مصطفى مهند الكمالي
الحوار المتمدن-العدد: 839 - 2004 / 5 / 19 - 04:45
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لم يكن دخول القوات الأمريكية هو الذي محا نظام صدام من الوجود... لم يكن هذا الدخول هو الذي غّير أخلاق ما بنته العهود. لم يكن هذا الدخول مفتاح فك كل القيود.. التي كُبل بها الشعب لعقود وعقود. فحتى الآن يعيش الناس تحت واجل الخوف وصدامية الأوهام... الأوهام التي خلقها صدام ونظامه ليرهب بها الشعب بأُدبائه ومفكريه وكل ممثليه. هذا الوهم لم يصب الشعب العراقي فحسب بل انتشر ليشمل اغلب مناطق دولنا العربية. وهو الخوف من الحكومة ومن جلاديها وعملائها، الخوف من التعذيب والقتل والتشّرد بسبب كلمة (لا) قالها شخص ما لتصرف لم يرض به، فقضى شبابه وكهولته في ظلمة السجون وقذارة المكان. ذهب صدام ومات أولاده وذُل رفاقه وكل وزرائه لم يبقى منهم سوى تاريخ أو ذكرى كابوس مزعج طال الحلم الشعب العراقي به لسنوات.
لكن التغير الذي حصل شمل نظام صدام فقط ولكن لم يشمل كل موظفيه فحتى الآن نراهم في السفارات وبعض دوائر الدولة يدخلون.. يخرجون.. يتكلمون.. يناقشون.. يفرضون أرائهم على يقابلهم من الناس. كأنهم هم اللذين من ساهموا في التخلص من نظام صدام في حين هم وليس غيرهم من كان السبب في ضرب العلماء وقتل الأطباء واخذ المناصب في أجهزة الدورة ودوائرها من خلال التقارير التي يرفعونها للدولة عن فلان وفلان.
فبالرغم من الشعارات التي نسمعها من شيعة وسنة العراق مثل: من الفلوجة للكوفه هذا البلد من عوفه... لا سنة ولا شيعة هذا الوطن من بيعه. إلا ان الوضع في ماليزيا مختلف نوعاً ما... دوائر من النزاعات الطائفية بين المجتمع العراقي وان هذه النزاعات ستؤدي ربما إلى ما يشبه بحرب أهلية على وشك أن تندلع في أي وقت من الأوقات... هذا ما تردد على مسامع كل أبناء الجالية العراقية من ممثلي دولتهم. لم يكن هذا في ماليزيا فقط بل تكرر هذا الشيء في الدول المجاورة على أشكال مختلفة وأيهام الجاليات ان هناك مشاكل عدة والحل الوحيد هو التغطي بممثلي دولهم من سفير ومساعدين. والهدف من ذلك هو القول للجالية بشكل عام ولمجلس الحكم بالخصوص ان حرص السفارة ووعي كادرها استطاع احتواء المشاكل الطائفية (الوهمية) وإيجاد الحل لها في الوقت المناسب. لتوصيل صورة إلى كل من يهمه الأمر إننا خير ما أرسلته الحكومة لكي ليمثلهم. ضننا إنهم في هذه الأكاذيب والأوهام التي يبثونها سينالون مناصب يحلمون بها كأنهم كانوا وما زالوا في عهد صدام..
#مصطفى_مهند_الكمالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