أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صباح الازرق - لمحة أنثروبولوجية وصفية في تأريخ الحكم البعثي















المزيد.....

لمحة أنثروبولوجية وصفية في تأريخ الحكم البعثي


صباح الازرق

الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 05:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لمحة أنثروبولوجية وصفية في تأريخ الحكم البعثي
في مدينة الثورة الأعراس تعتبر من المناسبات المهمة جدا إذ يتم خلالها التواصل وهي من المناسبات التي يتقابل فيها الأقارب والجيران ويتداولون فيها بعض أمورهم .لم تكن الأعراس كما هي اليوم فقد مرت بتغيرات كثيرة من حيث إقامتها أو طريقة تنظيمها.العراء هو الفضاء الوحيد المتوفر وتحته البيوت وجدرانها الملتصقة مع بعضها والتي تشكل حاجزا ملائما لوضع كراسي الاحتفال ولولا هذه الجدران لتبعثرت وأصبح من الصعب تنظيمها مرة أخرى إلا بشق الأنفس, وهذا يحدث عندما تقام بعض الأعراس على الشارع الخارجي للمنطقة . جدران البيوت في الحقيقة جدران وهمية فنوافذها تطل على الناضر والغادي والقادم مباشرة فلا وجود لما يسمى شرفة أو غيرها من التسميات ولا تقل عنها الجدران الداخلية إذ نسمع صراخ الجيران في اقل نسمة صوت ظاهرة من قبلهم ناهيك عن سماع الأصوات الأخرى التي تحدث أثناء أداء الواجبات الزوجية . في بيتك وأنت مسترخي تسمع كثيرا من العبارات التي تختلط فيها الموعظة الحسنة مع عبارات أخري لا تمت إلى الآداب بصلة ودون مراعاة صاحبها لما يحيطه من سكان ,عبارات مثل ( ابو الع .... ) أو ( ك .. عرضك ) والتي أصبحت فيما بعد وإلى الآن من العبارات العادية المتداولة في الشارع العراقي وينطقوها في السيارة أو الشارع دون خجل أو إحراج والتي لم يكن لها وجود في المجتمع العراقي قبل عام 1968وإن وجدت فهي صفة ملازمة لمن يطلق عليهم أولاد الشوارع .
تبدأ تلك الاحتفال بأغاني متنوعة كلها ضمن مواصفات المناطق الريفية مثل( احميد يا مصايب الله ) إلى أغنية ( بوية سعد يا بوية )إلى غيرها من الأغاني وتكون وجبة دخول الراقصات ( الكاولية) ضمن البرنامج وكثيرا ما يصاحبهن الزبيري وهو رجل جاء من بعض العائلات التي تتصف بالحرية الجنسية الشاذة الغير خاضعة لأي قانون والأغلب هم من الغجر إذ يقيمون حفلاتهم الخاصة لبعض القادمين من خارج الحدود الذين يأتون من اجل الاستمتاع مع الذكور وقد كانت هذه العائلات تؤمن لهم هذه البضاعة , إنه يتمتع بالأنوثة والتي لم تكن في تركيبه الوراثي وإنما مصطنعة مما تجعل النضر تجاهه أمرا مقززا للإنسان العادي, يلبس هذا الزبيري الملابس النسائية ودوره مطابقا تماما لدور(الكاولية ) هو جزء من الاحتفال وكانت هذه الظاهرة صفة المدينة في فترة السبعينات ومن قبل كانت تقتصر على المناطق النائية فقط .. كن النساء على السطوح يستمتعن بالنضر إلى تلك المشاهد وكان التصرف الظاهر الذي يغلب عليهن هو الضحك ولم يتسنى لنا إلى الآن أن نعرف أنواع الأحاسيس الأخرى التي كانت تنتابهن وهل لهذه المشاهد وقع ذو صبغة جنسية عليهن بعد انتهاء الحفلة أم لا .تنتهي الحفلة بالنسبة لأقارب العريس والمنطقة والنساء التي فوق سطوح المنازل ويعم السكون المطبق والغير محدود في الفضاء .
في الجانب الآخر من هذا العالم وخارج هذا الصخب الهادئ كان هناك عالما ثانيا في منطقة أخرى من بغداد, لم يكن هذا العالم عالم طارئ أو عالم مكتشف حديثاً بل له جذوراًَ ممتدة إلى تاريخ الفترة العثمانية و فترة المماليك ,عالم الشذوذ الجنسي والذي عمل التفكير ألبعثي على إحياءه كان هذا العالم هو عالم خان مرجان :هذا الصرح الأثري ونظراً لأهميته التاريخية كان يرتاده فقط الشخصيات النافذة في النظام البعثي أو التي تتمتع بعلاقات قديمة فيما بينها واحد مطربي هذا الخان المشهورين ( يوسف عمر) الذي رفد المقام العراقي بأغاني كثيرة والذي كان احد أصدقاء رئيس العراق السابق صدام حسين في شبابه وقد التقى معه إكراما في احد المرات على التلفزيون في جلسة خاصة عرضت على المشاهدين أثناء فترة الثمانينات في زمن الحرب مع إيران التي تحول النظام فيها من القتل الفردي للأشخاص على طريقة ( أبو طبر ) إلى طريقة الإبادة الجماعية . رواد هذا الخان هم من نوع خاص وذو امتيازات بيروقراطية جيدة وهم على العموم من أصحاب الذوق الرفيع ولديهم القدرة على تمييز اللون الغنائي المسمى بالمقام العراقي وتصل عند بعضهم قدرة التفريق بين الأصوات النشاز والجميلة في الغناء إلى درجة عالية . لم تكن حفلات الرقص التي تحدث هناك ترى من الكل ولا يستطيع كثير الدخول إليها إلا بشق الأنفس ولكن قبل انهيار النظام حدث أن استطاع البعض الوصول لقاء دفع مبلغ من المال.
نعود الآن أعراس مدينة الثورة وإلى أصوات أولئك المطربين وكلمات أغانيهمٍ التي كانت تأخذ طابعين إما أن تكون وجدانية كأغنية المطرب(حسين سعيدة) والتي كتب كلماتها الشاعر (عريان السيد خلف )
(سنة وصدك يظوك الروح لوعات
ويهيجلي الجروح جروح ويزيد
الك جانت يحلو الطول جيات
عجب تبخل علينة بجية العيد)ٍ
أو مرتبطة بالإصلاح الاجتماعي كأغنية المطرب(عبادي العماري) والتي أحدثت ضجة كبرى حينها لأنها تطرح مشكلة كبيرة عانى منها المجتمع العراقي وهي الفصلية ,فعندما يقوم احدهم بقتل شخص نتيجة شجار معين يأخذ بيت المقتول مبلغا من المال لقاء الحادث ويضاف أليه في بعض الأحيان اخذ امرأة ويتم بطريقة تزويجها لأحد أقارب المقتول ويقبل أهل الفتات مجبرين وليس مختارين
تقول بعض كلمات الأغنية
( جابوهة دفع للدار لا ديرم ولا حنة ولا صفكة
ولا دك النعر بالسلف لا هلهولة لا ملكة
سالت الناس عن قصة هلبنية
شعجب جارو عليهة بغير حنية
رديت بكلب حزنان من كالولي فصلية )

