|
أطفال العراق ... اجيال المحًن وثقافة الحروب والأرهاب !!
رفعت نافع الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 04:57
المحور:
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
الطفولة العراقية، اسيرة برنامج ظالم وخبيث ، مخطط لة بعناية لتدمير حاضر ومستقل العراق، باعتبار ان اطفال اليوم هم بالتأكيد رجال الغد ، وسيكونوا خلال بضع من السنين قادة هذا المجتمع وصناع القرار فية . ولتحديد الاطار الزمني الفعلي لبدء مسلسل هذة المحن والكوراث او لنقل بصورة ادق، متى بدأت اولى مراحل الانهيار الفعلي لأسس وقواعد رعاية وتنمية هذة الشريحة من شرائح المجتمع ؟ . اعتقد بأن الفترة الزمنية الفعلية تبدا من بداية عقد الثمانينيات وهي مرحلة مأساة الحرب العراقية الايرانية اعقبتها مرحلة دخول القوات العراقية للكويت، وما تبع ذلك من قرارات الحصار والتجويع الشامل ودفع التعويضات والديون الظالمة بكل انواعا انتقاما من الشعب العراقي وليس النظام،وآخرها السقوط المدوي للنظام في نيسان 2003 وما تبعة من انهيار تام وشامل للمؤسسات التربوية والتعليمية وكل ما يتصل ببناها التحتية ، والتي ظهرت نتائجه الواضحة والبينة على كل اطفال العراق ، واستمر مسلسل التردي على هذا الحال قرابة ثلاثة عقود من التخريب والهدم المبرمج ليصل الحال الى ما وصلت الية ( الطفولة العراقية ) من واقع مزري وخطير ويهدد بكارثة انسانية ندفع ثمنها القاسي في الوقت الحاضر وما يصيب المجتمع العراقي ككل في المستقبل . هذة المراحل الخطيرة المتتالية من مسيرة عدم الاستقرار في العراق احدثت واقعا هو الاخطر في أسس النظام الاجتماعي نفسة، ويحتاج الى سنوات قادمة من العمل الجاد الخلاق والبرامج المدروسة الواعية لتصويب مسيرة الطفولة العراقية .
ان نمو هذة الشريحة يخضع لعوامل كثيرة، تتفاعل مع بعضها تفاعلا مستمرا ومتغيرا لتنتج شخصية الطفل التي هي عبارة عن محصلة تلك العوامل والمتغيرات، حيث ينصاع الطفل الى افكار مجتمعة والى طريقة العيش فيها، فتنمو شخصيتة، ويضفي علية المجتمع قدرات انسانية كثيرة لا يستطيع ان يحصل عليها لو ترك وشأنة. كما ان الاطفال يمرون جميعا في مراحل نمو طويلة حتى يصلوا الى مرحلة الرشد. وأن تربيتة تتصل اتصالا وثيقا بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر فيها المجتمع في مرحلة من مراحل تطورة. ويصبح عرضة لكثير من الاضطرابات النفسية والعقلية التي تؤثرعلى سلوكة في المستقبل. وأن ما يكتسبة في مرحلة الطفولة من اتجاهات يصعب تبديلها فيما بعد، وتكون لها الاثر الدائم في رسم شخصيتة. وقد دلت الدراسات بأن اكثر العوامل شيوعا وخطرا هي تلك العوامل التي تدور حول حياة الاسرة في الطفولة وأثرها في تنشئتة. ويرى العالم ( فرويد ) مؤسس مدرسة التحليل النفسي، ان مرحلة الطفولة المبكرة مهمة ومن اهم المرحل في نمو الفرد وتكوين شخصيتة. فالعادات السيئة قد تترسخ وتتأهل في النفوس وأن طريقة علاجها و استأصالها قد يأخذ فترة مقاربة للفترة التي بدأت في ظهورها. هذة الظروف وما اعقبها من تأثيرات نفسية خطيرة ، تعبر عن اهم مشاكل الطفل العراقي الذي يعيش حاليا فترة من عدم الاستقرار والتشويش والضياع فرضتها الظروف الاقتصادية والامنية الحالية وما تركة النظام السابق من أرث ثقيل بسبب السياسات الخطيرة وما ترتب على تلك الحروب المتكررة من آثار وانعكاسات اخطر، وما تبعها من ادلجة وعسكرة للمجتمع بالكامل، الى سياسة تعبئة وتجنيد وتجييش للطفولة العراقية، وما تعيشة الطفولة في الوقت الحاضر من قلق وخوف وقيود تؤثر تأثيرا كبيرا على نفسيتة وانفعالاتة وتبقى مكبوتة في منطقة اللاشعور لتؤثر على شخصيتة وسلوكة في المستقبل . هذة الظروف المعقدة افرزت ونتج عنها مشاكل ومحن كثيرة لا يمكن عدها او أحصاءها، ولكننا في هذا المقال الموجز يمكن ان نعدد اهم الفواجع والمحن التي افرزتها هذة الظروف ، وللاخوة الباحثين في هذا الشأن ان يشاركو في دراسة هذة الظواهر والتوسع في وضع الحلول والمقترحات لتقليل اثارها على الاقل في الوقت الحاضر. وهي كالاتي :
محنة الاطفال اليتامى وفقدان الرعاية الابوية، محنة الاطفال المعاقين والمشوهين والمختلين عقليا، محنة الاطفال المتسولين والمشردين في الشوارع والطرقات، محنة الاطفال المدمنين على المخدرات والمسكرات، محنة الاطفال تحت كنف امهاتهم الارامل المتزوجات من رجل آخر، محنة الاطفال المتسربين من المدارس، محنة الاطفال غير الشرعيين مجهولي النسب ، محنة الاطفال المهجرين قسرا من ديارهم ومناطق طفولتهم ، محنة الاطفال فاقدي الرعاية من الابويين بسبب الوضع المادي المتردي، محنة الاطفال وما يتعرضون لة من عمليات خطف وقتل وابتزاز لأهلهم، محنة الاطفال من عمليات التحرش الجنسي والاغتصاب والمتاجرة بهم، محنة الاطفال من ضحايا القتل والتفجير والعمليات الارهابية، محنة الاطفال وخوفهم من صفارات وهمجية ارتال السيارات الجامحة للمسؤولين واصحاب الرتب الوظيفية العالية والناصية، محنة الاطفال وخوفهم من اصوات الاباتشي والعربات العسكرية التي تحرث شوارعنا واطلاقاتها العشوائية تتلهى في اجسادنا وعقولنا، محنة الاطفال من سوء التغذية وفقدان الرعاية الاجتماعية والصحية، محنة الاطفال وحرمانهم من التمتع باللهو البرىء وسد اوقات الفراغ بالرياضة والتنزة والسفر، محنة الاطفال وزجهم في اعمال شاقة وخطرة لاتتناسب وعمر الطفولة، محنة الاطفال مرتكبي الجنح والجرائم الخطرة، محنة الاطفال الذين تم تجنيدهم في زرع العبوات والمتفجرات وعمليات القتل المنظم . واخيرا وليس اخرا ما يحيط بالطفل العراقي من محنة فرض ثقافة الحروب والفكر الارهابي بمختلف اشكالة والوانة!!.
#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التحرش بالمرأة ..هل هو نتاج الأزمة الاخلاقية التي نعيشها ؟
-
هل كان عبد الكريم قاسم حاملا راية الشعوبية في العراق ؟
-
من يحمل شرف العراقيات وغيرة العراقيين
-
هذا المشهد جدير بالتأمل والدراسة ... !!!
-
الأضراب الطلابي الكبير في ثانوية زراعة العزيزية
-
علم السياسة ومفهوم السلطة
-
ناهدة الرماحي... نورك يسطع من جديد !!
-
المرأة الأهوارية .... ننحني اليك احتراما وتقديرا
-
الكوتا ... حل مؤقت لتأكيد حضور المرأة
-
يوم المرأة العالمي ... مناسبة لتعزيز دور المرأة في بناء المج
...
-
هنالك معوقات في طريق الديمقراطية... فلنساهم جميعا في تذليلها
-
عيد الحب valentine,s day واللون الاحمر
-
المعركة الأنتخابية... تحتاج الى أساليب عمل جديدة
-
السيد رئيس الوزراء... الشعب مصدر قوتك ومرجعيتك
-
ظاهرة شراء الأصوات الأنتخابية... !!
-
مجالس المحافظات ... وبعض الملاحظات
-
سمفونية القتل غسلا للعار !!
-
موقع الحوار المتمدن طبق المادة (19) بكل شفافية ومهنية
-
باقة ورد حمراء...والحوار المتمدن على سلٌم التطور
-
لا حرية لشعب يضطهد المرأة ويسلب حقوقها
المزيد.....
-
-معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا
...
-
-القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك
...
-
من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف
...
-
جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا
...
-
فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
-
براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ
...
-
تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد
...
-
إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
-
زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد
...
-
أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو
...
المزيد.....
|