أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - دومينيك فيدال - العداء للسامية تراجع في العالم العربي














المزيد.....

العداء للسامية تراجع في العالم العربي


دومينيك فيدال

الحوار المتمدن-العدد: 837 - 2004 / 5 / 17 - 03:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لردح طويل من الزمن بقيت الدعاية المعادية للسامية هامشية في العالم العربي لكنها وللأسف ترفع رأسها منذ ثلاثة أعوام تقريبا. وليس هذا التطور المثير للقلق بعيدا عن مجريات الأحداث وتدهور الأوضاع في فلسطين. فالرأي العام يقع تحت تأثير فشل قمة كمب ديفيد عام 2000 واندلاع الانتفاضة والقمع العسكري الإسرائيلي. وتراهن التيارات القومية أو الدينية المتطرفة على هذا التدهور لتبث سمومها وتلتقي ضمنا مع بعض الأنظمة القائمة.

فقد تم التداول كثيرا في العام 2002 بالمسلسل المصري، "فارس بلا جواد"، الذي يمثل فارسا افتراضيا يقضي على التنين الصهيوني مستنكرا "المؤامرة اليهودية على فلسطين" باسم "بروتوكولات حكماء صهيون".

يبدو أن هذا النص المنسوب زوراً منذ العهد القيصري الروسي إلى اليهود ما زال يلقى الرواج. في نهاية العام 2003، عبر الصحافي روبرت فيسك المعروف بالتزامه إلى جانب القضايا العربية، عن امتعاضه على صفحات "ذا انديبندنت"[1] عندما عثر في احد أكشاك بيع الصحف في بيروت على نسخة جديدة من هذه "البروتوكولات"، فكتب يقول: "إني أحاذر دائما من اتهام العرب باللاسامية فهم أنفسهم ساميون. لكن كيف يعود نص لئيم من هذا النوع إلى الظهور مجددا في بلد معقد مثل لبنان؟". ويوجه فيسك الاتهام إلى تلفزيون "حزب الله" "الذي قرر خلال شهر رمضان بث سلسلة عنوانها "الشتات" تدعي أنها تأريخ للصهيونية من 1812 إلى 1948 مستندة إلى مؤامرة يهودية مزعومة للسيطرة على العالم". حتى أن المسلسل يتضمن مشهدا حول التضحية بحياة بشرية!

في تونس أيضا تظهر "البروتوكولات" عندما تعتبر أسبوعية Tunis Hebdo أن المؤتمر الصهيوني العالمي الأخير يؤكد أنها لا تزال سارية المفعول ولم تشبها شائبة، لم تصدأ ولم يمر عليها الزمن[2] . قبل أربعة أشهر وصل الأمر بصحيفة "الوطن" السعودية إلى ارتكاب الحماقة عندما أكدت أن "الحاخامات اليهود أصدروا مؤخرا فتوى(!) تعتبر العراق جزءا من إسرائيل الكبرى"[3]. في المغرب، ترافقت الدعوة إلى الكراهية اللاسامية (والتي استنكرها زملاؤنا في صحيفة "لو جورنال") مع اعتداءات سقط ضحيتها احد الأشخاص وقد أنزلت أحكام بالسجن في نهاية 2003 بتسعة أشخاص بسبب مقتل اليهودي البير ربيبو في الدار البيضاء[4].

لم تأت ردة الفعل من القضاء وحده إذ تم إطلاق عريضة تدين أعمال العنف هذه المناقضة لتقاليد البلاد. كذلك تحرك المثقفون في بلدان أخرى ونذكر هنا الدعوة ضد انعقاد المؤتمر حول إنكار المحرقة اليهودية في بيروت عام 2001[5]. ونورد مجددا ما كتبه ادوارد سعيد في حينه في "لوموند ديبلوماتيك": "إن الفكرة القائلة بان المحرقة هي محض اختراع صهيوني منتشرة هنا بشكل غير مقبول. كيف نتوقع من العالم اجمع أن يدرك معاناتنا كعرب إذا رفضنا إدراك معاناة غيرنا حتى لو كان هذا الغير هو الذي يمارس علينا الظلم وإذا كنا عاجزين عن تقبل الأحداث ما أن تعارض الفكرة المبسطة لدى بعض المثقفين الرافضين رؤية العلاقة بين المحرقة وقيام دولة إسرائيل(...) إن الاعتراف بالمحرقة وجنون الإبادة ضد الشعب اليهودي يكسب تاريخنا نفسه المصداقية ويسمح لنا أن نطلب من الإسرائيليين واليهود أن يربطوا بين المحرقة والظلم اللاحق بالفلسطينيين"[6].

كان لشجاعة المثقف الاميركي الفلسطيني مقلدون، ففي مصر أثار المسلسل المذكور عام 2002 العديد من الانتقادات الصحافية وأيضا انتقادات لشخصيات وجمعيات مما دفع بالتلفزيون إلى تعديل تعريفه عن المسلسل بحيث أثار الشك حول حقيقة "البروتوكولات". لكن اللافت سلسلة المقالات الموقعة في صحيفة "الأهرام" [7] والتي تستعيد الوقائع التاريخية والبروتوكولات وصولا إلى طبيعة المعركة في الشرق الأوسط مرورا بالابادة النازية. كتب يقول: "علينا أن ندرك جميعا أننا عندما نتهجم على اليهود كعرق أو كشعب فإننا نلحق الضرر بمصلحتنا القومية" ويضيف: "أما الذين ينتقدون إسرائيل فليسوا بحاجة للجؤ إلى خطاب لاساميّ لاستنكار سياستها".

بعد طرد اليهود من اسبانيا ابتداء من العام 1492، استقبل العالم العربي قسما منهم ومع انه أعطاهم صفة أهل الذمة كما المسيحيين (وهي وضعية أدنى من المسلمين) إلا أن معاملته لهم كانت أفضل مما عاناه اليهود في أوروبا. وقد حماهم من الاضطهادات المتكررة هناك. أما اوشويتز فليس اسما عربيا. باستثناء العراق حيث حدثت عملية اضطهاد عام 1941 في عهد علي الرشيد، فان العنف الواسع النطاق ضد الجماعات اليهودية لم يحدث إلا بعد الحرب العالمية الثانية وقيام دولة إسرائيل (وليس الدولة الفلسطينية التي نص عليها قرار التقسيم الاممي) علما بان السلطات الإسرائيلية كانت تشرف على تنظيم هجرة اليهود العرب إلى الدولة العبرية الناشئة. وهذا ما حصل أيضا في حقبة الاستقلال في دول المغرب.

فالدعاية اللاسامية الراهنة تمثل إذاً بالنسبة للعالم العربي تراجعا حقيقيا سيكون مضرا في العمق.













--------------------------------------------------------------------------------

[1] "الانديبندنت"، لندن، 8/11/2003

[2] Tunis hebdo ، تونس، 17/11/2003.

[3] الوطن، الرياض، 19/7/2003

[4] لوموند، باريس، 25/11/2003

[5] لوموند، 16/3/2001

[6] Edward Said, “ Israël-Palestine : pour une troisième voie ”, Le Monde diplomatique, août 1998.

[7] الاهرام، القاهرة، 23 و24 و25/11/2002


جميع الحقوق محفوظة 2003© , العالم الدبلوماسي و مفهوم



#دومينيك_فيدال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - دومينيك فيدال - العداء للسامية تراجع في العالم العربي