طب الاعراض و التجارة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 19:55
المحور: الطب , والعلوم
    

ظهرت في اوربا انتقادات كثيرة وجهت الى ما يسمى بالطب المدرسي او التقليدي جعلت بعض الناس تتجه الى ما يسمى بالطب الطبيعي البديل للاسباب التالية:

اولا الطب التقليدي هدفه هو دائما التركيز على معالجة الاعراض قبل الاسباب و لهذا السبب لا يستطيع الطبيب ان يقضي على المرض من جذوره اذا لم يتمكن من تشخيص اسباب المرض.

ثانيا عندما يعطي الطبيب و صفة طبية يتناول المريض دائما ادوية كيمياوية فيها خطر الاصابة بامراض اخرى او ما يسمى بالاعراض الجانبية فيذهب المريض لمعالجة مرض ليصيب بمرض آخر, لهذا السبب شككت كثير من الناس بكفاءة الاطباء و الطب التقليدي و بدأت البحث عن طب طبيعي او بدائل للطب التقليدي مثل العلاج بالاعشاب و المعالجة المثلية - اي معالجة الداء باعطاء المصاب جرعات صغيرة من دواء تسبب اعراض المرض المعالج – او الطب الصيني المعروف بالوخز بالابرة او التنويم المغناطيسي الخ

ثالثا جسم المريض اصبح ميدان او حقل للتجارب و اجراء البحوث العلمية و الطبية فالطبيب يوصف دواء معين و هو غير متأكد من فاعليته فمثلا يوصف دواء لمكافحة الحساسية و لكنه في كثير من الحالات يرجع و يغيير الدواء الى ان يجرب جميع الادوية الموجودة في السوق دون القضاء على المرض و يبقى المريض يستشير الطبيب لسنوات طويلة

رابعا الطبيب الذي يعمل في عيادته او مكتبه الخاص اصبح تاجرا هدفه هو ان يبقى المريض يراجعه الى اطول فترة ممكنة و هو يعاين عدد كبير من المرضى في يوم واحد ويقضي فقط دقائق قليلة مع كل مريض و احيانا لمجرد مخابرة المريض في البيت لدقيقتين يرسل له قائمة بالحساب او فاتورة و الطبيب الذي يعالج هذا العدد الكبير من المرضى يعاني من الارهاق غير قادر على معالجة المرضى

خامسا ازدياد عدد الاخطاء الطبية و اجراء عمليات اماغير ضرورية او غير ناجحة و بهذه الطريقة تدهور صحة بعض المرضى على يد الاطباء

سادسا الصيدلة وشركات صناعة العقاقير و الادوية هي بالدرجة الاولى شركات تجارية هدفها الربح و هذا يعني محاولة اختصار مراحل و فترات صناعة الادوية و الحصول على الموافقات والمصادقات الحكومية لاعلان الدواء الجديد صالح للاستعمال . و هناك ايضا تعاون و عملي مشترك بين الطبيب و الصيدلي بعد الرشوة او تبادل المصالح لتفضيل ادوية على ادوية اخرى حتى اذا كانت ارخص.

سابعا بوجود الانترنيت و الوسائل الطبية الاخرى اصبح بالامكان الحصول على معلومات طبية دون الحاجة الى استشارة الطبيب

ثامنا اصبح التأمين على الصحة غالية و تعاني شركات التأمين من مشاكل مالية كبيرة تدل على ان النظام الحالي غير قادر علي القيام بواجباته و اصبح المريض يدفع مبالغ اضافية كبيرة الى جانب الاشتراكات الشهرية العالية

تاسعا كثير من الاطباء ليس لديهم الاستعداد او المال اللازم لشراء اجهزية تقنية عصرية جديدةللكشف على المرضى لان هذة الاجهزة تتطلب مهارات جديدة او دورات خاصة لا استعمالها تسبب مشاكل كبيرة بصورة خاصة للاطباء المتقدمين بالعمر

عاشرا بعدما يتخرج الطبيب من الجامعة ينقطع عن مواكبة التطورات و الابحاث العلمية بسبب ضيق وقته و ارهاقه في العمل فيعتبر علمه بعد سنوات قليلة غير صالح لمعالجة المرضى

الطب التقليدي و التأمين الصحي كما هو عليه اليوم يجب ان يتغييرو يجب ان ينفتح الطب العصري على طرق جديدة سواء كانت مضادة للجراثيم او طبيعية و على الانسان ان لا يثق ثقة عمياوية بالطبيب. مهنة الطب اصبحت هدف كثير من الناس حتى اذا لم تكن مؤهلة بسبب الامتيازات المالية و سمعة مهنة الطبيب كنصف اله في لباس ابيض كما يقول الالمان . اما في العراق فان فرص الطبيب لايجاد زوجة جميلة محترمة تزداد بشكل صاروخي بسبب منصبه و لكننا وصلنا الان الى عصر ماوراء الطب المدرسي التقليدي.

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات