|
تحولات سياسية في الدين الإسلامي ...!!
سلام كوبع العتيبي
الحوار المتمدن-العدد: 840 - 2004 / 5 / 21 - 18:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ بدء الرسالة السماوية ونزول الوحي لمخاطبة الرسول محمد ( ص ) وإلى قبل رحيله إلى الرفيق الأعلى ؛ لم يطرأ أي تغير في مسار الدين الإسلامي ؛ بل كان هنالك دين واحد يجمع كل أهل الجزيرة العربية وبعض الأماكن الأخرى التي وصل إليها هذا الدين ؛ وليس هنالك أية تجاوزات أو خلافات طرأت أو غيرت في خطوط مسار الدين بشيء ما ؛ طالما وإن نبي هذا الدين موجودا بين المسلمين . ولكن ما أن رحل الرسول محمد ( ص ) حتى بدء الدين الإسلامي يسير نحو تكتلات قبلية وطائفية وجماعات ذات نفوذ كبير وخطيرة وطارئة نوعا ما ؛ كادت أن تعصف في الأمة الإسلامية لولا وجود أهل العقل الذين حاولوا ونجحوا في جمع المسلمين تحت دولة الخلافة التي استمرت عقود من الزمن . ولكن منذ مقتل الخليفة الثالث ( رض ) تحول الدين الإسلامي إلى فرقتين متناحرتين ؛ وكانت معركة الجمل أول تناحراة المسلمين فيما بينهم . والتي جمعت الصف الأموي المطالب بدم عثمان والذي تقوده السيدة عائشة ( رض ) والصف الآخر الذي يجمع الخليفة الرابع وبعض الصحابة من أمثال عمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري . ولم ينتهي هذا الصراع حتى بعد أن قتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كرم الله وجه . بل أستمر هذا الحال إلى يومنا هذا .!! والآن أصبح عدد المذاهب الإسلامية بنفس العدد الذي ابلغ عنه الرسول محمد ( ص ) عندما قال سوف يتحول الدين إلى ( واحد وسبعين فرقة ).. واليوم تماما نقف على قول وصدق النبي في الوصول إلى هذا العدد المذهبي الذي أخذ يعصف في المسلمين ويسر بهم إلى طريق الهاوية الذي حذر منه أخر الأنبياء .. تحول الدين الإسلامي إلى مذاهب طائفية وحركات سياسية عبارة عن عصابات تشبه عصابات المافيا . التي تختفي تحت واجهات إسلامية من أجل أن تسيطر على هؤلاء المسلمين بالطرق الإرهابية بعد أن توفرت لهم السبل المادية التي استطاعوا أن يقيمون من خلالها تشكيلاتهم السياسية والمسلحة ( المافيوية ) باسم الدين الإسلامي . والذي لا شك به إن هؤلاء لا يمدون بصلة إلى أخلاقية الدين الإسلامي بشيء قط . خاصة بعد أن رأينا وسمعنا عما تقوم به هذه الحركات الإسلامية وأنصارها المجرمين الذين يتخذون من الدين الإسلامي غطاء زائف لكي يستطيعوا أن يمرروا عملياتهم السخيفة التي شوهت قيم الدين المحمدي . لغرض إشباع رغباتهم المادية والدموية . ولم تسلم طائفة مذهبية إسلامية من دخول هذه العصابات بين ظهرانيتها . بل انتشرت في كافة الفرق المسلمة ؛ وليس من الضروري هنا أن نسمي هذه الفرق الإسلامية حيث وكما قلت لم تسلم فرقة من اجتياح عصابات المافيا لها . وهنا أود أن انوه إلى شيء بحذر . إن غالبية الدول الإسلامية تجمع في منهجها الإسلامي طائفتين مسلمتين أو أكثر . وتقوم غالبية هذه الدول بدعم إحدى الطوائف على حساب الطوائف الأخرى لغرض أن تجعل من هذه الطائفة المدعومة ؛ سلاحا ذو حدين لغرض الحفاظ على مصالحها السياسية التي تتبناها هذه الدولة أو الدول بصورة عامة .من خلال دفع هذه الطائفة للدفاع عن وجوده كنظام سياسي عند الحاجة . ناهيك عما تقوم به هذه الدول من تصدير الفكر العصاباتي للبعض من خطوطها المذهبية إلى كافة دول العالم ودعمها دعما سياسيا وماديا . وإن كان في بعض الأحيان يكون هذا الدعم سريا مثل ما هو حاصل الآن للكثير من الحركات الإسلامية المتطرفة بشكل مخزي ؛ والذي جعل من الأمة الإسلامية أمة محكوم عليها في الموت والفشل من قبل الطرف الآخر الذي بدءْ خوفه من الإسلام خوفا مرعبا وللشعوب الغير مسلمة أو حتى الشعوب المسلمة التي لم تتخذ مثل هذه الحركات البوهيمية منهجا سياسيا .. أما الوجه الآخر لهذه الحركات الإسلامية ؛ فهو وجه مخابراتي مستغل