غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 19:41
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
(1)
يختلط الجالسون في المقهى كأنهم جسد واحد، فيهم كل الألوان، وما يجمعهم أنهم شنكاليون قرروا أن يكونوا اليوم هنا. المقهى يقع على حافة الوادي الذي حفرته المياه عبر قرون.
أفراد البلدة يهربون من شدة الحر، ليقضوا بعض الأوقات، وينسوا أحزانهم ومآسيهم.
فجأة دخل غريب وفجر نفسه، لم ينتبه له احد، فالغرباء كثر في هذه البلدة الايزيدية، لقد تعود سكانها على الغرباء، والشر الذي يأتي معهم. يقول احد الناجين "شعرت أن الانفجار سحق عظامي في جسدي".
(2)
ما زالت شنكال ضائعة بين جبالها والصحراء الجرداء التي تحيط بمجمعاتها العطشى، الحالمة بالمياه العذبة، التي هربت من الجبل.
ويتسلل الموت دائما من الصحراء، ويترك في مقاهيها وجدرانها الطين البيضاء قصصا بلا نهايات!
عاد الموت مرة ثانية، لينبه المتذكرين! بفاجعة شنكال المستمرة أبدا.
فأولئك الذين يعتنقون الظلام يغرزون رماحهم بأجساد (أصحاب الرداءات البيضاء)، الضائعون بين ظل صخرة وأفاعي الرمال السوداء.
(3)
هذه المرة يقدم الشبك أيضا نذورهم، أجسادا تمتزج بالاسمنت القاسي، كقسوة الرماح التي انغرزت في جسد الحسين، يقدمونها في قرية (الخزنة).
الحقد ذاته الذي ضرب (كري عزير و سيبا شيخ خدري) في شنكال قبل سنتين، يعود هذه المرة يزرع البارود بين الجدران التي بكت الإمام رضا قبل أيام.
لما لا، فقراهم تتداخل، جذورهم تمتزج، وهم اليوم يشتركون بصفة (الضحية!)، صفة قاسية، مؤلمة. يذبحون بالجملة، يهجرون كالقطعان، قراهم بائسة، ومحملة بأعباء السنين العجاف، وظلال منازلهم تعبة، فيها الحنين واليأس.
(4)
يسحق الموت الايزيديون والشبك، دون رحمة، و لا يمتلكون أي أمل بالخلاص، هم قرابين هذه المحافظة التي يتبجح مسؤوليها بالأمن، ويستمتعون بالسيارات الملغمة والأجساد المفخخة، لأنها تعطيهم فرصة لتبادل الاتهامات، وإصدار البيانات.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