ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2759 - 2009 / 9 / 4 - 09:19
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
تتردد في الأوساط الإعلامية بين الحين والآخر بعض الأنباء التي تشير إلى قرب عودة الإخوان المسلمين وعودة بعض قادتهم إلى سورية ، فالوساطات في هذه القضية ، جارية على قدم وساق ، ليس الآن ، بل منذ عقد الثمانينات من القرن المنصرم ، كأن لسان حالهم يقول ، نحن خرجنا لكي نعود ، ولعل مفاوضات المراقب الراحل عبد الفتاح أبو غدة ، توحي بالكثير من الجدية والعزم الموجودين لدى عموم الإخوان السوريين .
سواء نجحت هذه الوساطات - الوساطة التركية ووساطة إسلاميو الأردن- أم فشلت ، يبقى المهم بالنسبة للإخوان إلغاء قانون رقم 49 لعام 1980 الذي يقضي بالإعدام لأي منتسب للجماعة ، والدراسات جارية لإلغائه من قبل لجان النظام الأمنية وليست القانونية كما يشار في الإعلام .
بالرغم من عدم التفاؤل ، لا أدري لماذا يتفاءل الإخوان بقرب عودتهم ومسامحة النظام لهم ؟ ففي الوساطات السابقة ، رمى النظام كرته في ملعب الإخوان مشترطاً لمن يريد العودة أن يمر أولاً إلى قضائه " العادل" ليقرر ما إذا كانت يداه ملطخة بدماء السوريين أم لا .
الحل الجديد لدى عموم الإخوان في مصر وسورية والأردن بات الآن في ساحة الإصلاح بعدما كان في الإسلام بكليته ، والإصلاح المقترح لا يعني التغيير لما هو قائم في عالمنا العربي بقدر ما يعني المشاركة ، والسؤال هنا ، قبل أن يقبل النظام السوري بعودة الإخوان ، هل يقبل في مشاركتهم إياه ؟ فعلى ضوء هذا السؤال تتحدد الإجابة ، ما إذا كان سيسمح لهم بالعودة من عدمها .
فإذا وافق على إشراكهم ، فإن هذا يعني أنه يقبل أساساً بالإصلاح ، والدلائل في هذا الاتجاه لا تشير بذلك ، لأنه لا يعقل أن يشارك الإخوان من دون السير في طريق الإصلاح ، ومادام الإصلاح يعني حق المشاركة في الحياة السياسية من منظور الإخوان ، فمن غير المستبعد أن يتحول الإصلاح إلى مجرد إثبات للذات ، إذا ما أصر الإخوان على العودة ، عندها قد يقبل النظام بعودتهم فرادى وجماعات شرط المرور من البوابة الأمنية .
أما إذا كان الإصلاح يعني المشاركة في سبيل التغيير ، بصرف النظر عن طبيعة مشروعه ودرجة توافقه مع متطلبات كل مجتمع وظروف كل مرحلة ، فلا حاجة للنظام بعودتهم ، حتى لو تدافع الوسطاء على أبوابه .
لو عاد الإخوان يوماً ، فإن النظام يريدهم أن يعودوا من بوابته أولاً ، وأن لا يكون لهم إخوان لا في الداخل ولا في الخارج ثانياً ، أي أن يكونوا وفق المعادل التالي : إخوان بلا إسلام لإسلام بلا إخوان .
تلك هي معادلة النظام واستراتيجيته الأمنية ، التي من خلالها يمكن أن يعود الإخوان .
http://thaaer-thaaeralnashef.blogspot.com/
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