ميمون المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 15:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
«الديماغوجي هو الدي يحصر نفسه بنصوص. مثل العالم الدي يملك في راسه درجا كاملا من النصوص . والتي يخرجها كل مرة. لكن عندما يضهر تركيب جديد لا يوجد في اي كتاب. يرتبك و ياخد بالتاكيد. النص لا يتوافق مع الموضوع»
لنين –حول خداع الشعب بشعار الحرية و المساوات-
يأتي هدا المقال كملاحظات أولية و سريعة على مقال ( القاعديون راية الكفاح الطلابي) لصاحبه ( ارنستو المهدي) المنشور على موقع الحوار المتمدن العدد , ويأتي كدالك في إطار الرد على بعض من المغالطات الكثيرة, التي يعج بها المقال لا سواء على المستوى التاريخي أو على المستوى السياسي و النظري› .
فمند بداية المقال يضع السيد (ارنستو المهدي ) تمييزا بين الطلبة الماركسيين الينينيين و بين الطلبة القاعديين, رغم انه يؤكد على أن الانتماء الإيديولوجي للطلبة القاعديين ألى وهو الماركسية الينينية. فلماذا هدا التمييز ماداموا ينتمون لنفس الخط الإيديولوجي ? ولمادا هدا التخبط, و هو الذي ينصح الآخرين بالوضوح و تسمية الأشياء بمسمياتها?
صاحبنا و بكل صراحة - وكأي برجوازي صغير- يعتبر نفسه الوريث الشرعي لترات النهج الديمقراطي القاعدي, ويرى نفسه بمثابة (المهدي المنتظر) الذي سيملأ الدنيا عدلا بعد أن ملئت ظلما, وليرد هؤلاء الطلبة الماركسيين اللينينيين الدين ظلوا الطريق إلى جادة الصواب بعد الدنس الذي أصابهم به الماويون, من خلال الشعارات التي يرفعونها, من قبيل شعار (المجانية أو الاستشهاد). و هو مند بداية المقال يعمل على مغازلة هؤلاء الطلبة أو هاته التيارات السياسية (المحسوبة على القاعديين) كما يصفها في مقاله, ويدعوهم بل يتوسلهم صراحة إلى (مراجعة) و (تعميق النظر) في شعاراتهم, و مقارنتها بما جاء به (السلف الصالح) مند نهاية الستينات . ضاربا عرض الحائط أبجديات الماركسية اللينينية التي يتشدق بها السيد (ارنستو المهدي).
و يأتي هدا الغزل وهده الدعوات للتحالف المكشوف حتى مع خصوم الأمس القريب في سياق الهجوم على الحركة الماوية و على المناضلين الشرفاء بعد أن باءت كل محاولاتهم الخسيسة من تسميم و نشر للشائعات بالفشل, بالإضافة إلى حالة الضعف و الغياب الشبه التام عن الساحة الطلابية وعلى ساحة النضال الجماهيري. وهم الدين ما فتئوا يرفعون شعار ( إلى الجماهير إلى الجماهير) المفعم بالروح لبرينشتاينية.
و يسترسل في هدا التضليل, حيث يشير إلى (تصاعد النضال الطلابي بقيادة القاعديين) مع اعتباره لهؤلاء, مجرد طلبة ماركسيين لينينيين ينسبون أنفسهم زورا و بهتانا للقاعديين. فعن أي قاعديين يتحدث السيد (ارنستو المهدي) ? فحتى المعارك التي كانوا يتوهمون أنها تحت قيادتهم في الأمس القريب, كانت هي الأخرى مؤطرة بشعار المجانية و الاستشهاد . وتبقى البيانات الصادرة في تلك الفترة شاهدة على دالك. ويأتي السيد (ارنستو المهدي) لينتقد هدا الشعار – بشكل كاريكاتوري و مشوه- رغم انه كان في الأمس يتمسك به في بياناته. لكننا وبكل روح رفاقية سنعتبر هدا الموقف, بمثابة نقد ذاتي لمواقفه المشرفة في السابق.
أما فيما يخص المغالطات التي يعج بها المقال, فحدث و لا حرج. وسنحاول ملامسة بعض منها بشكل مختصر في ما سيأتي من المقال.
