|
من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! 1 من 2
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 841 - 2004 / 5 / 22 - 09:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
منذ ان سقطت الدكتاتورية المقبورة والعراقيون يعيشون واقعاً مريراً لايستطيعون فيه معرفة الى ماذا سيؤدي، واذ غطّت الفرحة بسبب سقوط صدام لفترة ، الاّ انها اخذت تسير بخطوط متكسّرة نازلة صاعدة، لتنحسر جراّء سلسلة الأجراءات ومضاعفاتها وردود الفعل . . من اعلان الأحتلال، وحل اجهزة الدولة والجيش وبدايات بطالة جديدة لأوساط واسعة جديدة ممن عانت بغالبيتها من سياسات الدكتاتورية المقبورة، والتماهل في محاسبة ومعاقبة كبار مجرمي الدكتاتورية، وعلى رأسهم الدكتاتور . . الى تجربة مجلس الحكم الذي شُكّل على اساس محاصصة جرت باسلوب ( بها او بها) ـ اي بلاخيارـ ، المجلس الذي رغم صراع قواه وعملها من اجل تثبيت صلاحيات حكم له، ورغم ما انجَز فأنه لم يستطع تنفيذ الكثير مما طمح اليه او قرره، لعدم وجود صلاحيات واضحة له من جهة، ولتقاطع واختلاف قراراته وتقديراته مع قرارات وتقديرات سلطات الأحتلال المتسارعة واخطائها، التي اكّدتها اقوال نائب وزير الدفاع الأميركي السيد وولفوفتز(1). ونتيجة لذلك ولعدم اهتمام التحالف بدوره واستصغاره له، من وقائع اكثر من عام مضى، ورغم جهود عدد من اعضائه وقواه للعمل معاً، وللحفاظ على الصلة والتنسيق والتفاعل مع القوى والفعاليات التي لم تُمثّل فيه، وجهود عدد آخر لموافاة الناس والتصريح لها بحقائق المجريات التي كان الكثير منها ولايزال مغيّباً عن العلن، ومغيّباً في حالات غير قليلة عن اعضاء المجلس ذاتهم. لكل ذلك، ولعوامل أخرى اكثر تعقيد، اضافة الى عدم تقبّل واقع الأحتلال والمستجدات الأرهابية وتزايد اخطارها . . لم يكن دوره مؤثراً في تقرير وجهة واسلوب الكثيرمن الأمور المصيرية التي تهم الوطن والمواطن . من ناحية اخرى فأن استمرار حالة الحرب، والأجراءات السريعة للأحتلال والتراجع عنها، وما يترك ذلك من قلق واحتكاك بل وصدام . . من الخصخصة ونقاشات وضجيج الجدوى الأقتصادية، الى خوف ومعاناة وقلق مئات الآلاف ممن رموا وسيرمون للشارع، ليس بسبب محاولة السير على هدى تجربة المانيا واليابان وكوريا التي كانت من الممكن ان تثير البهجة لمستقبل يدرس على هدى تجارب تلك الدول المتطوّرة، وانما بسبب السباق الهمجي للشركات المتعدية الجنسية وللأحتكارات العالمية، وبسبب الصفقات الهائلة السريعة في الظلام، التي انكشف بعضها بعد ان ازكمت روائحها الأنوف، الأمر الذي يؤديّ بالعديد من الخبراء والباحثين، الى التحذير من ان البلد يُسيّر على النموذج الأفغاني !! اضافة الى استمرار سياسة التجارب وبالونات جس النبض من جهة و عدم الوضوح وضعف وعدم التشاور مع العراقيين، واستمرار نهج معقّد كثير الألتواء، كانت نتيجته انه يسير في اتجاه تفريق ابناء البلد وتكريس وتعميق خلافاتهم من جهة، وانقسام الطيف العراقي الى اقسام يواجه كلّ منها، اضافة الى معاناة انتمائه وترتيب بيته . . يواجه كلّ منها قطباً (او اقطاباً) اقليمية تريد تحجيمه وضبط حركته، او استغلاله لوجهتها، بوجود الحدود المفتوحة، اضافة الى الأحساس بوجود تحفيز لقسم عراقي للقيام بدور لضبط القسم (الأقسام) الأخرى، التي تربأ اقسام الطيف عن القيام بها لحد الآن . . في معادلة معقدة، يرى فيها عدد من الخبراء الغربيين ـ ممن يدركون استحالة عزل العراق عن محيطه الأقليمي ـ انها هي الطريق لتحقيق وتثبيت التغيير الذي تريده الأدارة الأميركية في منطقة (الشرق الأوسط الكبير)، الأمر الذي ان صحّ، فأنه سيكلّف العراقيين الكثيروالكثير من الويلات. فيما يرى آخرون في تلك المعادلة، انها الوسيلة الهامة في ابعاد خطر منظمات الأرهاب الدولية عن الغرب، بسحبها واشغالها في عقر دارها، في مناطق منابعها ؟! . . الأمر الذي ان صحّ ايضاً، فأنه سيكون وبالاً على المنطقة التي لن تعرف الاّ استمرار الحروب وتصاعدها، وسيكون وبالاً على العالم، لأن تلك المعادلة الفرضية، اضافة الى عدم واقعيّتها في عالم اليوم، فأنه من اكبر الخطأ مواجهة الأرهاب بالعنف، دون التوسّل الى الطرق التي تعالج اسبابه، من بطالة وانتماء وشعور بالظلم . وفيما يشير العديد الى الأهمية الكبيرة لجهود ومحاولات القادة العراقيين وفي مقدمتهم اية الله العظمى