|
ممتلكات الحركة التعاونية والأثمان البخسة
محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 08:33
المحور:
الادارة و الاقتصاد
{في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مدراء التعاون بالولايات الذي انعقد في صباح يوم السبت الموافق 7/4/2007م بمقر الامانة العامة للتعاون بالخرطوم، خاطب السيد وزير الدولة بوزارة التجارة الخارجية، الحاضرين من ومن جملة ما قاله (إنه بعد العام 1989م أخواننا التعاونيين لم يستطيعوا التكيف مع التحول الاقتصادي وسياسات التحرير التي اعلنتها الدولة وقاموا ببيع ممتلكات التعاون وبأثمان بخسة، وان التعاونيين لم يصمدوا في مواجهة الواقع الجديد) وأضاف (ان الدولة لم تحل التعاون ولم تصدر قراراً بوفاته بل ان التعاونيين باعوا الممتلكات الخاصة بالتعاون بأثمان بخسة وبصورة تصل للمساءلة الجنائية واكد (أن التعاون مافي زول (حلاهو) ولابد لنا من وقفة جديدة) انتهى كلام السيد الوزير. هذا حديث شجاع لمسؤول حكومي يعتبر الراعي والمشرف على الحركة التعاونية والمسؤول الحكومي والسياسي والإداري الأول عن العمل التعاوني بالبلاد.. وهو حديث خطير يستوجب منا وقفة جادة وعمل صادق لاسترداد أملاك التعاونيين الضائعة وحقوقهم المسلوبة والمهدرة، وهي مسؤولية السيد الوزير في المقام الأول بالإضافة إلى الاتحاد التعاوني القومي، قمة الحركة التعاونية والشعبية إلى جانب جميع التعاونيين وكل الحادبين على أمر الوطن والمواطن السوداني المغلوب على أمره. جاء في المادة (6) من قانون التعاون لعام 1999م (ترعى الدولة الحركة التعاونية بإعتبارها نشاطاً جماعياً يخدم أغراض الفرد والمجتمع وتعمل ـ الدولة ـ على تفعيل دور الحركة التعاونية، وتمكينها من القيام بواجبها في كل المجالات تحقيقاً لأهدافها الكلية) وتنص المادة (3) بأن الوزير المختص بشؤون الحركة التعاونية هو وزير التجارة الخارجية كما تنص المادة(8) ـ1 ـ على رئاسة الوزير للمجلس القومي لرعاية وتنمية الحركة التعاونية والذي تحدد المادة (9) اختصاصاته والتي منها وضع سياسات وخطط وبرامج الحركة التعاونية والاشراف عليها ومتابعتها وتقديم النصح لها. اما المادة (21) من قانون التعاون لسنة 1999م فتحدد بصورة قاطعة ان الجمعيات التعاونية تخضع لاشراف الوزير ورقابة المسجل العام للتعاونيات الذي يعينه السيد الوزير. هذا بإختصار غير مخل فيما يتعلق بالوضع القانوني للسيد الوزير، اما بالنسبة للاتحاد التعاوني القومي، فتحدد المادة(23) بوضوح تام دور الاتحاد ومسؤوليته في تنفيذ خطة الدولة في القطاع التعاوني، وتمثيل الحركة التعاونية في الداخل والخارج والعمل على نشرها وربطها بالجماهير واعداد القيادات الواعية والصالحة لتسيير الحركة التعاونية والواقع يثبت انه من الناحية الفكرية والنظرية والقانونية، المسؤولية المباشرة للسيد الوزير والاتحاد التعاوني القومي، تجاه الحركة التعاونية السودانية، وعلى ضوء ماتقدم به تبرز للسطح العديد من الأسئلة الملحة، والتي نتمنى ان تجد الإجابة عليها بكل الوضوح والشفافية والشجاعة من السيد الوزير، والسادة أعضاء مجلس إدارة الاتحاد التعاوني القومي..