ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 08:06
المحور:
حقوق الانسان
ظننا قبل نيف وعام أن الرئيس السوري بشار الأسد ، نجا من طوق العزلة الخانق ، واستطاع الهرب من أزماته الإقليمية دون الداخلية ، لكنه الآن وبعد تفجيرات العراق الدامية في 19 أغسطس الماضي ، أصبح محاطاً بمحكمتين دوليتين خارجتين عن نطاق المقايضة .
وقد لا نفاجئ بمحكمة دولية ثالثة ، أشد وقعاً وأقل مساومة ، إذا ما جرت المساومة افتراضاً على محكمة الراحل رفيق الحريري ، وهي مساومة على مشروع الدولة في لبنان ، والمساومة على محكمة العراق القادمة ، هي الأخرى مساومة على شلال الدم العراقي المسفوح .
الاضطراب النفسي سيتزايد ، إذا ما قدّر لمحكمة الجرائم ضد الإنسانية أن تبصر النور في لاهاي ، فإن النظام السوري سيغرق في أزمة أشد تأثيراً من أزمة الرئيس السوداني عمر البشير ، فقد سبق لهذا النوع من المحاكم الدولية أن قالت كلمتها العادلة في وجه جنرالات الحرب في صربيا ، ولا يستبعد أن تقول كلمتها في خصوص انتهاكات حقوق الإنسان في سورية ، وآخرها ما وقع في سجن صيدنايا ، هذا إذا ما استثنينا ما وقع في سجن تدمر الصحراوي قبل عقد أو عقدين من الزمن .
وما يشد الأنظار نحو عقارب الساعة بانتظار موعد الانطلاق ، أن هذه المحكمة بدأت الآن ، ولأول مرة تتحرك باتجاه إسرائيل بلا استثناء ، حينها سيكون الثمن أكبر من الأثمان التي دفعها نظام صدام حسين طيلة سنوات الحصار الدولي ، فالثمن الذي دفعه صدام لم يدفع من جيبه وحسب ، بل تجلى بوابل الصواريخ والضربات التي قصمت ظهر شعبه الذي كان ضحية لمغامراته ، وهو بكل الأحوال ثمن قاس ، لأن الشعب يدفع ثمن الفاتورة مرتين .
أما في حالة النظام السوري ، الذي إن ثبتت إدانته في اغتيال الحريري وزعزعة الأوضاع الأمنية في لعراق على مدى سنوات الاحتلال ، عدا عن رصد الانتهاكات الجسيمة بحق النشطاء السياسيين ، فإن الثمن سيكون مضاعفاً هذه المرة وعن طريق العدالة الدولية كأهون الحلول ، لطالما هزئ منها منظرو النظام وشككوا في نزاهتها وآلية عملها ، لوصفها محكمة مسيسة مسبقاً تتعدى حدود " السيادة الوطنية " .
شعار الحقيقة ، بات مطلباً ملحاً في سماء عاصمتين عربيتين - بيروت وبغداد - بعدما أنهكتهما الحروب الأهلية والتدخلات الإقليمية ، وحتى الآن لم تندمل جراحيهما بعد ، وكأن قدرهما الوحيد أن يتعايشا مع صناع الفوضى الذين يعتاشون من مصائب الآخرين ، إلى أن تضع الحقيقة حداً لغرورهم السياسي الذي لا يقيم للأخلاق وزناً في غابة مصالحهم الذاتية.
http://thaaer-thaaeralnashef.blogspot.com/
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