|
إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي .... مع التحية
صباح الازرق
الحوار المتمدن-العدد: 2748 - 2009 / 8 / 24 - 07:04
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي .... مع التحية أمر إداري م/ رسوب بالغش استنادا إلى المادة الثانية والعشرون للتعليمات الإمتحانية ذي العدد (934) لسنة 2000والتي نصت إذا ثبت غش الطالب في أي مادة من الامتحانات الأسبوعية أو النهائية يعتبر الطالب راسبا في جميع المواضيع لتلك السنة وإذا تكرر ذلك يفصل من الكلية ويرقن قيده في سجلاتها .وبالنظر لثبوت غش الطالب (.....) المرحلة (....) للدراسات (المسائية –الصباحية) قسم (....) في مادة (....)تقرر اعتباره راسبا للعام الدراسي ( 2008-2009). لم يكن هذا النص القانوني وصل إلى الأرض من الكواكب الأخرى المحيطة بنا أو من مجموعات شمسية ذات السنوات الضوئية في بعدها عنا ولا نعرف كيف انتقل من الزمن الغابر زمن الكوارث البيئية والطبيعية والإنسانية زمن الحروب والاعتداءات الغير مبررة ضد القاصي والداني . فتارة دخول الكويت لأنها عراقية وأخرى حرب مدمرة لثمان سنوات مع إيران وغيرها من الحروب التي أكلت الأخضر واليابس . لقد كان الرئيس العراقي السابق (صدام حسين ) يظهر لنا ظهر كل يوم في برنامج القوات المسلحة لينطق عبارته المشهورة ( إن الله والتاريخ والطبيعة معنا ) إنها هلوسة القرن العشرين هلوسة قرارات مجلس قيادة الثورة التي تصدر وفق المادة (4 أ ) حيث يحق لمجلس قيادة الثورة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب . نحن ألان في العام ( 2009) نسمع بين الحين والأخر صدور قرار أو تصريح ولا نعرف ما هي أسس إصداره بحق مسالة تتعلق بمستقبل التعليم أو إنشاء أو هدم مدرسة . ولا نعرف تلك الأسس التي تعتمد في ذلك و تظهر لنا بين ألفين والأخرى تصريحات غريبة مثل اقتراح إلغاء معهد الفنون الجميلة لأنه يخرج الراقصين والرسامين الفنون الجميلة المرتبطة بالتحرر التام في التعبير الإنساني حيث تتجمع مصطلحات مثل ( واقعية- رمزية- رومانسية – سريالية - دادائية - مستقبلية ) مصطلحات تصور نشوء العالم منذ الأزل إلى اليوم فما زالت صور رسومات الكهوف ماثلة أمامنا تنقل لنا حقيقة حياتهم والرسام (بول كوكان) كان احد المشاركين المهمين في تنفيذ قناة بنما والذي هو وصديقه ( فان كوخ ) كانوا قد قفزوا بتحول فن الرسم من المرحلة الكلاسيكية إلى المرحلة الانطباعية . لم يكن أصحاب هذه القرارات إلا أشخاصا يجلسون على كراسيهم مقابل الطاولة الجامدة حيث وصفهم الشاعر الاسباني ( لوركا ) بقصيدة رائعة . عندما نرى جموع النمل الزاحفة وهي تحمل نملة جريحة كانت تريد رؤية النجوم فتقابل الحلزون في طريقها وعند الحوار يرد الحلزون المتقوقع ( نضري لا يبلغ إلا العشب) . إن الذين يجلسون أمام طاولة الوطن العراقي نضرهم لا يبلغ إلا حافتها وإذا تجاوزوها سقطوا وانهاروا بالكامل أمام جموع العراقيين الزاحفة إلى الأمام دون توقف نتيجة التغيرات