وهي: من الذي قام ببيع ممتلكات الحركة التعاونية بأثمان بخسة؟ وهل هم التعاونيون الشعبيون أم الديوانيون؟ ام هم الذين نسبوا للحركة التعاونية بعد قرار (الانقاذ) رقم 34 الشهير بتكوين لجان التسيير والتي خلت محل التعاونيين المنتخبين ديمقراطياً؟ ومن وماهي تلك الجهات التي إستولت على هذه الممتلكات نظير هذه الأثمان البخسة؟ هل هي حكومية أم شركات قطاع خاص أم أفراد؟ وكيف تم ذلك؟ ومتى؟ وما الذي تم حيال هذه التصرفات وهذا الفساد؟ وماهو دوركم (السيد الوزير، والسادة، اعضاء مجلس إدارة الاتحاد التعاوني القومي)؟ وماهو الدور الواجب الذي قام به السادة الوزراء السابقون؟ لقد جاء في المادة(28) ـ1 ـ اموال الجمعية التعاونية ملك لاعضائها وجاء في المادة (25) من قانون التعاون البند ـ2ـ لايجوز لاية جمعية تعاونية التصرف بالبيع أو الرهن أو ترتيب اي حق على أصولها الثابتة والمنقولة إلا بقرار من الجمعية العمومية وموافقة المسجل العام، على ان تحتفظ الجمعية التعاونية بسجل لكل التصرفات والرهونات والقيودات بالطريقة التي تحددها اللوائح). فكيف جاز لهؤلاء وأولئك التصرف في ممتلكات التعاون والتعاونيات دون الرجوع إلى اهلها واصحابها؟؟؟ إن ما قاله السيد الوزير امام المؤتمرين صباح السبت 7/4/2007م حق !! ولكنه ليس كل الحق!!! لقد حاول السيد الوزير أن يثبت الخلل البائن في الحركة التعاونية على التعاونيين وحدهم.. وهذا مجاف للحقيقية.. والحقيقة أن (الانقاذ) قصدت وحاولت إغتيال الحركة التعاونية السودانية الشعبية التوجه، الحرة الديمقراطية في اساليبها وغاياتها.. وذلك بكل الشراسة، مستخدمة كل الاسلحة، من التشريد والاقصاء للكفاءات التعاونية النادرة، وتفتيت الجهاز الإداري الحكومي المختص بالتعاون، الذي تفرقت مهامه وسلطاته هدراً بين مدراء المالية بالولايات، وفي عهد (الانقاذ) تم بيع بنك التعاون، الذي اسسه التعاونيون، وأغتصبت مباني ومقار المركز القومي لتدريب التعاونيين، بصورة مخالفة لكل الاعراف والمواثيق الدولية في سابقة هي الأولى والأخطر على مستوى الحركة التعاونية العالمية. في عهد (الانقاذ) جرت محاولات مستميته لتفتيت البنيان التعاوني الشعبي، وطوعت معظم التعاونيات والاتحادات التعاونية وفي قمتها الاتحاد التعاوني القومي من خلال لجان التسيير الموالية (للانقاذ) لتكون رافداً من روافدها، بالرغم من مقاومة بعض أعضاء مجالس إدارات التعاونيات لهذه الهجمة الشرسة. اذا اردت الحق، السيد الوزير حكومة (الانقاذ) هي التي كانت وراء بيع ممتلكات الحركة التعاونية من خلال تهاونها في حسم هذا الامر.. ثم ان البيع بأثمان بخسة ليس بغريب على (الانقاذ) والتي باعت الكثير من ممتلكات هذا الشعب، وخير مثال لذلك بنك الخرطوم العريق العتيد...