مجلس الحكم والعلم العراقي

عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 839 - 2004 / 5 / 19 - 04:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كما تترك بعض الحيوانات بعض من نفاياتها قبل ان تغادر المكان ، يريد مجلس الحكم الانتقالى الموقر ان يترك اسوء نفاية في تاريخه الا وهي اختيار اسوء تصميم لعلم العراق .
العلم الذى يمثل الدولة في المحافل الدولية والذى سترسخ صورته في ذاكرة ابناء العراق جيلا بعد جيل . وهنا ارى ان اختيار مجلس الحكم لعلم مشبوه انما يمثل جزء من سلوكه المشبوه فكما حاول تمرير القرار 137 السىء الصيت ، فهو اسرع بمحاولة اختيار فاشلة لعلم لا تستمد مفرداته اي علامة مميزة من تاريخ او حضارة العراق.
ففي ظل كواليس غامضة ووراء ابواب مقفلة ومعتمة اصدر المجلس قراره بالاختيار ، قد لايعلم الكثير ان هذا العلم ليس علما شبيها بعلم اسرائيل بل هو نتاج تسلل صهيوني واضح ، فكلما سنحت لهم الفرصة فهم يمررون جزء من رموزهم الى الكثير من المجالات ، وهم مهووسون بتمرير الاشكال الهندسية والفنية في العديد من تصماميم الملابس والستائر والافلام، فالبناء في جنوب افريقيا المعجب بسلوك غاندي والذى يتبعه الى الهند لابد ان يظهر في مشهد سريع والنجمة السداسية تتدلى من قلادته، هذا مثل واحد فقط من الاف الامثلة التى لا حصر لها ناهيك عن العديد من العلامات التجارية انتهاءا بانواع الخط في كل اجهزة الكوميبوتر في كل انظمة النوافذ المتعاقبة.

في العراق وتحديدا في بغداد صممت احدى البنايات المجاورة لشارع المرور السريع الذى يبدا من الباب الشرقي وينتهى في شارع الوزيرية المتجه الى الجامعة المستنصرية هناك بناية قريبة من معمل القطن الطبى لا يستطيع المرء مشاهدة اعلى البناية الا من خلال طائرة فلو تسنى لك ذلك سترى النجمة السداسية وهي مشطورة من المنتصف فثلاثة من رؤوسها تقع يمينا والثلاثة الاخرى تقع يسارا لان البناية مشطورة الى نصفين يربط بينهما معبر في احد الطوابق .

بذلك فهم لا ياتون بصورة مباشرة انما كما اعتادوا التسلل خفية تحت جناح الظلام وتحت شتى الافكار ولا استبعد كذلك ان المصمم للعلم رغم كل كفاءته الهندسية فهو فقير الروح والفكر لاتربطه اي علاقة وشيجة بالوطن وكان ينبغى ان يضع هذا امام عينيه وهو يصمم علما وطنيا الا اللهم ان الافكار قد حددت له مسبقا من قبل حفنة من المشبوهين جاءت بهم الارادة الاميركية وليس الشعب العراقي.

وبدلا من ان ينشغل المجلس بامور اهم وانفع وهو يعرف انه مجلس مؤقت اراد ان يمرر علما مشبوها كان مصير اول عيناته الفعلية ان داسته احذية المواطنيين العراقيين تعبيرا عن رفضهم له ، فهل يصر المجلس على اعتماد علم داسته الاحذية ؟؟
اليس للعلم كرامة؟؟ام ان كرامته مستمدة هى الاخرى من كرامة المجلس الناقصة والمذلولة ؟؟
وصدقت الحكمة القائلة : من لا يستحي يفعل كل شىء.

#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات