أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - عشاء في -السفارة في العمارة-!














المزيد.....

عشاء في -السفارة في العمارة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 09:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


من هم؟ ما هي أسماؤهم؟ لماذا لبُّوا الدعوة وذهبوا؟

لقد دعاهم السفير الإسرائيلي في عمَّان إلى أن يتعشُّوا معه، فلبُّوا الدعوة في العشاء، أي في أوَّل ظلام الليل، فإنَّ للنهار عيوناً..

أسماؤهم لم تُذْكَر، فحوائجهم خيرٌ لها، ولهم، ولصاحب الدعوة "الكريمة"، أن تُقْضى بالكتمان؛ أمَّا أصحابها، أي أصحاب الأسماء، فلا يملكون حتى جرأة المومس في ذِكْر اسمها، فـ "سيكولوجيا المُطبِّع" يشقُّ حتى على فرويد سبر غورها، والإحاطة بها عِلْماً.

صفتهم المهنية، هي التي ذُكِرَت فحسب، فذكَّرنا ذِكْرها بضرورة وأهمية سن قانون لمكافحة ومحاربة ممتهني "مهنة التعليم بالقلم".

إنَّهم، على ما زُعِم في وصفهم المهني، صحافيون وإعلاميون وباحثون وأكاديميون، وكأنَّ "دولة الأوهام التلمودية" في مقدورها أن تَسْتَنْبِت أجنحة للحمير حتى تطير!

في العشاء، وعلى ما أظنُّ وأتوقَّع وأتخيَّل، خطب فيهم سفير "دولة الاتِّجار بالأعضاء البشرية (الفلسطينية)"، قائلاً: إننا نعيش سجناء محاصَرين في سفارتنا، يحدُّنا العداء الشعبي، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، لا نجرؤ على الخروج منها، والمشي في شوارع عاصمتكم الجميلة، أو النزول في فنادقها، أو زيارة مطاعمها؛ وإنَّ أحداً من أصحاب المطاعم العمَّانية لا يقبل أن أدعوكم إلى العشاء أو الغداء في مطعمه، وكأننا لم نُقِمْ "السلام" معكم إلاَّ لِنَقِف على عُمْق وصلابة وتأصُّل العداء الشعبي لنا؛ ومع ذلك، دعونا نسعى من خلالكم إلى شرح قلوب مواطنيكم للسلام والتطبيع، وإلى تجميل صورة إسرائيل في مجتمعكم.

أحد الزملاء الصحافيين ممَّن شغلوا أذهانهم بـ "الأسماء"، ارتاب وشكَّ في صحافي وكاتب شُغِف حُبَّاً بالتطبيع، وقام بزيارات "سياحية سياسية" عدة لإسرائيل، فسأله "هل كنتَ منهم؟"، فأجابه إذ اسْتُفِزَّت مشاعره "إنني لستُ جباناً، فإنَّ لديَّ من الشجاعة والجرأة ما يَحملني على النطق بالحقيقة؛ فلو ذهبت إلى عشاء السفير لقُلْتُ على الملأ إنني ذهبت"!

أمَّا ذاك الذي افْتُضِح أمره، والذي أمعن في التطبيع على مرأى ومسمع من الناس جميعاً، فقد تضاءل فيه حتى انعدم الشعور بالذنب، فهو الفاحِش المُتفحِّش، الذي علَّمته تجربته أن تكرار الفاحشة هو خير علاج لشعوره بالذنب.

لقد لبس اللبوس الليبرالي الديمقراطي، وقال مُسْتَذْرِعاً بالحاجة إلى محاورة "الآخر"، والاستماع إلى رأيه، إنَّه لم يتعشَ مع السفير الإسرائيلي إلاَّ ليشرح له أهمية وضرورة السلام العادل الدائم الشامل، وَلْيُحذِّر حكومة نتانياهو، من خلاله، من مغبَّة استمرارها في الاستيطان، ورفض "حل الدولتين"؛ ثمَّ تقمَّص كلاوزفيتس و"أميره"، ليتساءل بسذاجة قائلاً: "وهل يُصْنَع السلام مع غير الأعداء؟!"!

كلاَّ، وألف كلاَّ، فالسلام لا يُصْنَع إلاَّ مع الأعداء؛ ولكن هل "الأُمِّية" في "السلام" تَصْنَع سلاماً؟!

إنَّه، وأمثاله، من إعلاميين، وساسة، لم يعادوا إسرائيل إلاَّ بما أظهرهم على أنَّهم طُلاَّب هزيمة؛ ولم يجنحوا للسلم معها إلاَّ بما أظهرهم على أنَّهم "كهنة" في حُبِّ السلام، والسعي إليه، لا يميِّزون في سعيهم إليه "العطاء" من "الاستعطاء"، فطلَّقهم السلام ثلاثاً قبل أن تطلِّقه إسرائيل ثلاثاً!

هُمْ، والحق يقال، استوفوا شروط التطبيع مع إسرائيل، فضعاف النفوس يطبِّعون طمعاً في أشياء تشبه، وتَعْدِل، "الثلاثين من الفضة"؛ ولكن، هل استوفت إسرائيل ذاتها شروط التطبيع مع العرب، شعوباُ ومجتمعات؟!

إنَّها لم تُطبِّع هي علاقتها بـ "السلام"، فكيف لها أن تحصل على تطبيع يختلف شكلاً ومضموناً عن هذا التطبيع الذي رأيناه، ورأينا "أبطاله"، على مائدة سفيرها في عمَّان؟!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقرحي أُفْرِج عنه.. و-الحقيقة- ظلَّت سجينة!
- -الأوتوقراطية التجارية-.. في رمضان!
- جمهوريات -العائلة المقدَّسة-!
- نساؤنا في عهدهن -السيداوي-!
- رمضان على الأبواب.. فَلْتُشْعِلوا نار الغلاء!
- فلسطين لن تكون -إمارة رفح- ولا -إمارة أندورا-!
- الأمير الشهيد الشيخ عبد اللطيف موسى!
- إنَّه قانون شهريار وسايكس وبيكو!
- نماذج نووية جديدة أربعة
- في -الأجندة الخاصة- وأصحابها!
- سنة على موت -هوميروس فلسطين-!
- العبوس.. عربياً!
- موت -الخبر-.. في الجريدة اليومية!
- هكذا يُحارَب -التوطين-!
- إذا لم يكن من -التطبيع- بُدٌّ..
- إذا سلَّمْنا ب -نظام القضاء والقدر-.. فهل إرادتنا جزء منه؟!
- أوَّل غيث -التطبيع الجديد-.. -مقالة-!
- ماركس إذ بُعِثَ حيَّاً!
- -الشيخ جرَّاح- هو -رودوس- التي تتحدَّى أوباما!
- لِيُعْقَد في -بيت لحم- ولكن ليس في -بيت العنكبوت-!


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - عشاء في -السفارة في العمارة-!