أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - الصحافة العراقية وفقدان الإرث الديمقراطي ..















المزيد.....


الصحافة العراقية وفقدان الإرث الديمقراطي ..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 840 - 2004 / 5 / 21 - 18:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل يوجد إعلام ديمقراطي حر في عراق ما بعد صدام حسين خصوصا وأننا نشهد في المطابع العراقية اليومية والأسبوعية ولادة صحف كثيرة يزيد عددها على المائة في ظل ثلاثة مظاهر متناقضة :

- - المظهر الأول يتجسد في عدم وجود استقرار سياسي – اجتماعي .

- - وجود سلطة التحالف ممثلة لتيار غير منفصل عن الستراتيجية الأمريكية للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط .

- - المظهر الثالث عدم قدرة السلطة الوطنية المتمثلة في مجلس الحكم والوزارات على ممارسة الاستقلالية والديمقراطية في قراراتها وإجراءاتها .

من هذه المظاهر الرئيسية الثلاثة اتجهت أحلام العراقيين خلال عام كامل من سقوط النظام الفاشي ليس نحو التحقيق الفعلي لبناء مرتكزات المجتمع المدني بل نحو الإحباط والإحباط السياسي أولاً .

خلال نفس العام كله لم تلعب( الصحافة المائة ) دورها التعبوي في نشر مبادئ الديمقراطية وفي الاتجاه نحو بناء مقومات المجتمع المدني في العراق وبالصورة المنصوص عليها في غالبية برامج الأحزاب الوطنية العراقية لما سبق سقوط نظام صدام حسين .

يعود السبب في هذا إلى قصور العديد من الأجهزة الإعلامية الجديدة ( الصحافة .. الإذاعة .. التلفزيون ) . سأركز في هذه المقالة على دور الصحافة المقروءة حسب .

أحاول هنا تقسيم الصحافة العراقية المائة كالآتي :

(1) صحافة الأحزاب الوطنية ذات الجذر البعيد في التربة العراقية وأهمها أمثال ( جريدة التآخي .. العدالة .. الاتحاد.. بغداد .. طريق الشعب .. الدعوة .. وغيرها ) وقد كانت مواجهات هذه الصحف كما يبدو مع قضية التمويل . بعض هذه الصحف لا يصدر إلا أسبوعيا وبعضها الأقدر ماليا يصدر بضعة أيام في الأسبوع . لم تكن قادرة على النهوض الكامل بمسؤولية التوعية الديمقراطية .

(2) صحافة المراكز الإعلامية الخليجية حيث مساهمات كتاب عراقيين كثيرين في صفحاتها من أمثال ( الحياة .. الشرق الأوسط .. الزمان ) الصادرة في لندن وهي ذات قدرة مالية عالية يقودها فرقاء إعلاميون يتميزون بكفاءة مهنية عالية وبفهم ديمقراطي يتفوق على كادر الصحافة العراقية الصادرة من داخل العراق .وهي من نوع الصحافة العربية الليبرالية ذات الأبعاد المحدودة بستراتيجيات الممولين .

(3) صحافة ديمقراطية في دور التكوين ( المدى والنهضة ) تتمتع بنوع من الاستقلالية لكنها غير قادرة حتى الآن على أن تكون صوتا حقيقيا للمستقلين العراقيين وهم غالبية الشعب العراقي . يقال - لا أدري مدى صواب ذلك - ان جريدة النهضة تتقبل تمويلا خليجيا أيضا .هناك جرائد مستقلة عديدة لكنها غير قادرة على المساهمة في بلورة الرأي العام لضعف إمكانياتها المالية التي لا تساعدها على التحول إلى الصدور اليومي المنتظم .

(4) صحافة سلطة الاحتلال التي تمثلها بصورة أساسية جريدة ( الصباح ) التي لم تكن مهتمة بترويج الديمقراطية التي تدعي سلطات الاحتلال إنها جاءت إلى العراق بالأساس لتحويله إلى قاعدة للديمقراطية في الشرق الأوسط . وبالرغم من ان هذه الجريدة ممولة من أقوى مركز مالي ( سلطة التحالف ) لكنها لم تكن خلال عام من عمرها غير صحيفة هامشية تعتمد على أسبقيتها في نشر أخبار وقرارات سلطة التحالف وسعيها من اجل الحصول على أكبر قدر من الإعلانات الوطنية .

