مهند صلاحات
الحوار المتمدن-العدد: 839 - 2004 / 5 / 19 - 05:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إعدام المواطن الأمريكي من الحدود الإسلامية على الكفار أم حدود الاستخبارات على مواطنيها
قبل أيام كلنا شاهدنا على شاشات الفضائيات إعدام المواطن الأمريكي نيك بريج وقطع رأسه, وما جاء في الشريط من بيان قال بأن هذا العمل الذي تبنته جماعة إسلامية متشددة مدعية أن أبا مصعب الزرقاوي هو من نفذ هذا العمل بيده وان هذا العمل جاء كرد فعل على ما قامت به القوات الأمريكية من جرائم في تعذيب المعتقلين العراقيين في السجون الأمريكية ومن هنا لا بد لنا للتساؤل حقيقة:
هل فعلا لو أن من قام بالفعل جماعة إسلامية, هل اكتشفت هذه الجماعة التي تعيش في داخل العراق وتقاتل على أرضه منذ بداية الاحتلال أن هناك تعذيب وجرائم في سجن أبو غريب بعد قيام الأمريكان بنشر الصور ؟
لماذا كان هذا العمل بهذا الوقت بالذات ولماذا تعلق إعدامه بتعذيب الأسرى فقط ؟
إن لم يكن فعلا أبو مصعب الزرقاوي وراء هذا العمل الذي خدم الأمريكان فقط, لماذا لم يصدر الزرقاوي بيانا ينفي هذا العمل ؟
بداية إن عملية التعذيب ضد المعتقلين العراقيين تمارس منذ بداية الاحتلال وبتصريح من رامسفيلد نفسه, حيث ذكرت مصادر إعلامية أن رامسفيلد أعطى الضوء الأخضر بممارسة جميع الأساليب الوحشية من بدنية ونفسية ضد المعتقلين من المقاومين العراقيين لاستنطاقهم ومع ذلك فأن العديد من العراقيين منذ بدء الحرب يشتكون من هذه الأفعال ضدهم مباشرة بعد خروجهم من السجن او ضد اقرباء لهم كانوا او لا يزالون في السجن المذكور, لكن نشر الصور التي فضحت الاحتلال أمام العالم وليس أمام العراقيين وضعت الموضوع امام طاولة جمعيات حقوق الانسان الدولية وامام العالم, لكن العراقيين لم يفاجئوا بالامر لان المعتقلين المفرج عنهم سابقا كانوا قد أوصلوا هذه الصورة التي خافت وسائل الإعلام العربية عن فضحها عنها إلا عندما فضحتها وسائل الإعلام الأمريكية لذلك فأن القيام بمثل هذا العمل كرد فعل على هذه الجرائم في هذا الوقت يثير الكثير من الشبهات حول الفاعل.
كذلك ان الممارسات الأمريكية وانتهاك حقوق الانسان لم يقتصر على سجن ابو غريب, فما حدث في الفالوجة من هدم المنازل على رؤوس اصحابها واستخدام اسلحة محرمة دولية وغيرها في ارض العراق المحتل كله, كلها سبقت فضائح ابو غريب لذلك ليست هذه الجريمة الوحيدة التي يرتكبها الاحتلال التي تستحق ان نثأر لها بهذه الطريقة الا ان كان هذا الثار المزعوم مزيفا.
وان قضية تضخيم حجم الزرقاوي كله في العراق يثير شبهات اخرى ويضعنا امام تساؤلات عديدة حول الزرقاوي نفسه قبل الخوض فيما اذا كان هو نفسه خلف هذا العمل ام لا ؟
ظاهرة الزرقاوي لا تبدو لي بالحقيقة التي وضعت فيها اي انها مجرد تصوير وتضخيم اعلامي له اسبابه عند الاحتلال
فاما ان الزرقاوي المزعوم قد مات منذ زمن في افغانستان
او انه في ايدي القوات الامريكية منذ زمن ايضا ويستخدم كجوكر في كروت الشدة القادمة في لعبة الانتخابات الامريكية القادمة
او اننا امام احتمال ثالث قد يبدو صعبا وهو احتمال تعاونه مع الاحتلال نفسه ويعمل كما يعمل سيده ابن لادن أمير المخبرين لخدمة الأمريكان والتغطية على جرائمهم ضد المواطن العراقي.
ان تضخيم الامريكان لشخصه وأتهامه اليوم بأنه وراء اغتيال رئيس مجلس الحكم وارتفاع المكافئة لمن يلقي القبض عليه الى هذا الحد تثير تساؤلات كثيرة جدا جدا ؟
حتى لو كان قائد تنظيم اعتقد انه من المستحيل ان يكون بهذا الحجم, واعتقد ان اقل ضابط من فلول البعث الصدامي السابق الذين شكلوا خلايا مسلحة لاستعادة كرامتهم من الامريكان والثأر منهم, يمكن ان يكون اخطر على الامريكان واكثر وقعا عليهم من انسان غريب عن العراق وجاهل بالمنطقة وسريتها وخصوصيتها ؟
بعبارة اخرى هناك فرق كبير بين انسان قادم من افغانستان وجبال ومغر وبشر لا يعرفون القراءة والكتابة ليختلط فجاة بمجتمع كالمجتمع العراقي الصعب جدا من حيث التعددية الفكرية والدينية وغيرها, عدا عن نوعية المنطقة ليصبح بهذه القدرة على تزعم اقوى انواع المقاومة واشد الخلايا فيها واكثرها قدرة على التخطيط وتنفيذ مثل هذه الاعمال بمثل هذه الدقة والسرعة والنوعية؟
وكذلك الا يبدو ان هناك تشابها واضحا جدا بين إبراز ابن لادن كرجل الاسلام الاول والارهاب الاول في نظر العالم وبين ابراز ابو مصعب كرجل الاسلام الاول والارهاب الاول امام العالم ايضا في العراق ؟
الا اذا كنا قد وصلنا لمرحلة نؤمن حقيقة ان ابن لادن مجاهد ورجل قضية ؟
اما بالنسبة لقضية اعدام المواطن الامريكي (نيك بريج ) فهي ببساطة لعبة تصب في مصلحة الاحتلال فقط وسكوت الجماعات الاسلامية عن استنكارها لهو دليل عن ان الفاعل والساكت شريك بهذه الجريمة التي لا تعدو مجرد تغطية ولفت انظار العالم عن جرائم الاحتلال الحقيقة في ابو غريب.
قد يكون اي من الاحتمالات السابقة صحيحة وقد يكون هناك احتمال ان الرجل –الزرقاوي- فعلا موجود ويقود تنظيم ولكن لفت انتباهي ان هناك تقارير كانت تتحدث ان ابو مصعب قطعت ساقه بافغانستان والرجل الذي قطع راس الامريكي سليم الساق حسب ما يبدوا!!!
وامريكا تروج لمسألة ذبح الأمريكي بالعراق في محاولة وبطريقة اخرى لإيهام العالم بأن من قام بذلك العمل هم مسلمين 000 بل تمادت في ربط مثل هذا العمل بمنظمات إسلامية معروفة مسألة ظهور هذا الفعل الغير إنساني وفي وقت يمر عصيبا على أمراء الحرب في البنتاغون بعد أن افتضح سرهم وبانة أفعالهم التي تخدم دولة الشركات الراسمالية ليست مفاجأة بقدر ماهي عمل إجرامي يضاف إلى سجل هؤلاء القتلة المارقون على كل قوانين البشرية ، ولن تنطلي مثل تلك الألاعيب على من لديهم بألاعيب الاستخبارات الامريكية فهي إحدى أفعالهم التي تتراكم يوما بعد يوم ضد البشرية
ويدلل على ذلك ايضا الرسالة الاخبارية التي وردت على وكالات الانباء الذي قال (والد المذبوح يؤكد اعتقال التحالف لابنه قبل ذبحه والتحالف ينفي )
وجاء في التقرير الصحفي ان :
في إطار لغز ذبح الأمريكي نيك بريج صرح والده أن القوات الأمريكية قد اعتقلته قبل ذبحه بأيام، في حين صرح متحدث باسم قوات التحالف اليوم الأربعاء أنه لم يكن متحجزًا لدى القوات الأمريكية قبل ذلك، بالرغم من تأكيد عائلته.