يعتبر السيد (ارنستو المهدي) أن (اشتداد القمع البوليسي الذي طال الماركسيين الينينيين) سنوات السبعينيات, كان مرده ( التمرد المسلح الذي قادته حركة 3 مارس). و هنا يبين عن عدم إدراكه واستيعابه, لمضمون الحملة القمعية التي كانت مسلطة على كافة القوى الماركسية اللينينية و البلانكية و حتى الإصلاحية... في تلك الفترة.
أما فيما يتعلق بفشل المؤتمر 17 لاوطم, فيفسره بشكل سطحي اقرب للتفسير المثالي, مما يوضح مدى بعده و عدم استيعابه حتى للماركسية الينينية التي ما فتئ يتبجح بها, فما بالك بالماوية التي يزعم نقدها.
أما فيما يخص البرنامج المرحلي 82 الذي طرحه القاعديون للحركة الطلابية. فهو يقوم بإقحام نقطة (مواجهة البيروقراطية) , مع العلم أن هاته النقطة لم تتبلور إلا بعد تقييم الطلبة القاعديين لمعركة مقاطعة الامتحانات موسم 82/83, و التي جاءت-أي النقطة- في سياق مواجهة الأشكال الأشكال التنظيمية البيروقراطية, الموروثة عن آخر مؤتمر ناجح –أي المؤتمر 16- التي اتخذت بها قرار المقاطعة, مما جعله- اي القرار- منفصلا عن الجماهير, وقد تم تعميق هده النقطة بشكل عميق في ما بعد, إلى حين تبلورها كنقطة برنامجية ثالثة في البرنامج المرحلي 86. أما البرنامج المرحلي 82 فقد تضمن النقاط التالية:
1- النضال ضد المشروع التصفوي للإصلاح الجامعي.
2-النضال من اجل فرض حرمة الجامعة, وطرد جهاز الاواكس.
3-النضال من اجل فرض هيكلة قاعدية لاوطم.
أما مسالة ( الوحدة النقابية) و مسالة (النضال من اجل الحريات السياسية والنقابية). فساذكر الرفيق بما ورد عند (السلف الصالح) , مادام مشبعا بتشبته الأعمى و الجامد (بمنطلقات النهج الديمقراطي و ثوابته السياسية و الفكرية و التنظيمية و البرنامجية) - التسطير من عندي- و اذكره في هدا السياق, أن مقولة وحدة- نقد- وحدة قد كانت من بين خلاصات المؤتمر 15 الذي يقدسه الرفيق بدون شك, و أنها من بين الموضوعات التي وضعها الرفيق ماو تزي تونغ, و ليست (اجترارا بليدا لأطروحات التحريفية) .
أما مسالة (النضال من اجل الحريات السياسية و النقابية) , و الذي يصفها صاحبنا (بالشعار العام و الفضفاض) , و الذي (لا يعني شيء من الناحية العلمية) , و الذي (تنعدم الشروط السياسية اللازمة لتبنيه في المرحلة), فنذكره مرة أخرى لعل الذكرى تنفعه في عدم اجترار الجمل التي لم يستوعب معانيها بعد, أن هدا الشعار كان من بين نقاط البرنامج النضالي القاعدي الذي سطره القاعدييون بعد فشل المؤتمر 17, وقد كان يضم هدا البرنامج مابين 9 و11 نقطة اختلفت من موقع جامعي لآخر.
هده بعض الملاحظات على المغالطات التي يعج بها مقال صاحبنا (ارنستو المهدي) –و بالمناسبة فاجمل ما في المقال, بالإضافة إلى الروح الرفاقية العالية التي يتمتع بها, هو الاسم الحركي الذي اختاره لمقاله, و الذي يزاوج بين ثورية غفارة و انتظارية المنقد المهدي المنتظر)- مما يبين مدى جهله بتاريخ الطلبة القاعديين و بمدى التفسخ النظري و السياسي الذي يعيشه مناضلي الحركة الشيوعية المغربية, مما يفرض على كل الرفاق الدين ساهموا في تجربة الطلبة القاعديين و كل الغيورين على هدا الإرث, العمل على توضيح و كتابة و تقييم هاته التجربة الغنية بالدروس و العبر والتي عمرت لأكثر من 30 سنة رغم كل محاولات القمع والتشويه و التحريف والاسترزاق التي استهدفتها.
ميمون المغربي
#ميمون_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