|
عودة.. الى لعق بصاق الدكتاتورية
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 09:35
المحور:
سيرة ذاتية
من سايكلوجيا الياس وعبر كواتم الصوت الخانق لمسماع الراديو كنا نطل على بوابات عالم الحرية للخروج من عزلة قسرية فرضها علينا عقل الدكتاتور وقنات تلفزيونية وحيدة مملة مليئة بالكذب واقوال القائد . ومن خوف تسرب كلمة عبر طابوق الحائط الهش تتجمع في اسماع عضو الحزب المتنصت على على الانفاس تكون سببا في تهلكة تجعلك خائنا لانك تتنصت على الاعلام (المغرض ) كما كان يسمى. وتبدا حفلة السمر والسهر يوميا بوقت منتظم قبل انتصاف الليل بثلاث ساعات لتجد نفسك حالما في حفل او تجمع ثقافي بشخصية متفردة متوحدة ممتدة على فراش متاكدا من اغلاق كل الابواب والصمامات والتاكد حتى من نوم الاطفال الذين غسلت عقولهم وترسخت فيها كلمات غريبة مثل "عمو صدام " "وبابا صدام " ومع صوت "المعارضة العراقية" البعيد تطل علينا " دعوات المعارضين" المجانية من بلاد" العم سام " تدعونا لترك الوظيفة والتمرد على النظام "او احقر الجلادين " للمساهمة في تعجيل انهيارة وتبدا "اذاعة الحرية " من" براغ " بعرض مسلسلات " ابو جميلة " واغاني "صلاح عبد الغفور" المحرفة بحب القائد "والرئيس القائد اليكم " ومع "القائد المضحك" وخطب المهزلة كنا نعيش الحرية .وحين تداخلت في مسامعنا يوما عبر موجات" راديو السلفر القديم " ذو الست موجات " اذاعة تسمى اذاعة "الحزب الشيوعي العراقي " اخذتنا الفرحة واقمنا حفلة صمت ودعونا "الاصدقاء الاوفياء "وكاتمي السر والاسرار وشربنا الشاي بفرح مع صوت "المطرقة والمنجل" البعيد ..اة ...لازال" الاحمر " موجودا وعنيدا وحفظنا رقم الموجة عن ظهر قلب في منطقة ملغومة باعضاء البعث .وكان اثير المعارضة فاضحا لكل شي بدئا برواتب اعضاء السلطة والقيادة القطرية ومجلس قيادة الثورة .وكنت اذكر ان ذلك العضو يستلم مابين" اربعمة الف دينار " الى" نصف مليون دينار" .ويسترسل المذيع بضرب هذا الرقم بعدد اشهر السنة ليكون "ستة ملايين" كاعلى قيمة في وقت كان راتب الموظف العراقي لايتجاوز "العشرين الف دينار" . ويزيد الاسترسال للكشف عن التلاعب بالحصة التموينية ومفرداتها برغم انها كانت منتظمة مثل " ضربات القلب" اضافة الى تفشي الرشوة والفساد المالي وسرقات المسؤولين وتفشي الرشوة علنا وجهارا في اجهزة الجيش والشرطة وبلغ الامر ببعض "كبار الضباط "الى فتح مكاتب علنية للرشوة للتحكم بنقل الجنود من مكان الى مكان . اضافة الى الوعود العسلية الحالمة باقامة عهد الديمقراطية القادم وان كان ماسكي مقود السلطة اليوم نكرات في عالم الامس ولم نسمع بهم ابدا من تلك القنوات .ومع قدوم الديمقراطية فجاة عبر الحدود الجنوبية مع اول دفعات عبور " دبابة ابرامز " و"عربات الهمر" و"سرايا المارينز " وتمددت الديمقراطية باتساع جنوني وتجاوزت حدودها في اسابيع قليلة حدود الديكتاتورية الراقدة على الانفاس منذ اربعين عاما ومع ايام قليلة كان الستلايت يعتلي اكثر من نصف سطوح بيوت العراقيين وحل رفيقة الثاني "الانترنت " وفتحت لة المحلات بسرعة وتجاوز عدد الصحف اليومية العراقية الصادرة عدد الصحف في كل "بلاد يعرب" ومع تمدد الزمن كانت القنوات الفضائية العراقية تتجاوز الاربعين قناة فضائية حتى بدئنا نفكر بايجاد "قمر صناعي عراقي " وتكلم العراقيون بحرقة واطلقوا زفيرا و حمما من الكلام المخنوق . ومع تنامي السلطة التي اتت معلبة على "ابرامز" لاخذ مكان الفاتحين بدئت الحرية المهلهلة الفضفاضة تتحجم شيئا فشيئا ويلم يعد الكلام المفتوح يعمل شيئا مثلما كان في ماضية حين اختلت ارقام المعادلة ورحلت مفردات البطاقة التموينية واصابها التعطيل وازدادت رواتب مالكي السلطة بمتوالية هندسية على حساب رواتب السلم الوسطي للموظفين واصبحت الرواتب غير مسيطر عليها مركزيا وحسب نظام تخطيط مركزي بل عبر ارادات غير معروفة وتوقفت الترفيعات والعلاوات ورحلت الكهرباء وزادت ساعات القطع .