أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - أ - بمثابة موضوعات لحزب سياسي















المزيد.....

أ - بمثابة موضوعات لحزب سياسي


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 837 - 2004 / 5 / 17 - 05:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملاحظة هامه:هذه الموضوعات ليست للبيع، بل للحوار أو التبني أو الاستلهام أو الرفض، و يسرنا كثيراً التفاعل البناء معها، وسوف تحظى أية ملاحظة حولها كل احترام وتقدير من قبلنا. إنها في الوقت الراهن بمثابة نشاط ثقافي، لكنها قد تبحث في المستقبل، بعد شرعنة الحياة السياسية، إلى إطار سياسي مناسب.
1-مقدمة:الأوالية العامة للتقدم الاجتماعي.
سؤال التقدم التأخر، هو السؤال المركزي الذي يواجه بلدنا ومجتمعنا، في الوقت الراهن كما كان عليه الحال منذ أكثر من قرن من الزمن، أي منذ بداية ما اصطلح عليه بعصر النهضة الأولى. غير أن هذا السؤال الذي ظل يتردد من جيل إلى جيل، دون أن يجد جوابا صحيحا عنه، لم يعد له معنى في مواجهة الغرب. فالغرب لا يزال يتقدم، والعرب، والسوريون منهم لا يزالون يتخلفون.
ومع بداية محاولة نهوض جديدة، في مطلع الألفية الثالثة، لا بد من طرح سؤال مشابه وهو: لماذا تتقدم بعض الدول في أمريكا اللاتينية وفي جنوب شرق أسيا ومنها دول إسلامية ونستمر نحن في التخلف؟ وعسى أن لا تأخذ الإجابة عنه قرنا آخر من الزمن، بل عقدا من السنين، فعقد من السنين يعادل في عصر الثورة العلمية والتكنولوجية الجارية ألفاً من السنين، بل تاريخنا كله. وإذا لم نجب عنه بصورة صحيحة خلال زمن قصير نسبياً، فلن نجيب عنه أبداً.
والجواب ليس أحجية أو لغزاً، بل هو بسيط جداً، لطالما اقتربنا منه وحاولنا القبض عليه، لكن دون جدوى. يتلخص هذا الجواب بكلمتين: الحرية والديمقراطية.
بدون الحرية لا مسؤولية، وبدون المسؤولية لا محاسبة، وبدون الحرية والمسؤولية والمحاسبة، ينتشر الفساد وينمو التخلف.
وبدون الديمقراطية لا تستطيع الفئات الاجتماعية المختلفة التعبير عن مصالحها، والدفاع عنها، وبالتالي لا يمكن للتقدم الاجتماعي أن يحقق منطقه بصورة دينامية على شكل مساومات تاريخية.
سؤال التقدم- التأخر، هو السؤال الأساس لمجمل الحراك الاجتماعي، فهو يحدد غايته، ويشير إلى الأوالية العامة لاشتغاله. ففي سياق تفاعل الإنسان مع وسطه الطبيعي، يواجه الإنسان الطبيعة بكونه مركب حاجات تبحث عن الإشباع، في حين تواجه الطبيعة الإنسان بكونها مصدراً للخيرات، يسعى الإنسان إلى اكتشافه واستخدامه لاشباع حاجاته. وبنتيجة هذه العملية التفاعلية المتكررة والمستمرة يقوم الإنسان بخلق وسطه الاجتماعي (الاصطناعي) وتطويره باستمرار.
إن تفاعل الإنسان مع الطبيعة بغرض تحويلها إلى خيرات يشبع بها حاجاته، يتحقق على الشكل التالي: يحول الإنسان الإمكانية الكامنة في الوسط الطبيعي(المصدر) إلى إمكانية ذهنية(وعي المصدر)، ومن ثم في خطوة لاحقة يقوم بتجسيد هذه الإمكانية الذهنية في قوى إنتاج جديدة، تعود بدورها في خطوة راجعة إلى التأثير في الوسط الاصطناعي فتصوغه كيفيات جديدة(خيرات جديدة ) تلائم إشباع الحاجات. وما إن تنغلق هذه الدائرة حتى تقفز الحاجات إلى مستوى جديد تتطلب بدورها وضعية جديدة للوسط الاصطناعي، وهكذا تبدأ دورة جديدة في سلسلة لا نهاية لها. ومن الواضح أن الحاجات هنا تشمل الحاجات المادية والروحية المحددة بالمستوى الثقافي(الحضاري) الذي وصل إليه المجتمع.
