لجوء وطن

بريهان الجاف

الحوار المتمدن-العدد: 2758 - 2009 / 9 / 3 - 00:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

السوري والاغتراب قصة عشق لأجل البحث عن وطن. قد يسمى حينئذ وطن وقد تصبح محاولة للاستيطان ليس إلا , تاريخنا مجهول لأنه مزور ومكتوب بأقلام الطغاة . مبتورة هي الحقائق المتوارثة ومفرغه ومجوفة ومخفية هي الحقائق الصادقة ليظل ماضي هذا الوطن سر من أسرار التاريخ التي لم نحاول حتى اليوم سبر أغواره واكتشاف كنزنا المفقود منه كي لا نعيد الأخطاء ونمارس الحياة بطرق كانت نتائجها حتمية علينا وعلى آبائنا , رحلتنا وغربتنا مع الوطن جديرة بالتوقف أمامها أو خلفها أو بين أحداثها وجديرة للارتحال معها كي نحاول بما تبقى من قلق لدينا أن نجيب عن سؤالنا الدائم: أين هو الوطن من أرواح أبناءه وتطلعاتهم؟ وأين هو الحلم الجماعي؟ بوطن جماعي؟ وسعادة للكل وليس للفرد؟ تلك هي الأسئلة التي تحفر ببطء داخل رؤوسنا علامات فارقة للزمن وللمستقبل ولا أريد هنا أن أجيب على استعجال ما يجب كتابته بتأني ولكن رغما عني أهرول نحو ما لا أريد سماعه وأقترب من النهاية التي لا بد منها. * وطن للجميع ...كذب على الجميع ...لم يعد هناك سوى السماء لم يمتلكها أحد ... لتوزع كغنائم للحرب وللقوه،لم يعد هناك سواها متسع للأحلام،وطريق للأوهام،وعبور نحو الجنة التي نأمل أخيرا برؤيتها في قيامة لا يعلم موعدها أحد. وطن للجميع ... والجميع يبحث عن وطن آخر عن تربة أخرى تمنحه الأمان و الأنسانيه!!!.وطن للجميع ...تعمد بالدماء وتوحد بالدماء ويموت في بطء شديد وفي سكون لتبقى الدماء شاهدا على أن لا صوت يعلو فوق صوت البندقية ... ولا لون يطغي فوق اللون الكاكي , ولا زالنا في غربتنا نتجول لأننا في وطننا مطاردين , تطاردنا العيون حتى العيون التي تحبنا تلهث تتعقب خطانا خوفا من الطغاة , في سوريا يموت الناس ببطىء لأنهم بالكاد يعيشون وحين تسأل (الرفاق) يقولون لك نحند الله على حكمة قيادتنا!!! غريب انت ايها الوطن كأني بك ستبحث عن منفى كي نلتجئ اليك. أو انت تلجىء الينا في منافينا تعزينا بوطننا الذي سرقوه في وضح النهار .. تعال ايها الوطن نحن وانت نصنع من منافينا وطن يمتد حيث الشمس.

#بريهان_الجاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات