أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - النصوص المعاملاتية جسر عبور للعلمانية العالمية ..؟















المزيد.....

النصوص المعاملاتية جسر عبور للعلمانية العالمية ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 19:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام ليس حكراً على المسلمين إن كان ديناً إلهياً ، وليس خاصاً بفئة معينة من البشر ، العبادات علاقة خاصة بين العابد والمعبود ، شؤون المعاملات من بيع وشراء واقتصاد والتنظيم الاجتماعي وسن القوانين المدنية والعقابية وتنظيم القضاء والأسرة وحرية الأفراد والجماعات كذلك تنظيم حقوق المواطنين وحقوق المرأة ، وكل العلاقات الأخرى المنظمة لشكل الدولة وارتباطها بالمواطنين هي بالمجمل شأن عام يخص كافة المواطنين للذين يعبدون ولغير العابدين أو كان من دين وقومية الأغلبية أو الأقلية وان تلك المعاملات هي خاصة بين كافة المواطنين دون صفة دينية أو قومية ... وان من ينظم هذه المعاملات الشعب ذاته ، ويشرف على إقراره وتنفيذه مندوبون ينتخبون من الشعب ويعملون باسمه وتحت رقابته بواسطة أجهزة إعلامه ... ومما تقدم فإن الأمور المعاملاتية والنصوص الدينية المنظمة لها هي نصوص قابلة للإجتهاد والتغيير والتبديل وفق ألية الزمن والمكان وتغير العادات ورقي المجتمعات واختلاطها واستيراد الأصلح تقليداً وحاجة ، مثلاً الحرب والنضال ضد العبودية في العالم الذي انطلق من أمريكا وبعد حرب طويلة مابين الشمال والجنوب بين محرري العبيد وبين المؤيدين للعبودية وكمٌ كبيرٌ من الضحايا سقطوا إلى أن صدر قانون تحرير العبيد في أمريكا وتسلل إلى باقي العالم وألغيت العبودية والرق سلمياً وبدون حروب ، وسارت عليه الدول الإسلامية وتغاضت عن العمل بالنصوص الدينية التي تقر العبودية ، وذلك تبعاً لتشريع عالمي ، ومن هنا تنطلق العلمانية التي تخص الإنسان وحريته ، وقد فهم المعتزلة روح النص الاسلامي وقابليته للتطور والحركة خلاف جمود النص المعاملاتي وخشبيته التي تعلق بها أعداء العقل والتفكير وكون المسلم مردد ببغاوي وقد حرم نعمة التفكير التي حباها الله للإنسان خلاف الحيوان .. وقد أعجبني ماجاء في مقال الأستاذ ابراهيم علاء الدين في هذا المجال في متن مقاله المؤرخ في 318 مايلي : كما ان ابن رشد مسلم واتهم بالكفر والضلال والرازي مسلم ومن اكبر فلاسفة المسلمين ومع ذلك له رسالتان احداهما في نقد الاديان والاخرى في مخاريق الانبياء (أي نقد كا سميت بالمعجزات او الاعمال الخارقة للانبياء .. كما ان محمد عبده ليس مسلما ازهريا بل مفتي الديار المصرية واحد رواد عصر النهضة والتنوير وكذلك طه حسين مسلم ومحمد شحرور ونصر حامد ابو زيد وحسن حنفي والاف غيرهم يناضلون ويكافحون في كل الساحات والميادين للقضاء على الفكر المنعلق المتخلف الذي يشيعه رجال الدين خصوصا ممن ينتمون للتيارات السياسية وكلهم مسلمون وكلهم في نفس الوقت اما شيوعيين او ليبراليين او علمانيين او يساريين . وكل هذه التيارات الفكرية والتي ينضوي فيها الاف وربما عشرات الالاف وربما ملايين في بلاد العرب هم مسلمون. وملاييين السيدات المسلمات في الاسواق وفي مؤسسات الحكومة والخاصة موظفات لا يلبسن الحجاب، وملايين المسلمين لا يصلوا ولا يصوموا .. وملايين الملايين لم يحجوا الى بيت الله وليست لديهم النية، وملايين الملايين من المسلمين ادائهم لفروض العبادة هي عادة اكثر منها عبادة .. وملايين المسلمين والمسلمات يتزوجون بعد قصص حب وغرام عاصفة .. وملايين الملايين من المسلمين يشربون الخمر ويتعاملون مع البنوك "الربوية" وملايين المسلمين والمسلمات يحنفلون باعياد ميلاد ابنائهم وبناتهم (انتهى ) وبالمناسبة لقد تعرضت إلى عتاب قاسٍ من الكاتبة رشا ممتاز عندما علقت على بعض مما جاء في مقال السيد ابراهيم حول السيدة وفاء سلطان ، وقد اعتذرت من الكاتبة وان هناك سوء تفاهم ..؟ ، واليوم أثني على المقال الأخير للسيدة رشا بعنوان (الإسلام صديق العلمانية )المؤرخ في 308 وهي تنقل من فكر حامد أبو زيد في معرض الجواب على سؤال : هل تتعارض مبادئ العلمانية مع مبادئ الإسلام ؟