(5) صحافة الهواة و التشويش والإثارة والفوضى الإعلامية وهي المتجسدة في صفحات غالبية الصحف المائة التي لا يستند معظمها على كفاءات المهنة الصحفية الحقيقية بل على مجموعة من الهواة يفتقرون إلى المعرفة بالديمقراطية الصحفية ..

لا أظن أن أحدا من قوى الاحتلال الأجنبي قد وضع مخططا كي يكون حال الأعلام العراقي موضع عدم الاستقرار المالي – المهني لتكون ضعيفة التأثير على الرأي العام العراقي وإلى عدم ممارستها ، فعلياً ، في مجهود بناء أسس المجتمع المدني . وهي الأسس التي نفتقر إليها منذ تأسيس الدولة العراقية في بداية عشرينات القرن الماضي .

لقد كان عجز غالبية الصحف العراقية واضحا في عدم قدرتها على المساهمة في خلق الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي عن طريق التعبئة الفكرية الحقيقية والاتجاه نحو تكوين رأي عام عراقي فعال ومؤثر في الأحداث اليومية .

ففي الوقت الذي تتعدد فيه مراكز (القوى المسلحة ) في الشارع العراقي للتأثير سلبا على مكونات الرأي العام ( فوضى النجف / نموذجا) نجد ابتعاد الصحافة الوطنية عن نقد هذه الظواهر وعزلها عن الحركة الجماهيرية وتعزيز الاتجاه نحو تحرير الشارع العراقي من السلاح كما هو الحال الإيجابي بهذا الصدد في كردستان العراق حيث الاتجاه اليومي المتصاعد نحو استقرار مظاهر الشارع والسوق مثلما استقرار الأوضاع السياسية ومنحاها نحو الديمقراطية والمجتمع المدني لاعادة بناء مجتمع إنساني يعيد للمواطن الكردي بُعده الأخوي النابع من حماسه لبناء عراق تعددي فيدرالي موحد ولا تحصره مجموعة من فوضى الانشقاقات والصراعات والقيود واستخدام السلاح والتجاوز على القانون كما في المجتمع الريفي والقبلي والمذهبي والسياسي الذي ساد حتى الآن في مدن البصرة والنجف الاشرف والناصرية وغيرها حيث تتقاذفها مجموعة من التيارات السياسية المتصارعة سلبيا وبالعنف أحيانا ..

هذا الانقسام الخطير في الوضع السياسي – الصحافي والقصور الفادح في الناحية الدعائية والتعبوية لبناء رأي عام عراقي مؤثر يعود إلى عاملين أساسيين :

الأول : يتجلى في عدم وجود تنظيم مهني موحد وفاعل يضم أصحاب المهنة الصحفية الوطنية ذي التنظيمات المتعددة ( نقابة المحررين .. نقابة أصحاب الصحف .. نقابة رؤساء التحرير .. نقابة الصحف الحزبية ) .. وكذلك عدم وجود مؤسسات إعلامية متكاملة وضعف دور وزارة الثقافة في التوجيه الإعلامي والثقافي كل هذا يشكل سببا من أسباب تشويه الرأي العام العراقي وإضعاف قدرته على تمييز الحقوق على أساس تمييز الخط الأبيض من الأسود مما تنشره فضائيات عربية كثيرة تقوم على تزوير الوقائع وحرف الأنظار عن حقائقها..

الثاني: قصور الفكر الديمقراطي في الصحافة العراقية بوضعه الراهن فهو عاجز عن ممارسة ونشر الثقافة والقيم الديمقراطية الحقيقية معتمدا في اغلبه على التركيز في جانب واحد هو الجانب المتعلق بـ(السلطة) والسلطة السياسية خصوصا ، في حين ان (السلطة) ليست سياسية حسب وانما هي اقتصادية واجتماعية وثقافية. ان هذا التعددية في (مفهوم السلطة )غائب عن أكثر الصحافة وهو غائب أيضا عن صحافة الأحزاب الراكضة جميعها وراء مكاسب السلطة السياسية والحزبية .

صحيح جدا هو القول أن وجود ( مائة صحيفة ) يعني وجود حرية التعبير بنطاق واسع . ليس في هذا شك . لكن هذا الوجود يعني أول ما يعني وجود تشتتت في القدرة الصحفية وفي تفتت الخبرة المهنية مما يؤدي بالتالي إلى انشطار خطير في جميع بنى الجسم المهني الصحفي في العراق والذي قام أغلبه على ( الخبرة الذاتية ) وليس على ( المعارف الأكاديمية ). بمعنى أن المعين الأول للصحافة العراقية الحالية هو امتداد لجميع المعينات السابقة منذ ثمانين عاما وأعني ( الهواية الصحفية ) . حتى الآن لا توجد مدارس صحفية ولا معاهد إعلامية تزود الصحافة بالكوادر . حتى كلية الاعلام في جامعة بغداد هي كلية حديثة ينقصها الكثير من الأدوات والمعدات كي تكون قادرة على تطوير ( المهنة ) الصحفية المقروءة . حتى الأحزاب السياسية والمنظمات الديمقراطية لم تبادر بالصورة الصحيحة إلى عقد دورات تدريبية لخلق إمكانات صحفية متجددة . وقد عقدت دورة للتدريب الصحفي في العام الماضي من قبل جهة صحفية لا علاقة لها بـ( التعليم الصحفي ) وكانت نتائجها بائسة .

قرأنا كثيرا عن وجود نقابة للصحفيين العراقيين وعن وجود منتدى للصحافة العراقية وهناك رابطة رؤساء التحرير ومنظمة الصحفيين الشباب واتحاد صحفيي كردستان لكنها جميعا تحتاج إلى مزيد من الحوار مع النفس ومع الآخر كي تغدو مؤثرة في الرأي العام العراقي وفي بناء الديمقراطية في أسس مجتمع مدني حقيقي .

من الضروري التذكير هنا أن المجموعة الإعلامية التي انتدبتها بعض الدوائر الأمريكية خاصة البنتاغون والتي دخلت العراق من خارجه مع قوى الاحتلال الأمريكي وبعده لم تستطع أن تثبت مقدرتها أو جدارتها في التأثير الإعلامي في الرأي العام لسبب بسيط جداً هو أن اختيار المجموعة نفسها قد تم على أسس ليست قويمة مما مهد الطريق أمام الأعلام العربي المعادي للتحول الديمقراطي في العراق للانقضاض على الرأي العام العراقي ( خاصة بواسطة الفضائيات ) ليس بهدف التشويش وحده بل للتحريض على أعمال إرهابية وتخريبية..

لا شك ان جميع هذه المظاهر أدت وما زالت تؤدي إلى بقاء الإعلام الوطني والحزبي في نقطة الضعف الحادة والحرجة يتطلب التخلص منها وتطوير الإعلام العراقي المستقل والواعي بهدف النهوض الجماعي سريعا بالمسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتق الصحافة الوطنية الجادة خصوصا في المرحلة القادمة التي تصاحب عملية أعمار العراق دستوريا واقتصاديا حيث سوف تصاحب عملية تدفق الاستثمارات عملية واسعة من المؤسسات الإعلانية القادرة على تزويد الصحافة الوطنية بالتمويل غير المشروط مما يساهم في إنقاذ الصحافة من هيمنة المنتفعين من قوات الاحتلال والطفيليين والمغرضين .

ـــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في12 /5/2004



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير صغيرة 657
- مسامير صغيرة 656
- مسامير صغيرة655
- مسامير صغيرة 654
- مسامير صغيرة 653
- مسامير صغيرة 652
- مسامير صغيرة 651
- مسامير صغيرة 650
- مسامير صغيرة649
- مسامير صغيرة 648
- المحاصّة الطائفية .. واقعها ومخاطرها
- مسامير صغيرة 645
- مسامير صغيرة 644
- مسامير صفيرة 642
- مسامير صغيرة 642 - لا تطبيع مع المرأة
- مسامير صغيرة 641
- مسامير صغيرة 640
- مسامير صغيرة 639
- مسامير صغيرة 638
- مسامير صغيرة 637


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - الصحافة العراقية وفقدان الإرث الديمقراطي ..