السيد علي السيستاني ومواقفه ودعواته لأنهاء الأحتلال وحقن دماء العراقيين ووحدتهم. وجهود السيد مسعود البارزاني وعمله ودعواته، التي اثمرت بالعديد من اللقاءات والأجتماعات والمؤتمرات الداعية لوحدة الصف العراقي، العربي الكردي وكل الطيف العراقي، وتوصّلت الى اسس تحديد الجرائم وسبل معاقبة مرتكبيها، والاّ فالتسامح من اجل بناء العراق الجديد، على الأسس الجديدة . . تلك الوحدة التي يجسّدها النظام البرلماني الفدرالي الديمقراطي، الذي يضمن حقوق وواجبات الفرد العراقي بعيداً التمييز القومي والديني والفكري، وبتكافؤ المرأة والرجل . . الذي لم يُطرح افضل واكثر واقعية منه لوحدة البلاد للفترة الزمنية المنظورة، لحد الآن بتقدير العديد من رجال السياسة والمجتمع والعلم والثقافة في العراق، والذي تمّ تثبيته في القانون الأنتقالي، وتثبيت الوعد بملاحق لأغنائه. وترى غالبية العراقيين ومن الأكثرية الصامته، حد التوسّل والرجاء، ان وحدة العراقيين بكل الوان طيفهم تزداد الحاحاً ويرون انه بدون التوافق والتفاهم، والأتفاق على سقف استقلالية القرار الوطني في واقع اليوم، ستخسر كلّ مكوّنات المجتمع، مهما جرى من تلويح بمكتسبات سريعة للبعض، الاّ انها قد يسهل الأنقضاض عليها، في حال البلاد التي ينطبق عليها قول الجواهري الكبير؛ ( ماذا يُرادُ بنا واينَ يُسارُ والدربُ داجٍ والطريقُ عثارُ )، وحال المنطقة والعالم المليئان بالمفاجآت والتقلبات السريعة، وفي الوقت الذي تعود فيه الطروحات التي رفضها المجتمع مثل ؛ حاجة العراق لضابط عربي قوي ؟! لحل الأزمة العراقية ولضمان الأمن والأستقرار، الذي لايعني الاّ الدعوة السافرة للدكتاتورية مجدداً، التي وجدت الوقت ملائماً لتسويقها ! ! وفي الوقت الذي يحذّر فيه الكثيرون من تفسير تصريح وزير الخارجية الأميركي السيد كولن باول حول انخداع الأدارة الأميركية بمسألة حيازة صدام على اسلحة الدمار وتخزينه ايّاها(2)، والتي كانت السبب الأساس لأعلان الحرب والقضاء على الدكتاتورية . . من انها قد تكون بداية لتقليص التهم الموجهة الى صدام ان جرى تقديمه للمحاكمة، وبالتالي الحكم عليه حكماً مخففاً، الأمرالذي يشجّع الأعتقاد بان هناك جهود تبذل لأعادة تأهيله، على اساس (خبرته) في توحيد البلد و(موازنة المنطقة) ؟! اضافة الى ما يُطرح علنا في عدد من دوائر القرار السياسي الأوربي خاصة، بضرورة قيام واستمرار حزب وريث للبعث العفلقي، من اجل تهدئة الوضع و(الأستقرار) في الشرق الأوسط ؟! (يتبع)
20 / 5 / 2004 ، مهند البراك ــــــــــــــــــــــــــــــ (1) من اقوال السيد وولفوفتز، احد ابرز مشجعي الحرب، امام جلسة لجنة الكونغرس الأميركي للشؤون الخارجية، مطلع ايار 2004 ، اكّد فيها خطأ تقديرات ادارة الرئيس بوش للوضع في العراق بعد الحرب. التي تناقلتها الصحف ومحطات البث الأميركية والعالمية. (2) من خطاب السيد كولن باول في قمة العقبة في الأردن، في الأسبوع الماضي .
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول الخصخصة في الحروب 2 من 2
-
حول الخصخصة في الحروب 1 من 2
-
تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 3
-
تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 2
-
تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 1
-
الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟
-
كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !
-
لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !
-
لم ينلْ (الكيمياوي) من شعلة النوروز !
-
المصالحة الوطنية كبديل للدكتاتورية
-
حازم جواد لايتذكّر 2 من 2 الزعامة مهما كان الثمن ؟!
-
في 8 آذار-الدفاع عن المرأة ودورها شرط اساس لتقدّم المجتمع
-
المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟
-
حازم جواد لايتذكر ـ 1 من 2 محاولة عقيمة لتجميل الماضي
-
نصفنا الآخر ـ 2 حقوق المرأة والصراع الأجتماعي الطائفي
-
نحو 8 آذار، نصفنا الآخر ـ 1 قضية المرأة، قضية المجتمع بأسره
-
ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2
-
قانون ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 1
-
اسلحة الدمار الشامل ومسألة التعويضات
-
المجد لشهداء مجزرة اربيل! - الأرهاب لن يزيد القوى الوطنية ال
...
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|