أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد جهاد - أشراف منتصف ليل بغداد














المزيد.....


أشراف منتصف ليل بغداد


محمد جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 839 - 2004 / 5 / 19 - 04:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اليوم هو اليوم الاخير من عيد الأضحى ألمبارك بل هي الساعة ألأخيرة منه، ألزمن منتصف ستينيات ألقرن ألعشرين. إنتهى ألعرض ألأخير لدور السينما للتو وخرجنا مع الخارجين وكأن كل شيء قد إنتهى وهذه هي نهاية العالم ولا شيء يخفف خشيتنا من العودة إلى مقاعد ألدراسة غداً صباحاً و تحمّل ارهاصات مدرسينا ألخط ألأول لتعذيب ألبشر. لم يفلت من دائرة شتائمنا ألسيد حمورابي مخترع ألمدارس والتعليم ألألزامي لأن الحياة كانت ستكون أجمل لولاه كما كنا نتمتم. بحثنا في جيوبنا الصغيرة عن بقايا العيدية اذ حصدت دور السينما أغلب ما كانت فيها فمشاريعنا لم تتعدى واحدة من أثنتين، أما الذهاب إلى السينما او البقاء في السينما. ثواني قليلة حتى أكتشفت الحاسبة ألمركزية إن ما بقي في الجيب يكفي لشراء صحن من الحمص المسلوق ألذي توسط بائعه الرصيف المجاور للسينما وأجور العودة بالحافلات ويزيد قليلاً. أعطيته القطعة المعدنية الوحيدة المتبقية وصب لي المسكين صحن الحمص وزاد علية ذلك المحلول ألأصفر الحامض ثم صرخ بوجهي "هاك". ثواني وقضيت على الصحن ولم يشغلني أن لا يكون لطيفا معي فإن الباقي من العملة هو ألأهم وهو ما سيتيح لي العودة إلى المنزل وبعض الشيء لغلاء المعيشة وصندوق الضمان لايام الحرمان من المصروف اليومي. سألته بكل أدب أن يرجع الباقي وأنا أضع صحنه الاثري على سطح عربته فرد علي " و أنت أيضاً؟؟؟؟.. كم الباقي" لم اكن قد اكملت ردي حتى رفع الرجل ملعقته الكبيرة إلى السماء الحالكة ملوحاً بها و كأن عيناه تبحث عن شيء فيها محاولا اختراق طبقاتها السبع ثم صرخ " يا الله إني فلان أبن فلان أخبرك بأن الارض قد خليت من الأشراف وما عليك إلا أن تقلبها....إستمع لي وأقلبها لم يبقى في ألأرض شريفاً تخشى عليه.. صدقني لم يبقى شريفاً إقلبهااااااااااااا". تراجعت الى الخلف قليلا حتى رأيته ينزل تلك الملعقة الجبارة التي كانت بيده على رأسه فيصدرمنه صوتا عجيباً ثم إنهال بالضرب بكلتا يديه على ذلك الرأس المسكين مسقطاً من عليه تلك الكفية التي كانت بيضاء يوماً ما حتى غطت عينيه مكرراً ما قال ويداه تشيران إلى السماء و بصوت اسمع نصف اهالي بغداد وبعض من الضواحي وأنا فاغر الفاه مفجوعٌ مما رأيت. لم أصدق إن اولاد الحلال أحاطوا به بعد ان قلب المسكين عربته الخشبية بما حملت على أرض الرصيف حتى تسللت بخفة بعيداً عن مسرح العمليات ناسيا ما تبقى لي معه من مبلغ وكيفية الرجوع الى البيت ألذي استغرق فيما بعد اربع ساعات طوال مشيا بعد منتصف الليل.
هل استجاب الله لصرخة بائع الحمص هذا فيما يحصل اليوم على ارضك يا عراق أم إن النخبة والمثقفين انشغلوا في تفسيرالنظريات الفستقائية و نسوا ابوابك مفتوحة فتسلل الغاصبون؟ وهل بقي شيئاً من الحمص في عربتك كي تستحق ان تُقلبْ ؟ لك الله يا عراق.
محمد جهاد



#محمد_جهاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقييون و كلاب لندن
- رسالة مفتوحة الى الدكتور خالد السلطاني


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد جهاد - أشراف منتصف ليل بغداد