سعد الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 19:15
المحور:
المجتمع المدني
عذراً ياصديقي الفلسطيني لأني قد أكون جلبت لك خيبة امل ، دون أن أسعى الى تلك الخيبة ... لأنني أعيش كما تعييش أنت ..مهلاً مهلاً ..
هل لك أن تمهلني ساعة من وقتك لأقول لك من أنا !؟
أنا شاب عراقي ، أمتهن الفقر مهنة لي ، أحليت كل أوراقي ومن الجهات الأربع لتجعلني أفترش الأرض دائماً وأعيش كما الفقراء ، حسنتي الوحيدة إنني تعلمت أعرف كيف يشعر الفقراء ، وبذلك تجاوزت نفسي ، وبدأت نفسي بالنسبة لي حجم ضئيل لا يرى مقارنة بما يجرى على الناس من ألم .
عندما تصفحت بريدي الألكتروني، وأنا أفعل ذلك كل مساء ، وجدت رسالة تحمل إسم فلسطين ، فأدركت أن الألم قادم لي عبر الآلاف الكليومترات .. ففتحت الرسالة لأجد ما أخشاه ، فأنت تسألني العون لفتاتين يحاولان أن يكملا دراستهما الجامعية .. ولكن لو تعلم من أين أنا ..أنا من أغنى بلاد الأرض ، ومن أغلى بقعةفي مدن الدنيا.ولكن بلدي أضاع الإنسان فيه معنى الأمل .. ومدينتي تنكرت لي فبت لا أجد غرفة نوم أملكها ، هل تعلم حين قرأت رسالتك كم أحزنني ....آه لو تعلم كم أحزنني حالي ، لأنني أب لـ (ست بنات )لا زلن في مقتبل العمر وهن جميعاً وفي الدراسة لازال مشوارهن حديث العهد ، ولا يجدن غرفة نوم خاصة بهن ليستبدلن ملابسهن .. إعلم لقد علمني الفقر أكون أكون شجاعاً لأقول كل شي ..لقد جعلت بناتي في بادىء الأمر يرتدن ملابس بعضهن البعض ، فبعضهن يذهب للدراسة، والأخريات يبقين في البيت .. وفعلت كل هذا يودن أن يعلم أحد في الأمر .. وفي كل خطوة أخطوها في هذا الأتجاه أزاد إصراراً على مواصلة الطريق ..
هذا أنا أيها الصديق الفلسطيني ... فهل تطلب مني العون ، وقد منحتك إياه من خلال شذرات من أيامي .
سعد الغالبي
#سعد_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