أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيهاب نصيف - مصر المحتقرة فى عيون الإخوان














المزيد.....


مصر المحتقرة فى عيون الإخوان


إيهاب نصيف

الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 04:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن يكون لجماعة مثل الإخوان المسلمين إتجاهاً معيناً يمثل نقطة الإرتكاز لتطبيق ونشرمبادئهم فهذا أمر مفهوم بغض النظرعن راديكالية هذا الإتجاه أوشرعيته من عدمه. حتى كراهيتهم للأقباط ولكل من هو غير مسلم لهو أيضاً أمر مُفسر ويمكن إستيعابه. أما الذى يؤرقنى حقاً هو هذا السؤال الذى يِطنُ فى أذنى ويُنغص على حياتى. ما هذا الكم العجيب من كراهية قيادات الإخوان لمصر وطناً وشعباً وتاريخاً!؟ ولماذا؟


جميع الحركات الوطنية التى قامت فى مصرعلى مدار تاريخها وعلى إختلاف إتجاهاتها كانت تصُب فى مصلحة الوطن، أو حتى فئة معينة داخل الوطن. أما حركة الإخوان فلا نجد فى مبادئها ما يفيد مصلحة الوطن ولا الشعب المصرى، أو أية إشارة لمبادئ وطنية أو إنتمائية! والمراقب لحركة الجماعة عن كثب يجد أن تصريحاتهم وأفعالهم ترتكز على محورين، الأول تطبيق الشريعة الإسلامية، والثانى نصرة الإسلام والمسلمين ضد الغرب الكافر! وعلى الرغم من الحضور النيابى القوى للحركة، فلم نجد فى أجندتها أى برامج سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية من شأنها النهوض بالوطن! ماهو برنامج الإخوان لخفض نسبة البطالة وتحسين مستوى المعيشة للفرد وتوفير الرعاية الصحية وتقليص الفجوة الرهيبة بين فقراء مصر وأغنيائها وتحسين التجارة وتشجيع الصناعة المحلية والنهوض بالقطاع الزراعى وتحسين البنية التحتية؟ أين هم من حفظ حقوق الإنسان المصرى، مسلماً كان أم مسيحياً؟ أين هم من نبذ العنف وتبنى فكرة السلام الإجتماعى؟
من المؤسف والمخجل معاً أن يكون إنتماء جماعة مصرية المولد والمنشأ لإيران وفلسطين وأفغانستان، أما مصر فيدوسونها بأحذيتهم. وأنا هنا لا أتحدث عن الجماعة على المستوى الشعبى بل على مستوى القيادات العليا، المعلنة منها والمتخفية، والذين لايتورعون فى إعلان هذه الحقيقة المؤلمة ونبذ مصر بهذه الصورة المهينة والمخذلة، بل أعلنها مرشدهم العام واضحة صريحة جلية عندما صرح قائلاً بالحرف: "طز فى مصر، وأبو مصر، وإللى فى مصر".

فمقتل جندى من جنود حماس فى فلسطين فى نظر الجماعة جريمة بشعة تُفرد لها المانشيتات الحمراء فى صدارة الصحف وأوائل صفحاتها. أما مقتل مزارع قبطى بأحد قرى الصعيد فهو حادث لايستحق الذكر بل وربما له ما يبرره. وقطع الإمدادات عن غزة جريمة إنسانية تدمع لها العين، أما تلوث مياه الشرب بقرية البرادعة فليست ذو أهمية. الطفل الفلسطينى أثمن وأغلى من مثيله المصرى، خاصة إن كان قبطياً. والمواطن الفلسطينى مكانته الحقوقية أرفع من مكانة الإنسان المصرى. أرجو ألا يختلط الأمر على القارئ فيظن أننى معاد للفلسطينيين أو غير مؤمن بقضيتهم، فالقضية الفلسطينية بالفعل تستحق الإهتمام من منظور إنسانى وحقوقى. ولكنى مشمئز من التجاهل المتعمد للقضايا الحقوقية المصرية ونبذ كل ما هو مصرى وتبنى - فقط - القضية الفلسطينية والعراقية والأفغانية.
هذه التساؤلات تقودنا بالتبعية لسؤال آخرأشد ألماً وهو ما الذى سيحدث لمصر إذا تولت جماعة الإخوان الحكم؟ تخيلوا معى مجموعة من القادة الراديكاليين يتولون حكم دولة يكرهونها، ماذا سيكون مصير تلك الدولة حينئذٍ؟ هل ستُوجه مواردها لبناء الجيش الإيرانى وتسليحه نووياً وكميائياً؟ هل سيتم التضحية بأرواح الآلاف من شبابها اليافع للقتال فى صفوف وتحت قيادة حماس وحزب الله والقاعدة فى مواجهة الصهاينة والأمريكان الكفار وعملائهم؟ هل ستتحول أرض مصر لآداة وساحة تدريب للمجاهدين، وممسحاً لأحذية القتلة والمجرمين؟

آه يا شعب مصر لو تدرى حجم الكارثة المحدقة بك وبتاريخك ووطنك مصر!....مصر بلدك، بلد إخناتون، بلد عمر مكرم، بلد عرابى، بلد رفاعة الطهطاوى، بلد قاسم أمين وطلعت حرب ومصطفى كامل ومحمد فريد ومكرم عبيد وسعد زغلول ومصطفى النحاس. بلد صفية زغلول وهدى شعراوى، بلد طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ. هذه هى مصر، وهؤلاء هم رموزها المصريون. هل سيمحى كل هؤلاء ويحل محلهم المللا والزرقاوى والخامنئى والظواهرى وبن لادن!؟ هل هذه هى نهاية مصر، التى يكرهها الإخوان؟



#إيهاب_نصيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بزشكيان:العلاقات الطيبة بين البلدان الاسلامية تحبط مؤامرات ا ...
- “ارسمي الفرحة على وجه البيبي الصغير” استقبل حالا تردد قناة ط ...
- الرئيس بزشكيان: على الدول الاسلامي التعاون ووضع الخلافات جان ...
- هل أحاديث النبي محمد عن الجيش المصري صحيحة؟.. الإفتاء ترد
- المكتبة الخُتَنيّة.. دار للعلم والفقه بالمسجد الأقصى
- “خلي أطفالك مبسوطين” شغّل المحتوي الخاص بالأولاد علي تردد قن ...
- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيهاب نصيف - مصر المحتقرة فى عيون الإخوان