واصاب الديمقراطية الخدر حين اصبحت الفتاوي والعمائم تتحكم بكراسي السلطة عبر مزايدات علنية .وتكونت المليشيات السوداء ومافيات الموت لخنق صوت الحلم القادم من "فضاء اميركا الحر " وتكونت السلطة الدينية القوية داخل الدولة الوطنية المهمشة ولم نعد نعرف من يحكم من .ومن هو صاحب القرار وما هو حجم الفرد وشكلة في هذا الوجود الجديد .ومع تعود العراقيين على تردي الوضع الامني الاقتصادي والسياسي بزمن بدا غير متناهي بدات تظهر للعلن اصوات السلطة التي تمركزت وبدات بالتحكم من جديد بكل شي وهاهي تريد من جديد التحكم بالاعلام الحر ومنجزات العصر العلمي الانساني الذي يجهلة مخيالها الديني العتيق حين تريد تحديد "قنوات الانترنت " والصحافة الحرة " وتفرض علينا من جديد ماتريدة "هي" من قنوات تلفزيونية مليئة بالعمائم وصحف "لانحن" وان نشاهد ماتشاهدة عيونها القبيحة لنعود نضع القيد في المعاصم الحرة ونكبل الاقلام والصحف والاعلام المرئي لارادة الحفنة المتحكمة او الاب القائد الجديد وكأن نمو السلطة في هذا البلد يسير باتجاة معاكس مع نمو الحرية المطرد .فمشكلة بعض مايسمى "بمعارضة الامس العراقية" انها لم تتحسس الحرية كشعور حقيقي ايام الغربة لانها تعيش في ذاتها دكتاتورية الغير وقيدة داخل فضائات الحرية الواسعة فهي بالتالي لم تتنفس عبير الحرية الاخاذ مدى حياتها . ولم تتعلم ابدا ان الحرية هي الوجود والقدرة على الاختيار ومن لم يستطع الاختيار فليس بحر ابدا والحرية هي معرفة الضرورة وتطويع الطبيعة لعمل الانسان المبدع الخلاق واحلال قانون الانسان العامل محل قانون المثال الجامد .ومهما قيل وقيل هنا وهناك في تحجيم حرية الغرب القادمة الينا على" ظهر ابرامز" فهي باقية بقاء الدهر لانها اصبحت قيم ومبادى ومنجز ات اعتاد عليها الشعب وانغمست في دمة ولن يستطيع اولئك الحاكمين بالاستعاضة من التفكير بتحجيمها يوما مادام "العم سام ""ونساء البيت الابيض " تتجول بحرية في ارض " المقدسات "" والامام الغائب " وليس.. لل.......حق الاختيار ..
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الارستقراطية الشيعة.... والسلطة... والمال
-
الشماعة الجاهزة .البعث والقاعدة.ومسرحية ...ابو طبر
-
لينين ..اسطورة عصر ..ام عصر اسطورة
-
وزارة المولدات والامبيرات الجديدة
-
العراقيون اول المستفيد من الغاء تجربة الولي الفقية الايرانية
-
حين تخلت..( ام حنان)... عن ....نبيها
-
احزاب ..... طابو .... وسرقفلية
-
المثالي يقبض (بالكاش.). ولكم انتم الاجر والثواب.(بالاجل)
-
بعد ضرب لبنى الحسن .. دعوة لطرد الامم المتخلفة من الامم المت
...
-
الرابع عشر من تموز يوم الشموخ الحقيقي
-
جفاف الفرات.. هل هي اخر النبوئات الشيعية؟
-
كلنا نحتاج الافضل ..... يارساكوزي
-
ابو علي الشيباني هل هو نستر داموس.. العصر الحديث؟
-
البطاقة التموينية اخر مكتسبات الشعب الاشتراكية
-
خطا الدولة العراقية القاتل
-
أي نسخة اسلام.... اهانها اسلام سمحان ؟
-
يوم شموخ الظلاميين
-
سارقوا البسمة من خدود الارانب الملونة
-
هكذا قالت لي العرافة
-
الماركسية ...وروحها الثورية المتجددة
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|