من قبل الدول التي لم تستمد حياتها من حياة الدول الإسلامية والعربية مثل ( إسرائيل ) . فكثيرا ما قامت إسرائيل في تأسيس حركات إسلامية كان الغرض منها هو ضرب القوى الإسلامية أو الحركات الوطنية التي تطالب دولة إسرائيل في الخروج من الأراضي الفلسطينية .. أما الآن أصبحت ترتكز على هذه الحركات بشكل واضح في تصفياتها للكثير من أعدائها المسلمين أو المفكرين أو العلماء الذين يشكلوا خطرا على إسرائيل مثل العملاء الذين يعملون لحسابها من الفلسطينيين الذي يعملون ضمن حركة ( حماس الإسلامية ) مثلما رأينا مؤخرا ..وحتى بعض من الدول الإسلامية والعربية أخذت تسير على خط إسرائيل في هذه السياسة ( المخابراتية ) في غالبة أعمالها التي تتطلب مثل هكذا حركات مقنعة بقناع الدين . سواء في التصفيات الجسدية لمعارضيها ؛ أو لغرض زرع القلاقل في الدول التي تشكل خطرا عليها من خلال استقرارها الداخلي .. إن مقتل رئيس الحكم الانتقالي العراقي السيد عز الدين سليم . هو واحد من هؤلاء الذين قتلوا من خلال هذه الحركات الإسلامية المتطرفة العميلة والتي استغلت من قبل بعض الدول التي ليس من مصلحتها السياسية أن يكون هذا الشخص على رأس السلطة العراقية الآن وإن كان لفترة قصيرة جدا . وهي محاولة لعدم وصوله ومشاركته في القمة العربية التي سوف تعقد في تونس في الوقت الذي كان يستعد هذا الرجل لحضور هذه القمة ؛ والذي من الممكن جدا أن حضوره سوف يشكل خطرا على مسار برنامج القمة المعد سلفا من قبل القادة العرب ( خاصة حول موضوع العراق ). ناهيك عن وجود شخصيات عربية على رأس السلطة لبعض الدول العربية والتي كانت ومازالت الأذن الخاصة لدولة إسرائيل ؛ وهنا ما معناه أن إسرائيل حاضرة القمة ولكن من خلال رجال السلطة لبعض الدول العربية ؛ وهذا أمرا معروفا لغالبية الشعب العربي .. ولكن من هي الدول الأخرى التي تطالب بثأرها من السيد عز الدين ؛ والتي دفعت مثل هؤلاء القتلة الذين يختفون تحت خيمة الإسلام والذي من خلاله استطاعوا أن يوهموا البعض في قتله ,إن انتحار من يقوم بهذا العمل سوف يدخله جنة الله الواسعة وزواجه من حوريات أجمل من نساء الدنيا .. إذن ما علينا إلا أن ننظر إلى دول الجوار العراقي وبعدها ندرك تماما إن قتلة رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي مدعومين من قبل دول الجوار بعد أن أوهموا قاتله أن أبواب الجنة فتحت له والحوريات في انتظاره ..
#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مات العرب فلندفنهم بعيد ... رائحة الموتى عفنة ..!!
-
المناطق الشيعية في العراق ... وفتيان الصدر و الزرقاوي...!
-
بكائية المقابر الجماعية .. والمحامين العرب الذين يدافعون عن
...
-
الوجه الحقيقي للحركات الإسلامية ..!!
-
بلاد العهر أوطاني .. إعتذر الرئيس بوش .. متى يعتذر الحكام ال
...
-
تسليم السلطة العراقية ..التغيرات السياسية الأمريكية تجاه حزب
...
-
العقال العربي سلاح محرم دوليا في الملاعب الرياضية..!!!
-
مزادات علنية.. لشراء الجواري الشقراوات في مساجد البصرة..!!
-
العهر السياسي للحكام العرب المخصيين... والضحك على ذقون الشعو
...
-
أميرة سعودية تهاجم و تشتم الشعب السعودي ...!!
-
المسيح يصلب مرة أخرى في سجن أبو غريب الأمريكي..!!
-
بعيدا عن السياسة وندرك المتنبي في فرضيات الشكوك ..!!
-
تحولات في سياسة أمريكا... تجاه أفغانستان والعراق ..!!
-
لنوقف التحريض كي نحمي شعبنا من الق
-
اجتثاث حزب البعث ضرورة من ضروريات المجتمع العربي و العراق ال
...
-
أنا أريد وأنت تريد والأخضر يفعل ما يريد ..!!
-
عندما يتحول الدين إلى مدرسة للجنس والقتل ولمصادرة الحريات ال
...
-
السعودية ..... على نفسها جنيت براقش ..!!
-
اسبينوازا المقدس المحروم من الكنيس ..!!
-
عندما باتي رعاع العرب .. كارثة العراق القادمة ..!!
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|