أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد منصور - رسالة مباشرة إلى مسؤول أمني














المزيد.....

رسالة مباشرة إلى مسؤول أمني


محمد منصور

الحوار المتمدن-العدد: 837 - 2004 / 5 / 17 - 03:29
المحور: حقوق الانسان
    


سيدي المسؤول الأمني:
اسمح لي أن أخاطبك مباشرة وعلانية وبلا وسطاء.. أما لماذا علانية، فلسببين.. الأول: لأن مخاطبتك سراً تعني أنني أريد أن أتحول إلى واحد من كتاب التقارير الكثر الذين يعملون لديك، (والذين ما زالوا يمارسون نشاطهم حتى هذه اللحظة بحماس مخجل، وبعضهم يجلس على كراسي المديرين العامين وفي مؤسسات إعلامية) وهذا أمر لا أحب أن يسجل في تاريخي الشخصي حتى لو كان خدمة لوجه الله والوطن!!
والثاني: لأن ما أكتبه هو تفكير بصوت عال، وليس مؤامرة أو دسيسة ضد أحد.
أما لماذا اخترت أن أخاطبك بـ (سيدي) فلأنني لست من الذين يرفعون الكلفة مع غير الأصدقاء، وآمل إن لم تكن هناك صداقة بيننا.. ألا تكون هناك عداوة بعد نشر هذه الرسالة.
سيدي المسؤول الأمني في كل الفروع التي أحفظ اسمها أو لا أحفظه..
أنا لا أشعر تجاهك بثأر شخصي، ورغم أن سؤالكم عني في السنوات الأخيرة، جراء بعض المقالات التي كتبتها، أو بعض التقارير التي كتبت بحقي من مخبري الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تحديداً، كان يزعجني ويربكني أحياناً، إلا أنني لم أشعر يوما أنك العدو الذي ينغص عيشي ويستهدفني لذاتي، ربما لأنه لم تكن لي صلة مباشرة بالسياسة، ولم أشعر يوما - ولن أشعر بالتأكيد- بأنني على استعداد للقيام بأي عمل يمس أمن الوطن لا سمح الله.. لا من قريب ولا من بعيد.
لكن اسمح لي - رغم ذلك كله- أن أقول لك أن سمعتك لدى كثير من الناس، هي كسمعة الشيطان الرجيم.. فكل الرذائل تلصق بك، وكل التجاوزات ضد القانون أنت المسؤول عنها، وكل القهر المهني والإنساني الذي مارسه أو يمارسه أي مسؤول في الإعلام الرسمي الذي عملت به طيلة عشر سنوات، كان يوّقع باسمك، ويختم بختمك، ويسوق ويُـقر بوحي من صورتك الشيطانية!
لقد صرت سيدي المسؤول الأمني... عنواناً للهدم والتخريب، ورمزاً لنصرة الظالم على المظلوم، وصار الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب تقليداً أمنياً بامتياز.. فكلما أتى مدير وخرّب في أي مؤسسة قيل لنا أنه مدعوم أمنياً، وكلما ارتقى شخص لا يتمتع بأي كفاءة من منصب إلى منصب، قيل لنا أنه مرضي عنه أمنياً.. وكلما أفلت شخص من المحاسبة رغم كل الفضائح المهنية المثبتة التي أثيرت حوله، قيل إن دعمه الأمني يحميه، وكلما سولت لنا أنفسنا في لحظة قهر ويأس وإحساس بانعدام العدالة أن نرفع صوتنا بالشكوى طالبين النجدة من قرار تعسفي مورس بحقنا، قيل لنا: (انطحوا رؤوسكم بالحائط.. فنحن موجودون فوق رؤوسكم بقرار أمني..) بل وحتى بعض الوزراء يشتكون أحيانا في مجالسهم الخاصة، من أنكم تفرضون أناسا عليهم في مواقع ليسوا أهلاً لها، وتخرّبون لهم أي خطة للتطوير والإصلاح ينوون القيام بها!
سيدي المسؤول الأمني...
لقد صرت القاضي والجلاد.. صرت المسؤول والمؤسسة، صرت الواجهة والقناع.. وصارت سمعتك سوداء إلى الحد الذي لم يعد بإمكان أي إنسان شريف أن يلجأ إليك، مادام كل الفاسدين والمرتشين والدخلاء على كل المهن والاختصاصات، وفي كل مؤسسات الوطن، يتحدثون باسمك، ويهددون بسوطك، ويضربون بسيفك، ويشربون نخب قهرنا من كأسك!
إنني لا أشك - مثلا- أن بعض هؤلاء سيحملون هذه الرسالة إليك مطالبين بتجريمي، ومؤكدين لك أنني أهل للإقصاء والاضطهاد.. وأنني شخص مشكوك بولائه، وأنه ينبغي أن تتخذ بحقي أقسى العقوبات التي تخرسني، وتجعل أندم على الساعة التي تعلمت فيها الكتابة، وهم بين أنفسهم سيفرحون ويبتهجون، وستتحول صفرة وجوهم الدائمة إلى حمرة وردية لأنني (خربت بيتي بيدي).. وهم محقون في ذلك، لأنهم لا يستطيعون إلا أن يكونوا منسجمين مع حاجتهم الدائمة لاتخاذك قناعا يخيفوننا به، وواجهة يمارسون من خلفها الفساد والتخريب، وهم يعتقدون جازمين بأنهم في مأمن من أي محاسبة أو عقاب!
سيدي المسؤول الأمني..
إننا نعيش في زمن المتناقضات.. فأنت موجود لحماية أمننا.. لكنهم يخيفوننا بك ويحاولون أن يجعلوا منك باستمرار رمزاً للإحساس بانعدام أي أمن وطمأنينة وأمان.
إننا نعيش في زمن بات بعض البشر فيه أكثر شيطانية من الشيطان نفسه.. ومع ذلك فهم لا يتورعون أن يلصقوا كل آثامهم وذنوبهم بالشيطان، مستغلين صورته القاتمة في الأذهان.. والمعتقدات!
ولأنني أدرك أخيرا أنك لست ملاكاً ولا شيطاناً.. بل إنسان مثلنا، أحب أن أسأل، وقد بلغتُ حافة اليأس المطلق من العيش بكرامة في هذا الوطن:
هل أنت حقا المسؤول المباشر عن كل خراب حياتنا، وهل أنت السند القوي لكل الفاسدين في هذا الوطن؟
وإن لم تكن كذلك.. فهل تحب هذه السمعة؟! أم أنت مضطر لقبولها على مضض لدواعي أمنية؟!!
 دمشق

إعلامي سوري



#محمد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يشعر المواطن السوري بالقرف من الحياة؟!


المزيد.....




- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد منصور - رسالة مباشرة إلى مسؤول أمني