عدنان شيرخان
الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 12:58
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كانت غالبية عظمى من العراقيين تأمل خيرا وفيرا عريضا واسعا من تغيير العام 2003، والذي ازال عن كاهل العراقيين نظاما معجبا متبخترا بالقوة ومغرما بالسلطة ومهوسا بالدم والموت. وقيل ان الدولة العراقية الجديدة ستبنى على اسس فصل السلطات الثلاثة اضافة الى احترام السلطة الرابعة (الاعلام) ومنظمات المجتمع المدني، التي تكافح لبناء مجتمع مدني عراقي. وفصلّ الدستور العراقي وبيّن الكثير، ولكن وكما يدرك ويقال فأن الامور على الورق تبدو اكثر رقة وجمالا وشفافية منها على ارض الواقع. وظهرت قدرة السياسة الفائقة في تفعيل او تجميد العديد من النصوص الدستورية وفقا لمصالح الكتل والاحزاب السياسية.
من القضايا التي تستحق التوقف عندها مطولا، هي العلاقة بين السياسيين وناشطين المجتمع المدني العراقي، وهي علاقة يكتنفها البرود وسوء الفهم وحتى موقف شبه مؤدلج يقف بالضد من جدوى العمل المدني واثره الايجابي على تقدم مسيرة العملية السياسية.
ولا مناص من القول اولا واخيرا ان ثمة حالات كثيرة تفضح مواقف سلبية للغاية، وكأن فسحة العمل لا تتسع للسياسين ونشطاء المجتمع المدني معا، وان وجود احدهما لابد ان يعني حتما غياب الاخر.
في مجتمعات الديمقراطيات العريقة رفع منذ زمن بعيد شعار (قليل من السياسة وكثير من العمل المدني)، ولكن الامور تسير عندنا بالمقلوب ( الكثير الكثير من السياسة وفسحة ضيقة تحت السيطرة للعمل المدني). كان الامل معقودا على غالبية عريضة من السياسيين عاشت عقودا في كنف ديمقراطيات عريضة، حيث تلعب منظمات المجتمع المدني دورا فعالا رئيسا في الحياة العامة، وليس (كومبارسا) يظهر للحظات لا تاثير له .
العاملون في المجتمع المدني ليس لهم في السياسة ما للسياسيين من طموح وسعي حثيث للوصول الى السلطة والتمتع بما تعطي من مزايا وعطايا ونفوذ، فالمنافسة بين الفريقين لايمكن لاحد ان يأخذها مأخذ الجد.
لايزال السياسيون في المقدمة وسيبقون زمنا طويلا والعراق عهدة وامانة بيدهم، وبناءه وتطوره رهن اخلاصهم ونزاهتهم ونظرتهم الصحيحة للامور، ولكن ذلك لا يمنع اطرافا مخلصة اخرى ان تبدي رأيا او تقيم اعتصاما او تدعو الى تظاهرة للصالح الوطني العام ...
#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