التي لا يقدر احد اللحاق إليها . إننا نرى الإحباط الذي يتعلق بمستوى الطلبة إلى درجة وصل فيها الأمر أن البعض يكاد يكون لا يعرف أصول القراءة أو الكتابة الصحيحة . تحت هذه التركة ظهرت بدائل كثيرة تراكمت خلال السنوات الست الأخيرة كان أخطرها تعرض الأساتذة إلى التهديد المباشر من قبل بعض الطلبة إلى ظواهر عديدة من أبرزها في الوقت الحالي هو الغش الذي ورثناه في الحقيقة من حقبة النظام السابق الذي كانت قراراته تصدر مستوحاة من نهاية حل العقدة في الأفلام المصرية فاعقد المشاكل كانت تحل ببساطة في نهاية الفلم بموت الشرير ولم نر نموذج للحل المنطقي إلا ما ندر . من خضم هذه الفوضى كان موت الطالب العراقي هو الحل الوحيد ردا على ممارسته الغش في الامتحان لكنه في الحقيقة لم يكن حلا لمشكلة وإنما كان تبريرا لفشل مؤسسة تعليمية كاملة . والغش ليس ظاهرة تمثل خلل بالآداب العامة أو تجاوزا على قانون وزارة التعليم العالي كما يعتقد بعض المسؤلون وإنما هو حالة مرضية اجتماعية بالدرجة الأولى وسلوكية بالدرجة الثانية والتعامل مع الحالات المرضية يستوجب العلاج . أي التعامل مع الأسباب التي أدت إلى حدوث الظاهرة وليس التعامل مع النتائج فقط. ولكي تتضح الصورة نذكر بعض الحالات العامة للظاهرة من خلال اطلاعنا عليها عن طريق الانترنيت ففي اليمن2829 حالة غش واعتداء على المراقبين وفى سوريا بلغت حالات الغش 1325 المغرب 500 حالة غش أثناء أداء امتحان الثانوية أما في الدول المتقدمة فقد أفادت جريدة التلغراف اللندنية الصادرة في 17 فبراير الماضي أن أكثر من 4 آلاف طالب ضبطوا متلبسين بالغش في امتحانات الثانوية الانجليزية ولا نفاجأ عندما ندخل شبكة الانترنيت حين نرى أن الرقم المتعلق بالموضوع هو (245000) صفحة حيث يختلط الحابل بالنابل من الغش في الصين وهولندا إلى الطريف منها كإقامة معرض لأفضل وسائل الغش في روسيا ولا يقل عنها أميركا والتي وكان من نتائج مجموعة من الدراسات الحديثة التي أشارت إلى ارتفاع نسبة الغش في مجتمعات الطلاب الجامعيين، على الأقل تلك الصادرة عن الباحثين في الولايات المتحدة، والتي قال بعضها أن ما بين 60 إلى 80% من الطلاب الجامعيين أقروا في الاستفتاءات الخاصة بأنهم فعلوا ذلك وفي الكويت أجاب مئة طالب على سؤال هل تغش(66%نعم -19 % إلى حد ما ) . . إذا فلكل بلد أسبابه ومسبباته إلى درجة أن البعض يعتبر الغش إحدى وسائل الحفظ . وقد عالج وزير التربية والتعليم المصري يسرى الجمل هذه الظاهرة بإصدار توجيهاته بضرورة الالتزام بالقرار الوزاري رقم 117 لعام 2007، ، مع عدم العمل بالقانون السابق 41 لسنة 2001 أي أنه في حال حرمان أي طالب من إكمال الامتحان لقيامه بالغش أو لإثارة الشغب داخل اللجان، فإنه يسمح له بأداء باقي الامتحانات، وتحسب له المادة التي قام بالغش فيها مادة رسوب يقوم بأداء امتحانها في العام التالي . أمام هذا الكم الهائل والمتشعب نرى العراق يقضي على مستقبل طلبته من خلال تبرير بعض الأساتذة