من جهة أخرى فإن النشاط الإنساني( تفاعل الإنسان مع الطبيعة)، ليس متجانسا في تكوينه، بل هو بنية معقدة من الفعاليات ذات الميول والاتجاهات المختلفة، إنه نشاط قوى اجتماعية تاريخية تنتمي إلى مختلف أشكال الوجود الاجتماعي ولها مصالح مختلفة. تترابط هذه الفعاليات داخلياً بشبكة من العلاقات المعبرة عن مصالح الناس، أفرادا وجماعات، تحدد إلى درجة كبيرة الكيفية التي يحققون بها هذه المصالح. ومهما كانت وضعية هذه الكيفية، فإنها تبدأ دائما بلحظة فكرية(لحظة وعي)، ولذلك فبقدر ما يسمح التنظيم الاجتماعي، للحاجات بالتعبير عن ذاتها بحرية، والبحث عن إشباعها، تكون خصبة الأفكار التجاوزية لوضعيتها القائمة، وبالتالي يتسارع تطور المجتمع. وبالعكس عندما لا يسمح التنظيم الاجتماعي، للحاجات بالتعبير عن ذاتها بحرية، يضعف الإبداع الفكري التجاوزي، تضعف الفعالية الإنسانية، ويتباطأ الحراك الاجتماعي العام.
إن عملية تفاعل الإنسان مع وسطه الطبيعي، وتحويله إلى وسط اصطناعي(اجتماعي) هي عملية متكررة باستمرار، فالإنسان لا يستطيع التوقف عن التبادل العضوي مع وسطه الطبيعي، وإن حصيلة هذا التفاعل تتجسد دائما في خلق وتطوير قوى الإنتاج. لذلك فإن هذا التفاعل هو تفاعل تطوري تراكمي، ينقل المجتمع من وضعية إلى أخرى أرقى من سابقتها. في سياق هذا التفاعل يستند الإنسان إلى وسطه الاصطناعي، الذي أصبح يمتلكه معرفياً وتنظيمياً.
إن لحظة أي تفاعل يقوم به الإنسان مع وسطه الطبيعي أو الاصطناعي، تبدأ بفكرة، إي بإنتاج موضوع التفاعل في الذهن(وعي الموضوع)، لأن ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى هو قابليته على إنتاجه موضوعات عمله في ذهنه أولاً، ومن ثم العمل على خلق مطابق لها في الوجود الاجتماعي. غير أن حراك الأفكار يختلف حسب المجال الذي تفعل فيه. فالأفكار الفاعلة في مجال تطوير قوى الإنتاج هي الأكثر حراكاً، وقابلية للتغيير بالمقارنة مع الأفكار الأخرى الفاعلة في مختلف ميادين النشاط الاجتماعي، وينطبق ذلك أيضاً على العلاقات المكافئة لها في الوجود الاجتماعي. ففي دائرة العلاقات الإنتاجية تبدأ موجة التغيرات في بنية العلاقات الاجتماعية (الوجود الاجتماعي) ككل. هنا بالضبط يكمن محرك التغيرات في كامل البناء الاجتماعي، وفي هذه الدائرة تتحدد أيضاً الكيفية التي يعاد بها إنتاج الكائن البشري، وإنتاج وسائل عيشه، ويتقرر مصير البناء الاجتماعي ككل في نهاية المطاف.
غير أن الإنسان لا ينتج ذاته ككائن حي أولا، وككائن اجتماعي ثانياً، بصورة منعزلة، بل في أطر من العلاقات والميول والاستعدادات والمفاهيم الاجتماعية التي تكونت وتراكمت تاريخياً. لذلك من الخطأ عزل الدائرة التي يتم فيها إنتاج وسائل عيش الإنسان عن الدوائر الأخرى التي تتكونن فيها إنسانيته. فالإنسان لا ينتج ويستهلك إلا بصفته كائنا اجتماعياً ثقافياً.
إن البحث عن الوضعية المثلى للعلاقات بين دائرة العلاقات الإنتاجية والدوائر الأخرى للعلاقات الاجتماعية يسمح بتحقيق أفضل الظروف للتقدم الاجتماعي. غير أن ذلك لا يتحقق في الواقع إلا من خلال مساومات وتسويات مختلفة، تقترب أو تبتعد إلى هذه الدرجة أو تلك عن وضعية التناسب الأمثل الممكن تاريخياً بين مختلف دوائر العلاقات الاجتماعية.
من الناحية التاريخية تم حل هذه المسألة في الرأسمالية، من خلال السير في اتجاهين متكاملين:
في الاتجاه الأول سعت البرجوازية إلى زيادة إنتاجية العمل، وذلك عن طريق تطوير قوى الإنتاج ووسائل الإنتاج والعلوم والفنون الإنتاجية وتطبيقاتها المباشرة في مجال الإنتاج. فالثورة العلمية والتكنولوجية المعاصرة تغير العلاقات الإنتاجية والعلاقات الاجتماعية ككل بوتائر سريعة جداً.
وفي الاتجاه الثاني خلقت نظام اجتماعي وسياسي مرن، تدار فيه العلاقات بين مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية على أساس من سيادة القانون في مناخ من الحرية والديمقراطية.
