أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - كيف تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟















المزيد.....

كيف تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 05:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحركة الصهيونية العالمية التي يعود بدايات تاسيسها الى منتصف القرن التاسع عشر، والتي تمكنت من بناء مؤسساتها على طول وعرض الكرة الارضية، كانت قد نجحت بالوصول الى مراكز القرار بالعديد من دول العالم، وعلى سبيل المثال نفوذها وقدرتها بالتأثير على قرارات الادارات الامريكية المتعاقبة بشأن الصراع العربي الصهيوني وضمان انحيازها الكامل للكيان الصهيوني، وبالمقابل كانت الحركة الصهيونية ترفع راية العداء لكل الدول والحركات التي تنحاز بمواقفها الى الحق الفلسطيني وتدين جرائم الكيان الصهيوني، وكانت بمواقفها واضحة بعدائها الى الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية سابقا، والتدخل بالشؤون الداخلية للعديد من دول العالم لاسقاط حكوماتها المعادية للصهيونية وايديولوجيتها القائمة على العنصرية اساسا.

الحركة الصهيونية العالمية، تربطها علاقات حميمة وجيدة مع الامبريالية العالمية والدول الراسمالية الغربية بحكم طبيعتها العنصرية والاستغلالية بعدائها ضد الشعوب، وهي ترى بالراسمالية والامبريالية والدول الغربية مساحة تسمح لها بالحركة، وبحكم وطبيعة التناقضات العالمية والصراع الطبقي، وبحكم الطبيعة الطبقية للحركة الصهيونية فلا يوجد امامها الا خيار الانحياز للنظام الراسمالي والامبريالية باستغلال الشعوب ومعاداة الطبقات الكادحة والفقيرة.

لقد لاقت القضية الفلسطينية على مدار تاريخها، تضامن ومساندة الشعوب الكادحة والطبقات الفقيرة والمقهورة بالمجتمعات، وكانت العديد من الاحزاب والقوى اليسارية والعمالية التي رفعت راية النضال ضد الامبريالية والصهيونية من اجل الحرية والانعتاق، وتحرير الانسان من الاستغلال والاستعمار والعنصرية، قد قادت هذه الحركات كافة المسيرات ومظاهرات التضامن والتاييد للشعب الفلسطيني وحقوقه ونضاله العادل، وقادت كافة حملات الاستنكار والاحتجاج لجرائم الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية العالمية، وكانت قد شهدت الساحة الدولية هذه الصراعات، ولم يكن قرار ادانة الصهيونية بالامم المتحدة واعتبارها شكلا من اشكال العنصرية الا ثمرة لهذا الصراع لصالح الحق الفلسطيني، كذلك مؤتمر دربان المناهض للعنصرية، وغيرها من حلقات المواجهة العالمية بين المعسكرين.

بعد هذه المقدمة البسيطة والموجزة، لا بد من الانتقال الى عنوان هذا المقال، فمنذ فوز حزب العمال البرازيلي واستلام لويس اناسيو لولا دا سيلفا، الذي يشهد التاريخ البرازيلي لهذا المناضل اليساري بمواقفه المبدئية والمناصرة لنضال الشعوب وحقوقها الغير قابلة للتصرف، فكان له ولحزبه ولاتحاد النقابات الذي له الفضل بتاسيسهما، دورا كبيرا بامتداد حركة التضامن البرازيلي واتساعها بالبرازيل، الى جانب كافة القوى اليسارية الاخرى وبمقدمتها الاحزاب الماركسية والشيوعية البرازيلية، فوجدت الحركة الصهيونية بهذا الفوز فرصة لممارسة ضغطها على حكومة عمالية مناصرة للقضية الفلسطينية ولقضايا التحرر العالمية، ولم تتوقف الحركة الصهيونية لحظة واحدة من التحرك باتجاه هذه الحكومة الجديدة، من اجل مكاسب للحركة الصهيونية والكيان الصهيوني، من خلال المؤسسات اليهودية بالبرازيل والممثلة بالكونفدرالية "الاسرائيلية" من خلال الزيارات المتواصلة لقصر الجمهورية والالتقاء مع الرئيس لولا، ومن خلال حلفائها بالبرلمان البرازيلي وقيادات الاحزاب الاخرى، ونفوذ الحركة بالعديد من الاحزاب والمؤسسات الحكومية وانصارهما، فقد نجحت الحركة الصهيونية على مدار السنوات السبعة الماضية من تحويل موقف الرئيس البرازيل المنحاز للحقوق الفلسطينية، وتحييده بعملية الصراع.

تدرك الحركة الصهيونية ان الضغوط التي تمارسها على اي حكومة يسارية سواء يالبرازيل او امريكا اللاتينية، واي مواقف تراجعية بمواقفها اتجاه الصراع العربي الصهيوني، تترك انعكاساتها على مواقف الاحزاب الاخرى، وتخفف من حالة الادانة المستمرة للكيان الصهيوني واجراءاته القمعية والعدوانية بحق شعوب المنطقة العربية وفي المقدمة منها الشعبين الفلسطيني واللبناني، وهذا بالفعل ما حصل عندما وقع رئيس حزب العمال وسكرتير العلاقات الدولية على بيان يصف العدوان الصهيوني على قطاع غزة بجرائم حرب لم تمارسها الا النازية، حيث قامت قيامة مسؤولين بحزب العمال على مستوى الحكومة والكونغرس والبرلمان ضد البيان وموقعيه، ارضاءا للحركة الصهيونية ومؤسساتها، ونجحت بالنهاية الضغوط الصهيونية من محاصرتها وتحييدها وتليين مواقفها اتجاه الصراع والحقوق الفلسطينية.