وكان والده قد رفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة في ولاية فيلادلفيا مسقط رأس الأمريكي المذبوح قبل أيام من ذبحه.
وقد تحدث نيك بريج في آخر مرة إلى عائلته يوم 24 مارس الماضي، وهو اليوم ذاته الذي احتجزته قوات الشرطة العراقية في إحدى نقاط التفتيش في الموصل، وصرح أنه سيعود إلى ولايته فيلادلفيا يوم 30 مارس، وتقول عائلته أنه بعد إطلاق سراحه يوم 24 مارس من أيدي الشرطة العراقية تم تسليمه إلى قوات التحالف وظل محتجزًا لديهم لمدة 13 يومًا، وصرح والده أن ابنه لم يسمح له بإجراء أية مكالمات هاتفية منذ احتجازه لدى السلطات الأمريكية، كما لم يسمح له بتوكيل محامي.
وقال متحدث باسم قوات التحالف دان سينور أن بريج اعتقل على أيدي الشرطة العراقية في الموصل بشمال العراق، وقام العراقيون بإبلاغ الأمريكيين الذين سلموه إلى المباحث الفيدرالية، وقامت باستجوابه ثلاث مرات بشأن طبيعة عمله في العراق، وأضاف سينور أنه على حد علمه لم يكن بيرج رهن الاعتقال لدى قوات التحالف .
وقد أجرت وكالة الأسوشيتدبرس عدة اتصالات بشرطة الموصل ولكن لم يؤكد أي شرطي أن بيرج كان محتجزًا لديها، وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وسلطة الحكم الانتقالي بقيادة بريمر تسيطر على الشرطة والجيش العراقي وكافة الوزارات الحكومية.
وقد ذهب عملاء فيدراليون إلى والدي بيرج في 31 مارس وأخبروهم أنهم يحاولون التأكد من هوية ابنهم، وفي 5 أبريل قام والد بيرج برفع قضية فيدرالية في محاكم فيلادلفيا، وقال أن ابنه كان محتجزًا بصورة غير قانونية على يد الجيش الأمريكي، وفي اليوم التالي تم إطلاق بيرج، وأخبر والديه أنه لم يعامل معاملة سيئة. واتهم والد بيرج الحكومة الأمريكية بأنها خلقت الظروف التي أدت إلى ذبحه، وذلك عن طريق اعتقاله لعدة أيام، وكان يمكن لابنه أن يغادر العراق عندما ساءت الظروف الأمنية وارتفعت حدة المواجهات هناك
كل هذه الادلة البسيطة التي يتغاضى عنها البعض والتي تبدو واضحة كعين الشمس للبعض الاخر لهي دليل واضح على ان الحكومة الامريكية صارت تطبق الحدود على مواطنيها بقط الراس ليكونوا ضحايا حرب اجرامية لا تخدم سوى رأس المال الامريكي بشركاته المستوحشة على العالم والتي تشكل عصب الامبريالية العالمية وان هذه الاساليب القذرة التي تتبعها للتغطية على جرائمها الحقيقية لهي جريمة اخرى تضاف لسجلها الاجرامي بأن يصبح الأنسان بغض النظر عن قوميته او انتمائه او عرقه كبش فداء لهذه الشركات كما غدت شعوب بأكملها كشعب الهنود الحمر في نظرها من قبل.
www.talluza.jeeran.com
#مهند_صلاحات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