: ليست العلمانية في جوهرها سوى التأويل الحقيقي والفهم العلمي للدين وليست كما يروج لها المبطلون على أنها الإلحاد الذي يفصل الدين عن المجتمع والحياة فالخطاب الديني يخلط عن عمد وبوعي ماكر خبيث بين فصل الدولة عن الكنيسة أى فصل السلطة السياسية عن الدين وبين فصل الدين عن المجتمع والحياة الفصل الأول ممكن وضروري وقد حققته أوروبا بالفعل فخرجت من ظلام العصور الوسطى إلى رحاب العلم والتقدم والحرية أما الفصل الثاني فصل الدين عن المجتمع والحياة فهو وهم يروج له الخطاب الديني (أضيف إليه الخطاب المتعلمن ) في محاربته للعلمانية وليكرس اتهامه لها بالإلحاد ومن يملك قوة فصل الدين عن المجتمع والحياة وأية قوة تستطيع تنفيذ القرار إذا أمكن له الصدور؟ وعن الهدف من وراء هذا الخلط المتعمد يقول ابو زيد : الهدف الذي يسعى له الخطاب الديني من ذلك الخلط الماكر الخبيث يقصد خلط العلمانية بالإلحاد واضح بين لا يخفى على أحد وهو رغبة أصحاب المصالح فى الجمع بين قوة الدين وقوة الدولة بين السلطة السياسية والسلطة الدينية(بمساعدة المتعلمنين ) ويزعمون فوق ذلك كله أن الإسلام الذي ينادون به لا يعترف بالكهنوت ولا يقبله ولكن عجائب الخطاب الديني لا تنتهي فيناقض نفسه ويحدثنا عن أسلمت العلوم والآداب والفنون وهل فعلت كنيسة العصور الوسطى أكثر من ذلك .. أدرك على ابن أبى طالب تلك الخدعة الماكرة عندما أحتج عليه الخوارج قائلين وما الحكم إلا ل الله فرد عليهم ردا في غاية البلاغة والحكمة والعقل قائلا:

((القران بين دفتي المصحف لا ينطق وإنما يتكلم به الرجال))



معنى تلك المقولة الحكيمة أن العقل البشرى يتفاعل مع النص الإلهي محاولا فهمه وبالتالي لا يجوز تقديس الافهام البشرية والخلط بينها وبين النصوص الإلهية ونسبتهم معا إلى مصدر واحد وهو الله ( انتهى).. وكانت الكاتبة رشا قد ردت على عدة تساؤلات حول فتوى مفادها: (((على العلماني أن يختار بين الإسلام والعلمانية ولا يجوز الجمع بينهما)))..؟ هذا ما أعجز عن فهمه واستيعابه! فهل تصطدم العلمانية بالإسلام ؟ حقيقة لا يمكن مقارنة العلمانية بالإسلام لان العلمانية لم تكن يوما عقيدة أو دين لتصطدم بدين آخر ولكنها خرجت لمواجهة طبقة الكهنوت الدينى أوالسلطة الكنسية الناطقة بأسم الله و المهيمنة على السياسة والاقتصاد ولم تلغى يوما الديانة المسيحية أو غيرها من الديانات.

إذا ولنكون أكثر دقة يمكننا القول أن النظام العلماني الداعي لفصل الدين عن السياسة يصطدم بالنظام الثيوقراطى الداعى للتوحيد بينهما . هل يمكن تطبيق العلمانية في دوله غالبيتها من المسلمين ؟ الجواب :نعم والدليل وجود نماذج لدول علمانية غالبيتها من المسلمين مثل تركيا وتونس رغم بعض التحفظات كذلك وجود جاليات إسلاميه متنامية في بلدان الغرب العلمانية . هل يمكن أن يكون المسلم علمانى ؟ الجواب : نعم يمكن أن يكون المسلم واليهودي والمسيحي والملحد علماني ما داموا يحترمون مبادئ العلمانية من حرية وعدالة ومساواة ويحترمون القانون ..(انتهى) فالعلمانية ليست ديناً ، العلمانية فكر عالمي عادل تقرب الانسان مع مثيله في كل مكان وزمان من أجل حرية وسعادة الانسان وبذلك لا يخالف ارادة الخالق وأما رأي الآخرين المشبع بثقافة دينية مخالفة لمصلحة وخير الإنسانية هو رأي الآخرين ويجب أن نحترمه ونحاوره ، وبالنتيجة البقاء هو للأصلح ..؟ وشكراً أستاذ إبراهيم البهرزي ....؟





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماني مسلم... أين هو الخطأ ...؟
- الفارق بين القتل والموت سيف مشرع ...؟
- حتى حركة فتح لم تكن فتحاً للمرأة الفلسطينية...
- لا نعادي الأديان بل كل مايعيق حرية وتقدم الإنسان في كل زمان ...
- الحوار العلماني إحترام وإفهام وليس إرغام ...؟
- العلمانية تعترف بالأخر وتحترم الأديان وبالحوار ...المتمدن .. ...
- صبراً يالبنى ورفقاً بمحاميات غزة ..؟
- هل يمكن تطبيق الديمقراطية في البلاد العربية والإسلامية ...؟
- ما بين حجاب الرأس وحجب المؤخرة .. صبراً يالبنى ...؟
- المقومات الأخلاقية سابقة للأديان ..؟
- ديكتاتورية العربان وديمقراطية ولاية الفقيه ...؟
- العلمانية وقوانين الأحوال الشخصية ...؟
- الدكتور الشعيبي يبيح السؤال في الحوار ومطلق الحسين متسائلاً. ...
- الدكتور الشعيبي يبيح السؤال في الحوار ومطلق الحسين متسائلاً. ...
- متى كان للديمقراطية مكان في الحكومات الإسلامية ..؟
- العلمانية حلٌ إنساني و حضاري لشعوب الدول النامية ...؟
- شكراً أستاذ فؤاد النمري .. وللبروليتاريا ...؟
- الدكتور الشعيبي يتجاوز حجر العقل ويبيح السؤال في الحوار ...؟
- أوباما والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ...؟
- أوباما الحرية والعلمانية...؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - النصوص المعاملاتية جسر عبور للعلمانية العالمية ..؟