تمكنت الكونفدرالية "الاسرائيلية" من خلال لقاء جمعها مع الرئيس لولا خلال شهر تموز، من التوقيع على اتفاق "للبدء في تصميم مشروع مشترك للتعاون الدولي لمساعدة الدول النامية، وعلى سبيل المثال اقامة البرامج التدريبية الخاصة بمجال الصحة" ويقول رئيس الكونفدرالية " الاسرائيلية" بتصريح له حول الاتفاق "هدفنا هو التعاون مع السياسة الخارجية البرازيلية لمساعدة الدول الفقيرة التي تواجه مشكلات اجتماعية خطيرة في المنطقة" فرئيس الكونفدرالية لم يحدد هذه الدول الفقيرة بالمنطقة التي يرى انها بحاجة الى مساعدة، فالحركة الصهيونية بدون ادنى شك تتحرك من خلال المؤسسات اليهودية بالبرازيل، من منطلقات انسانية لتصل الى الاهداف التي تعمل من اجلها، وهكذا اتفاق، بكل تاكيد، يساعد الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني من الوصول بكل سهولة الى الاهداف التي ترغب الوصول اليها، كما سيسهل للحركة الصهيونية ان تتحرك تحت اسم الكونفدرالية "الاسرائيلية" بالقارة وخارجها، مستغلة بذلك العلاقات القوية والجيدة التي تقيمها البرازيل بالعديد من دول العالم، والدور الايجابي التي تلعبه البرازيل على مستوى القارة، وما تكنه شعوب القارة وحكوماتها ودولها للحكومة البرازيلية الحالية من احترام وتقدير، فهل ستكون الحكومة البرازيلية الحالية قد شيدت جسرا للحركة الصهيونية لتصل الى دولا اخرا بالقارة واخرى خارجها؟

التحولات السياسية التي تجري بالقارة، ووصول قوى اليسار الى مراكز القرار بالعديد من الدول، كفنزويلا، بوليفيا، الاكوادور وتشيلي اضافة الى البرازيل، تشكل عائقا امام الاطماع الراسمالية والاستعمارية للادارة الامريكية، وهذا ما اثار جدلا كبيرا وخلافا على مستوى القارة عندما وافقت كولومبيا على اقامة قواعد عسكرية امريكية على اراضيها، بعد ان شهدت العلاقات الامريكية ازمات مع فنزويلا وبوليفيا والاكوادور، فما هو المصير الذي ينتظر دول القارة الامريكية الجنوبية؟ وما هو الدور الصهيوني الاسرائيلي الامريكي بالقارة وتوجهاته للمرحلة القادمة؟

تحاول الحركة الصهيونية بطاقاتها الكبيرة ونفوذها الواسع بالبرازيل على كل المستويات، من الاستفادة من كل هذه الطاقات لممارسة ضغوطها الكبيرة على الحكومة العمالية اليسارية، ولتكن هذه الحكومة هي البوابة التي من خلالها ستدخل، لتصل الى الاهداف التي تسعى لتحقيقها، فالحركة الصهيونية اليوم تخوض معركتها بالقارة ضد كل القوى اليسارية سواء كانت بمركز القرار ام خارجه، وختاما يبقى السؤال التالي: هل ستنجح الحركة الصهيونية بتهديد استقرار العديد من الدول بالقارة؟

جادالله صفا ـ البرازيل
30/08/2009





#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطلاقة فتح الجديدة... ولكن باي اتجاه؟
- باختيار ابو مازن رئيسا وقائدا للحركة .... من الذي تغير ابو م ...
- الجالية الفلسطينية والأتحاد العربي ( فياراب) البرازيل
- رؤية جزئية للمواقف البرازيلية بعد العدوان الاسرائيلي على غزة
- من واقع اللاجئين الفلسطينين بامريكا اللاتينية – البرازيل وتش ...
- ازمة مؤتمر حركة فتح... انقسام ام خطوة باتجاه اخر
- المؤتمر الثاني للتطورالاجتماعي والمساواة العرقية – البرازيل
- الحوار الفلسطيني والجولات الفاشلة، وهل من مخرج؟
- اطلاق سراح معتقلين ام تبادل اسرى بين حماس وفتح؟
- حل الدولتين وعقدة الحل
- مهزلة موتمرات الجاليه الفلسطينيه والاعيب المنتفعين - البرازي ...
- الموقف الفنزويلي والجالية الفلسطينية بفنزويلا... هل يستحقوا ...
- لماذا الاصرار على حكومة غير شرعية؟
- كيف تم احياء النكبة الفلسطينية بامريكا اللاتينية؟
- ما الذي يحصل مع الفلسطينين؟
- بذكرى النكبة، دولتين ام دولة يهودية؟ وحق العودة اين؟
- فتح وحماس والقوى الاخرى والثقة المفقودة
- لاجئوا البرازيل من لجوء الى لجوء ومن ماساة الى ماساة
- المجتمع الصهيوني هو مجتمع حرب وليس مجتمع سلام
- فلسطين للكل .... وكلنا فلسطينيون


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - كيف تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