أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد منصور - الوطن: حقوق أم شعارات














المزيد.....

الوطن: حقوق أم شعارات


محمد منصور

الحوار المتمدن-العدد: 839 - 2004 / 5 / 19 - 04:57
المحور: حقوق الانسان
    


- لا تحولوا الوطن إلى مطالب وشكاوى شخصية.
- لا تغلّبوا الرؤية المرحلية التي قد نختلف حولها، على الرؤية الاستراتيجية التي لا اختلاف حولها.
- لا تغرقونا بالجزئيات التي قد نتوه فيها، ودعونا نتحدث بالعموميات لأنها تعطي الصورة الكاملة لمشكلات وهموم الوطن!
هذه اللاءات الثلاث، باتت في الآونة الأخيرة عناوين أساسية، لأي حوار يستهدف الحديث عن واقع الإصلاح والتطوير في سورية.. عناوين يطالبنا بها أصحاب نظرية: البلد بخير.. والتطوير جاري على قدم وساق.. والمستقبل الزاهر بانتظارنا!
 احتقار الألم الشخصي للآخرين
لكن واقع الحال.. يقول أن مثل هذه الأفكار التي تحاول أن تدعي الرصانة والحرص على مصلحة البلد، والتسامي فوق الصغائر، ما هي إلا دفاع عن مصالح ومواقع وقوى.. إن لم نقل إنها مستفيدة، فهي – بحسن نية واضح وجلي- منفردة ومتفردة بالرأي والقرار!
إنها لاءات لأناس – رغم احترامنا الأكيد لوطنيتهم- لا يعرفون معنى الألم الشخصي في الوطن.. لأن امتيازاتهم ومواقعهم تحميهم من مقاربة هذا الألم، وهم لا يعرفون معنى أن تكون مقموعا ومهاناً ومحاصراً في لقمة عيشك، لأنهم اعتادوا أن يبدؤوا سلم أولوياتهم الحياتية من مرتبة أعلى من هذه المشكلات، أي من البحث عن ارتقاء وظيفي إلى مناصب عليا، أو السعي للحصول على امتيازات سلطوية أكبر، أو تحقيق إثراء (مشروع ربما) لكنه لا يعرف حدود الشبع!
وهكذا فالفرق واضح بين من يئنون تحت وطأة الفساد والقهر، ثم يطلب منهم فوق ذلك ألا يحولوا الوطن إلى مطالب وشكاوى شخصية، وبين من يستفيدون من معادلات الوضع القائم التي تكفل لهم حرية المزيد من الإثراء، والمزيد من استخدام القوة والسلطة لغايات شخصية، والمزيد من التمتع بالملذات والامتيازات، ثم تصبح هذه الغايات الشخصية هي الوطن، وهي المصلحة العليا للوطن، التي يجب أن نناقشها بالعموميات لا بالجزئيات؟
ولماذا العموميات؟!
- لأنها ببساطة تخفي الفضائح والكوارث التي تحفل بها الجزئيات.. وتوفر علينا نشر الغسيل الوسخ
- ولأنها ببساطة تعفينا من ضرب الأمثلة المحرجة، التي يزخر بها واقع أكثر إحراجاً
- ولأنها ببساطة تسوغ الفساد باعتباره استثناء لا يستحق الوقوف عنده، وتقدم النظرية العامة باعتبارها القاعدة والمثال التي تجب أن نؤمن بها إيمانا أعمى
- ولأنها ببساطة – أيضاً.. وأيضاً - وسيلة مضمونة للهروب من الواقع المعاش إلى النظرية الشعاراتية.. وهاهنا ثمة مسارب ومتاهات كثيرة يمكن أن يتوه فيها الحوار، ويبتعد ويقترب، وتضيع فيه المعالم الحقيقية للواقع، فنغدو كمن ينظر إلى بلده من نافذة طائرة، فيراها بمجملها جميلة ونظيفة ومتناسقة، لا أثر فيها لمخالفات أو أبنية عشوائية، أو شوارع محفّرة، أو قمامة ملقاة على قارعة الطريق!
 استراتيجية العمر الضائع
والشيء ذاته ينطبق على الرؤية الاستراتيجية والرؤية المرحلية.. فإذا كان المواطن المقهور والجائع يتهم من قبل منظري الفساد والاستبداد – فوق قهره وجوعه- يتهم في عقله وقصر نظره.. وبأنه لا يرى أبعد من أنفه، فإن الرؤية الاستراتيجية ستطالبه على الدوام بأن يصبر على الكوارث والمظالم التي تحيق بحياته مرحلة وراء مرحلة، وبأن يظل متمسكا بصبره وقهره.. بينما يستمر الآخرون في فسادهم ونهبهم وسوء استخدام سلطاتهم، وهم مؤمنون حقا بأن الرؤية الاستراتيجية لمسيرة تطور الوطن، هو الشعار الذي يعفيهم من أن يحاسبوا، أو ترى ارتكاباتهم تحت مجهر الرؤية المرحلية القصيرة النظر!
وهكذا علينا أن نضيع أعمارنا، بانتظار أن نصل إلى رؤية استراتيجية تتحقق فيها رفعة الوطن وازدهاره.. وعلينا أن ننتظر وننتظر حتى يأخذ الله أمانته، ونحن ننظر للوطن من منظار العموميات، ونموت قهرا وكمدا تحت وطأة جزئيات كارثية لا تحتمل، رغم أن السكوت عنها- كما يريد منا رجال السلطة- هو منتهى الوطنية، وقمة التسامي على الصغائر التي هي أحلامنا وحياتنا ومستقبلنا، وهامش إنجازاتنا في هذه الحياة.. ليس أكثر!
 الصمت.. والصبر المرير!
والآن هل أدركتم معنى أن نصمت، ولماذا يجب أن نخجل ونخرس حين تكون القضية التي نناضل من أجلها هي قضية حقوق شخصية لمواطنين مهمشين.. بينما حق الآخرين من أبناء ورجال السلطة في الإثراء والاستئثار والتسلط، هي قضية وطنية نبيلة!
هل أدركتكم أي وطن يريدونه لنا؟!
إنه باختصار الوطن الذي يجلسون فيه على كراسي سلطاته إلى ما لانهاية، ويحققون إثراء من أمواله إلى ما لانهاية، ويمارسون علينا قهراً باسم الحفاظ على أمنه إلى ما لا نهاية.. ثم يحولون هذا الوطن في حياتنا المعاشة، إلى مكان تتكسر فيه أحلامنا الشخصية، وتعاق فيه نجاحاتنا الشخصية، وتضيع وتنتهك فيه حقوقنا الشخصية، تحت شعار: لا تحولوا الوطن إلى مطالب شخصية.. ولا تغلبوا الرؤية المرحلية على الرؤية الاستراتيجية.. ولا تغرقونا بالجزئيات بل دعونا نتحدث بالعموميات.. فهاهنا: الصورة الكاملة لمفهوم الوطن!
 دمشق



#محمد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مباشرة إلى مسؤول أمني
- لماذا يشعر المواطن السوري بالقرف من الحياة؟!


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد منصور - الوطن: حقوق أم شعارات