أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - اسرائيلي و فلسطيني في مدريد














المزيد.....

اسرائيلي و فلسطيني في مدريد


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 841 - 2004 / 5 / 22 - 08:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كانت مدريد محل مجمع العرب و إسرائيل و روسيا و أمريكا، ليبحثوا لنا عن حل لمشكلة الشرق الأوسط، و في مدريد إتفق إثنان على اللقاء فيها.
الأول وزير خارجية إسرائيل .
الثاني رئيس وزراء ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية.
فهل كان الوصول الى مدريد في نفس الوقت هو صدفة أم إتفاق مسبق؟
الأول حمل مجموعات من الأوراد ليضعها في محطة القطارات التي فجرتها عصابات الإرهاب، في 11 آذار في مدريد، في عملية جبانة، كتعبير عن حزنه (!) و كمساندة للشعب الأسباني في محنته، و بعمله هذا يستطيع خداع الرأي العام الأسباني ليبعد نظره عما يقوم به جيشه ضد الفلسطينيين.
إن عصابات تجارة الحشيش و المخدرات الأخرى هي التي قامت بعملية الغدر و الإجرام و التي ذهب ضحيتها مائتي شخص بين أسبان و أجانب، من العمال و الطلاب، و بينهم نساء و أطفال. إن هذه العصابات تتخذ من الإسلام واجهة لها لكي تعطي للناس رؤية عن أن الإسلام هو دين القتل و الذبح و التفجير. و يردد هؤلاء المجرمون: اقتلوهم أينما وجدتموهم.
وصل الأول الإسرائيلي في نفس اليوم الذي قامت به حكومته بقتل أكثر من عشرين من المتظاهرين في فلسطين بواسطة قذائف أطلقتها طائرات أمريكية الصنع.
و وصل الثاني الفلسطيني و هو يطالب بإعادة خريطة الطريق الأمريكية لحل مشكلته العويصة.
الثاني، الرئيس الفلسطيني، و رئيس الوزراء الأسباني نددا بالعملية الإجرامية الأخيرة، لا النهائية، التي قامت بها إسرائيل. و لم يندد واحد منهما يوما بعمليات تفجير الشعب العراقي بأيدي نفس عصابات مدريد الأعرابية، بينها أيادي فلسطينية كثيرة.
الرئيس الأسباني يطالب خروج الأمريكان من العراق، في هذا الوقت بالذات، أي في أيام الحرب و عدم الإستقرار، و لا يتفوه بكلمة واحدة لكي يطالب بها خروج القوات الأمريكية من قواعدها في أسبانيا، و اليوم أسبانيا تتمتع بسلام و استقرار، ولا أجد عضوا من الحزب الاشتراكي يتظاهر مطالبا بخروج الأمريكان من بلاده، على الرغم من وجود تنظيمات أخرى تطالب إغلاق القواعد الأمريكية. فهل أنهم حقا بحاجة الى وجود قوات أمريكية؟ أم أن الدولارات الأمريكية تمنعهم من ذلك؟ أم أن الآلاف من أبناء الشعب الأسباني يشتغلون في هذه القواعد؟
تعودنا أيضا على رؤية كثير من قياديي الحزب الاشتراكي و هم يزورون إسرائيل ليعبروا عن دعمهم لها، في سرائها و في ضرائها، في أفراحها و في أحزانها، و كإثبات على ذلك نجدهم و قد و ضعوا الطاقية الإسرائيلية على رؤوسهم. و قد يتذكر من رأى زيارة رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق، فيليبي غونثالث، و هو يلبس الطاقية الإسرائيلية أثناء مراسيم دفن رابين.
استلم الاشتراكيون الأسبان الحكم ثانية بعد حصولهم على أصوات جعلتهم في المركز الأول بعد الإنتخابات التي جرت في الرابع عشر من آذار الماضي، و كانت العمليات الإجرامية بتفجير قطارات مدريد في الحادي عشر من آذار السابق قد أثرت تأثيرا مباشرا و فعال في فوز الاشتراكيين.
لقد نجح الإرهاب في إيصال الاشتراكيين إلى سدة الحكم الأسباني مرة ثانية و استلم الاشتراكيون الحكم و لم يكونوا يتوقعون استلامه، و جاءتهم هذه النعمة على أيدي الإرهابيين.
كانت إحدى نقاط برنامج الحزب الاشتراكي الأسباني هو إرجاع القوات الأسبانية من العراق بعد الثلاثين من حزيران القادم في حالة عدم استلام الأمم المتحدة المسئولية في العراق، أي أنهم لم يكونوا يفكرون الخروج من العراق في حالة وجود الأمم المتحدة!
و لكنه ، و بعد تفجير القطارات في مدريد فإن الحزب الاشتراكي قد قرر مفاجئة سحب القوات الأسبانية، مما يعني أن هذا الموقف هو انهزام في أيام الحرب و أمام تهديدات عصابات الإرهاب.
لقد أعطى الاشتراكيون الأسبان بموقفهم هذا دعما واضحا للإرهاب و إشارة إليهم بأنهم، أي الإرهابيين، أقوى من الاشتراكيين، و بإمكان الإرهابيين القيام بأعمال تفجيرات مشابهة لإرغام الحكومات الأوربية تغيير مواقفها.
لم يندد الاشتراكيون الأسبان يوما بما قامت به عصابات صدام الدموية، و ما تقوم به اليوم، بل على العكس فإنهم في زمنهم الأول، في الثمانينات كانوا يصدرون الى العراق مكونات غاز الخردل ، من مصانعهم في مدينة بلباو في شمال أسبانيا.

محيي هادي
[email protected]
ايار 2004



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول أيار لم ينج من رصاص الإرهاب النازي
- أعطوا البعثيين حقوقهم
- أصحاب الكهف
- بصراحة: بمناسبة اغتيال الرنتيسي
- هل الأحاديث النبوية هي نبوية حقا؟
- حرية الإنتخابات و الديمقراطية
- مؤتمر التفرقة العربية
- بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين
- احتلال و تحرير و سقوط لأبشع نظام دموي
- هل حال الزوجة غير المسلمة أفضل؟
- كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم
- هُـم، هُـم، لا غيرهم
- نعم للحجاب، لا للحجاب
- إلى المهجَّرين و الغرباء
- عدالة أحكام السلف الطالح
- حلول قاضي القضاة لشبق الخليفة
- اللــون الأحمــــر
- القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
- قانون أحوالكِ الشخصية
- أتمنى أن يقاطعنا الإرهابيون


المزيد.....




- سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم ...
- ما هو تأثير أمراض القلب على صحة الدماغ؟
- لبنانيون محتجزون في قبرص بعد رحلة خطيرة عبر قوارب -الموت-
- بوتين يهنئ بزشكيان على انتخابه رئيسا لإيران
- لماذا بدأ البشر بتبادل القبلات؟
- السياحة المفرطة في أثينا.. دعوات للسيطرة على هذا القطاع في ا ...
- فوز الإصلاحي مسعود بزشکيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية
- بيسكوف: الساسة الغربيون لم يتواصلوا مع الكرملين لبحث السلام ...
- بايدن: سأهزم ترامب وأفوز في عام 2020! (فيديو)
- بايدن: لن أنسحب من الحملة الانتخابية إلا إذا نزل الله من الس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - اسرائيلي و فلسطيني في مدريد