وبذلك اذا كان رب البيت بالدف ضارباً،فشيمة اهل البيت الرقص فلا غرو ولاغرابة، ان تباع ممتلكات التعاونيات في زمن (الإنقاذ) بعد ما حافظ عليها التعاونيون منذ الثلاثينيات من القرن الماضي حتى العام 1989م، وعضوا عليها بالنواجذ، فجاءت (الانقاذ) وبعثرت هذا التراث السوداني الثر الفريد، هذه هي الحقيقة الناصعة.. وعلى الرغم من ذلك فالتعاونيون لهم دور في ذلك، حيث ان هناك قلة انساقت وراء (الإنقاذ) رغبة أو رهبة مما فاقم من الكبوة التي لحقت بالحركة التعاونية، والتي إن شاء الله، سوف تقوم منها وهي اكثر قوة، بفضل الله ثم بفضل ابنائها التعاونيين الذين لايزالون يرابطون في الولايات والمحليات والقرى والفرقان والاحياء.. في بقاع السودان المختلفة وهم يصارعون الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية السيئة، من أجل كرامة المواطن السوداني الحر، ينشئون التعاونيات وينشرون الفكر التعاوني، يدفعهم لذلك، وطنيتهم واخلاصهم للعمل التعاوني والذي هو مسؤولية، وعقيدة وإيمان. السيد الوزير أبدأوا بالاصلاح.. و(تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) والناس بخير ما تعاونوا السيد الوزير..انها فرصة لن تتكرر ..وضياعها، بعد التحرك الفوري لرد هذه الممتلكات يعني مزيداً من التدهور، وتكريساً للظلم وضياع الحقوق.
#محمد_الفاتح_عبد_الوهاب_العتيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السودان ... ميزانية 2010 والعافية المفقودة
-
من يتحمل مسئولية هذه الإخفاقات المتتالية
-
محنة الصمغ العربي الي متي؟
-
البنوك من أكبر العقبات أمام مستقبل التمويل الأصغر في السودان
-
التنمية وإعادة بناء منظمات المجتمع المدني
-
الكفايات المميزة والتميز الإدارى للقيادات الإدارية
-
منظمات المجتمع المدني النشأة الآليات وأدوات العمل وتحقيق الأ
...
-
فشل الحكومة .... التدهور الإقتصادي وإرتفاع الأسعار
-
نحو سياسة زراعية مستقبلية
-
في إطار الإحتفال باليوم العالمي للتعاونيات -قيادة الانتعاش ا
...
-
التعاونيات ومستقبل أنشطة التمويل الأصغر
-
أضواء علي الحركة التعاونية عالميا ومحليا
-
المشاركة الفاعلة للمرأة العربية وتجاوز المعوقات الإجتماعية و
...
-
دور التربية والشباب في التنمية البشرية الإستراتيجية السوداني
...
-
نظام الكوته والتمثيل النسبي والمشاركة المنصفة للمرأة السودان
...
-
التعاون الاستهلاكي وسيلة لمحاربة الغلاء وتفير الإحتياجات الإ
...
-
السودان ... التحول الديمقراطي وقراءة في معايير وأسس الحكم ال
...
-
التنمية والمشكلات المؤسسية للعمل الطوعي
-
أثر الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السوداني
-
النهوض بالمرأة وإشراكها ضمان لأمن وسلام دارفور
المزيد.....
-
سوق العقارات في كردستان يتهاوى.. خسائر كبيرة وأسباب عديدة
-
تكنولوجيا روسية متقدمة.. بوتين يزور مركز إنتاج الطائرات المس
...
-
بوتين يتفقد مركز أبحاث وإنتاج الطائرات بدون طيار
-
النفط يتعافى من أدنى مستوى في أسابيع وسط تعطل إمدادات ليبيا
...
-
مدبولي: مصر سيكون لديها فائض في الميزان التجاري بحلول 2030
-
الذهب يصعد وسط ضبابية بشأن السياسات التجارية الأميركية
-
تمويل بقيمة 6 مليارات دولار لتعزيز الكهرباء في إفريقيا
-
البرلمان المصري يوافق على قرض جديد من البنك الدولي
-
سلطة النقد: نجحنا في تحقيق الاستقرار المالي رغم الأزمات الما
...
-
بوينغ تخسر 11.8 مليار دولار في 2024
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|