إذا تفحصنا عن قرب مسعى البرجوازية لحل المسألة المشار إليها أعلاه، في ظروف الرأسمالية التقليدية، من المنظار الاستراتيجي سوف نجد أنها تعبر في ذلك عن مصالح جميع الفئات الاجتماعية الأخرى، لأن البرجوازية وهي تستقصي مصالحها تقود عملا تغييريا كبيرا على مستوى البناء الاجتماعي.
بدوره يلعب نضال العمال والفئات الاجتماعية الأخرى في سبيل تحقيق مصالحهم، موضوعياً، دوراً متكاملا وظيفياً مع دور البرجوازية، ازدادت بنتيجته إنتاجية العمل، وتطورت العلوم والتكنولوجيا، وارتقى وعي الناس، وتحسن البناء الاجتماعي، وفي المحصلة كان المجتمع يرتقي باستمرار إلى وضعية حضارية أرقى فأرقى.
في ضوء ما سبق ذكره يمكن الاستنتاج بأن محرك التغيرات في كامل البناء الاجتماعي يكمن في الدائرة الإنتاجية، وخصوصا في دائرة العلاقات الفنية والتوازنية، " لا تستطيع البرجوازية التوقف عن تطوير قوى الإنتاج"، حسب ماركس، ولا تستطيع بالتالي التوقف عن "تغيير العلاقات الفنية والتوازنية"، التي سرعان ما تزيح من طريقها أي عائق على شكل علاقات إنتاج أو علاقات اجتماعية أو سياسية، وبذلك تكمن قابلية الرأسمالية التقليدية على التطور والتكيف والتجديد الذاتي.
في ظروف البلدان المتخلفة يأخذ الحراك الاجتماعي(التقدم الاجتماعي) منحى مختلفاً بعض الشيء، لأن احتياجات التطور الداخلي في هذه البلدان واتجاهاته لا تعكس في الغالب الأعم ضرورات تطورها الذاتي، بقدر ما تعكس احتياجات الرأسمال العالمي. مع ذلك لا يمكن تجاهل العوامل الداخلية في هذه البلدان عند دراسة حراكها الاجتماعي الخاص. فإلى جانب دورها الخاص الذي تلعبه، فهي حوامل الفعل والتأثير الخارجي. في هذا المجال يلاحظ الدور الكبير الذي يلعبه العامل السياسي قياسا للاقتصادي، البناء الفوقي قياسا إلى البناء التحتي، الذاتي قياساً إلى الموضوعي، السلطة قياساً إلى المجتمع..الخ.
في ختام هذا الاستعراض للأوالية العامة للتقدم الاجتماعي يمكن تكثيف ما جاء فيها، على شكل مهمة في الحقل السياسي، تأخذ الصيغة التقريبية التالية:
إن التنمية الاقتصادية الشاملة، وفي القلب منها تطوير الطاقات الإنتاجية للمجتمع في ضوء المزايا النسبية المتاحة، هي المهمة المركزية لأي عمل سياسي، يتوقف على مدى النجاح فيها، تطور البناء الاجتماعي ككل. هذا لا يعني أن العلاقة بين الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، والثقافي، هي علاقة خطية، بل علاقة دائرية، تؤثر كل حلقة فيها وتتأثر بالحلقات الأخرى.
ولكي يتم إنجاز هذه المهمة بصورة دينامية لا بد من إنشاء نظام في المصالح، تراعى فيه بصورة دقيقة العلاقات بين مختلف فئات المجتمع، وهي بطبيعتها علاقات متغيرة باستمرار. وبالتالي لا يمكن ضبط هذه العلاقات، وما ينجم عنها من تناقضات و صراعات، إلا إذا كانت بيئة النظام مشبعة بقيم الحرية والديمقراطية والقانون.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ينظر بعض السوريين لما حدث في مساء 27/4 في دمشق
- حول - الإرهاب يدخل إلى سورية -
- تنمية الموارد المائية ف سورية وترشيد استعمالاتها
- الدولة والسلطة في سورية
- منظمة التجارة العالمية-الفلسفة والأهداف
- منظمة التجارة العالمية -المخاض الصعب
- بمثابة بيان من أجل الديمقراطية
- الديمقراطية في ميزان القوى الاجتماعية
- الاوالية العامة للحراك الاجتماعي
- التغيرات العالمية والديمقراطية
- إشكالية الديمقراطية في سورية
- دكتاتورية البروليتاريا أم الديمقراطية الشاملة
- هل تعود سورية إلى النظام الديمقراطي
- سيادة الرئيس....
- الحزب السياسي ودوره في الصراع الاجتماعي
- الإسلام والديمقراطية
- الصراع الطبقي في الظروف الراهنة
- الديمقراطية بالمعنى الإسلامي
- قراءة في الحدث- الزلزال العراقي
- الديمقراطية التي نريد


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - أ - بمثابة موضوعات لحزب سياسي