تجاه هذا التوجه في الغناء والذي يرتبط بهموم الناس ومشاكلهم والذي كان كتاب كلماته أمثال ( كاظم اسماعيل الكاطع – عريان السيد خلف – مظفر النواب ..... الخ من الشعراء الجنوبيون ) الذين يعرف العراقيون ماذا فعل بهم نضام البعث من قتل وتنكيل, فقط لان كلمات أغانيهم كانت ذو طابعا إنسانيا ووصل الأمر أن تزال من الإذاعة كل الأغاني التي تحتوي على أسماء أشخاص مثل ( أحميد) لان الاسم الأوحد الذي يجب أن يذكر هو اسم ( صدام حسين) . أمام هذا التوجه في الفن كان يقابله النوع الآخر والذي يستخدم الغزل بالمذكر الذي جاء عند مطربي الريف مرة أو مرتان عند المطرب( سعدي الحلي ) في الأغنية الذي يقول فيها
( حبيبي امك متقبل من احاجيك روحي معلكة بيك ) إلى أن يصل إلى المقطع الذي يقول فيه
( علاوي نور عيوني يا علاوي )
وعندما سئل سعدي الحلي عنها في إحدى اللقاءات التلفزيونية أجاب أن استخدام اسم المذكر في الأغنية له أسبابه لأن المتوارث في الريف العراقي هو منع الحبيب من التغزل بحبيبته مما أدى بالشعراء أن يعبروا بدلالة المذكر بدل المؤنث .
لكن هذه المسالة مختلفة كليا عما يحدث عند مستمعي خان مرجان , فكلمات بعض الأغاني عند يوسف عمر تأخذ طابعا آخر فقد كانت الحفلات الخاصة للنخبة من المجتمع العراقي الذي ذكرنا بعض صفاتهم لم تكتفي بالاعتماد على بديل كنية المذكر فقط وإنما كانت على شاكلة أخرى فالكلمات تصف وصفا دقيقا وتعطي صورة حقيقية لما تريد قوله ولا ندري ما مدى الاستمتاع التي كان يصل إلى أولئك المستمعين من خلال الإنصات لهذه الأغاني والتي بالرغم من أن اغلبها لم يقدم في هذا الخان إلا أنها نشرت على شرائط المسجلات وعرف العراقيون أنها تعبر عن تلك المجموعة من الناس .
نستمع إلى واحدة منها وحذفنا بعض الحروف حفظا على الآداب العامة
( ع........ ر السيد ما بيه لولة
من يوكف عشرة يتجولة )
أو هذه الأغنية والتي تقول كلماتها
( اشلون ط....... ز عد جودي )
وهناك أغنية يقدم فيها (يوسف عمر) موالا قبل الدخول في الأغنية (البسته) إذ يقول :
( طيـ .... طيـ.... )
وعلى أنغام الموسيقى الشرقية الأصيلة مع تطبيق قواعد وأصول المقام في الغناء
ولسنا الآن بصدد ذكر كلمات الأغاني جميعها حيث يمكن الحصول عليها بسهولة من بعض محال التسجيل وجميعها مقبولة عند الجمهرة من هؤلاء الناس وتربوا عليها وكانت جزءا مهما من حياتهم
( نكتفي بهذا الآن لان الاسترسال يطول .... ) وقد عوضت عن استمرارنا مقولة رئيس العراق السابق صدام حسين الذي كان يكررها يوميا تجاه أسماعنا ( هنيئا لكم انعموا بثورتكم ) الثورة التي كانت تتطاير منها الأعضاء التناسلية يمينا وشمالا وفي كل اتجاه
ملاحظة :
لقد قمنا بنقل تلك المعلومات دون تزويغ أو تغيير للحقائق ونعتذر عن ذكر بعض الأسماء وخصوصا الميتين منهم ونقول لهم أن الهدف هو الوصول للحقيقة فقط لا غير










#صباح_الازرق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب دور الاتحادات الطلابية في أروقة الجامعات العراقية - تحق ...
- إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي .... مع التحية


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صباح الازرق - لمحة أنثروبولوجية وصفية في تأريخ الحكم البعثي