كاظم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 06:47
المحور:
الصحافة والاعلام
تبدأ دائما الاشياء السيئة بأ فكا ر جميلة عن الدفاع وحماية الامن القومي والفضيلة والاخلاق ،وبعدها تتحول الى شبكة عنكوبوتية من الموانع والمحرمات والمحظورات تتلون وتتعدد وتتغير حسب مزاجيات ممثلوا السلطة وقد
تتعارض وتتقاطع بينهم على صورة العقوبة وحجمها وليس العكس ولاسيما بغياب نظام المؤسسات .
لايخفى على البعض ان الشبكة الدولية للمعلومات غيبت الاحتكار الحكومي للاعلام ، اذ اصبح المشاهد يتلقى
سيل عارم من المعلومات والاراء والتحليلات المتنوعة والمختلفة للحدث ، يتسبب في اثارة الخوف والرعب والهلع في روح ومفاصل اي نظام دكتاتوري يعيش على العزلة والانغلاق بعيدا عن الشفافية والوضوح ،وهذا
الشيء يفسر حجم الجرائم الكبيرة والقمع الفكري ومصادرة الحريات والتي كانت مخفية ومتوارية عن الانظار
في عهد النظام السابق ولم تكشف الابعد التغيير وكان ممكن الا تكون متراكمة وبهذا الحجم لو كان ثمة فضاء مفتوح واعلام ينقل الصورة في حينها الى العالم وربما ماكنا نبقى في كهوف وانفاق الدكتاتورية طوال فترتها المظلمة والحالكة في العراق .
ثمة قول شهير لهيغل ( لايمكن محاربة الافكاربا لسيف بل با فكار مثلها) حيث ان صراع الافكارهو الذي يقود
الى التلاقح والنمو والتطور في حياة الانسان ولذا توصف المجتمعات المتطورة بانها عوالم مفتوحة وليست
مغلقة حيث ان الاخيرة والتي تقترن بالاستبداد تؤدي الى الجمود والركود والشلل ، بفعل انقطاعها عن العالم
مما يجعلها تعيش في الماضي ولا تتطلع الى المستقبل ويمكن وصفها بأنها مجتمعات صناعة الازمة وهي خائفة
وسلبية واتكالية ولاتمتلك المبادرة ولايعي الافراد فيها قيمة الحرية او استفلال الذات وتحقيقها .
والانظمة التي تحكم هذه المجتمعات تخشى السفر والاطلاع على العالم الخارجي او الاتصال به عن طريق التقنيات الحديثة وتعد ذلك تهديدا للأمن القومي وانتهاك للمعايير الاخلاقية ، لان السلطة تمثل النظام الابوي الصارم اذي يحدد مقاييس الاخلاق والسياسة والثقافة ،وان الخروج عن هذه الوصاية والقيمومة يمثل تحديا
سافرا للنظام يستوجب ايقاع به اقصى العقوبات على اعتبار ان المجتمع قاصر وغير ناضج ولايعي مصا لحه
ولابد من ينوب عنه في ذلك واحسن من يمثله في هذا الحال هو النظام الدكتاتوري .
#كاظم_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