بطلا قوميا لا لشيء الاّ لأنه قمع شيعة العراق وساعد في قمع الشيعة في الدول العربية وحارب ايران الشيعية. واليوم الدول العربية تحاكم التشيّع كجريمة بين مواطنيها ولا تحاكم التبشير المسيحي او اية عقيدة اخرى بنفس والتهمة والعقوبة . ويقف العرب اليوم مع جرائم ابادة الحوثيين الشيعة في اليمن ويساندوا دكتاتور اليمن بذلك . هذه الصورة والواقع العربي الطائفي يكشف عداء العرب للعراق . لقد عشت في دول عربية عديدة ووجدت التخلف العربي وراء هذا الاعتقاد الخاطئ اتجاه العراق وباختصار اقول : لن يعترف العرب بعروبة العراق واسلامه قبل ان يتخلص من الشيعة والتشيع او تسلم مقاليد الحكم فيه لحاكم من السنّة . والخيار متروك للعراقيين !, وانني ارى شخصيا ان يتخلى العراق لا عن الشيعية وحسب, بل عليه ان يتخلى عن الاسلام والعروبة معا حتى يريح العرب ويرتاح العراقيون وان يملأ العراقيون خانة الديانة والقومية في مستمسكاتهم الرسمية ب " بلا"





#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... هل ثمة وطن باق !؟
- -مركز الرافدين للتدريب والمعلومات- . مدرسة لمحو اُمية الحاسو ...
- الديمقراطية في العراق .. صناعة مكلفة لبضاعة تالفة
- العراق لا يساوي شبرا مما أملك ... !
- دور ثقافة الاطفال في العراق عناوين تُثري وواقع مُزري
- الاعمال الاخيرة للفنان كامل حسين تؤسس لذائقة فنية عراقية جدي ...
- اي عراق كان واي عراق اليوم واي عراق غدا !!!! ؟؟؟؟
- - بروفة في جهنم - مسرح عراقي نجح باستثمار الحريات واخفق في ا ...
- الموصل تكشف النوايا الخفية ضد وحدة العراق
- الاستثمارات الاجنبية .. تستثمر العراقيين ولا يستثمروها
- العلاقة الازلية بين الفن التشكيلي والذات الإنسانية وبيئتها
- قراءة في مثلث انتخابات مجالس المحافظات العراقية
- ردة عن الوطنية وتألق نجم العشائرية في انتخابات مجالس المحافظ ...
- حوار مع رئيس مجلس محافظة بابل
- المرأة في الانتخابات المحلية العراقية حضورٌ خَجِلٌ وغيابٌ مُ ...


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - لماذا العراق الدولة الاكثر اعداء !!؟؟