وتغطيتهم لتلك الحالة من خلال التضحية ببعض منهم . حتى يتراءى إلينا ونحن في قاعة الامتحان عندما يذيع علينا رئيس القسم متفاخرا عن نبا فصل احد الطلبة بسبب الغش بان الحالة قد شفيت لكن سرعان ما ننتبه ونقوم بنقل محتوى الورقة الصغيرة التي نخبئها ونسارع في نقلها إلى دفتر الامتحان ولا احد يفعل تجاهنا شيئا . لقد اتخذ وزير التربية العراقي السيد الخزاعي قرارا صائبا عندما أعاد امتحانات محافظة الأنبار بسبب الغش الجماعي وحولها إلى محافظة بغداد لكي تتم في وقت لاحق وقال في التلفاز أن الطالب الذي ليس له أقارب سيعمل على توفير السكن له وأيضا يجب أن يشمل هذا القرار الحالات الفردية الذي حدثت في باقي المحافظات المتعلقة بالطلبة الذين غشوا في مادة واحدة وفصلوا بسببها حتى لا يظلموا وحتى تكون القرارات منطقية إننا نرى أيضا في وزير التعليم العالي كما عودنا في العام الماضي باتخاذه قرار إعادة امتحان الطلبة الراسبين والذي كان من نتيجته نجاح اغلبهم بل أن البعض كان مستواه جيدا خلال هذا العام والفضل يعود لذلك القرار الشجاع . إننا نرى أن دراسة موضوع إلغاء وزير ألتربيه والتعليم المصري للقرار41 لسنة 2001 مهم جدا ولا ضير من الفائدة من تجارب الآخرين الناجحة . العراق ألان دولة مؤسسات الأساس في وجودها هو التعاون ما بينها ولم تعد قرارات السلطة المركزية إلا وهما من الماضي . لقد ولت الصبغة السوداء التي كنا نراها عند النضر إلى مدرجات ملعب الشعب الدولي حين ننضر اللون الرمادي يغطيه في كل مباريات وحل محلها الفصل بين السلطات . انه تعدد الألوان الذي نراه مكتسحا الشوارع من الأخضر إلى الأصفر لقد ظهر هذا التمازج اللوني واضحا من خلال التعاون بين عمل وزارتي الداخلية والدفاع ووزارة التعليم العالي عندما اختفت ظاهرة تهديد الأساتذة نهائيا خلال هذا العام . لم يعد القرار البالي يجدي نفعا أمام هذا التنوع اللوني إن القرار الآن هو قرار وزير التعلم العالي الذي سيؤدي إلى إثارة المشكلة و يشكل وقعا على المسؤلين ولكي تطرح تساؤلات كثيرة وهامة جدا على كل الاتجاهات ويتسبب هذا بدوره إلى السؤال عن سبب إعادة امتحان حالات الغش ويؤدي إلى عقد اجتماعات طارئة من اجل مناقشة المشكلة من خلال استدعاء رؤساء الجامعات على مدار العطلة الصيفية الحالية . والمشكلة ليست تعليمية بحتة وان الذي يشخصها ليس فقط الكادر التعليمي وإنما علماء الاجتماع وكذلك علماء النفس السلوكي ويفضل أن يكونوا من أساتذة الجامعات . إننا نرى أن إثارة المسالة بهذا الشكل عن طريق وزير التعليم العالي سيكون له وقعا كبيرا ويساهم في تخفيفها مستقبلا كذلك فان اعتبار الطالب راسبا في المادة التي يغش فيها فقط سوف يعطي دافعا لكثير من الأساتذة الذين يتجنبون محاسبة الطالب خوفا عليه من الفصل مما يزيل عن كاهلهم الضغط الهائل المتولد من عقدة الشعور بالذنب . أن خصوصية الشخصية العراقية التي تتصف بصفات حميدة كثيرة من ضمنها صفة النخوة والشهامة والكرم وجدت لتكون عامل عون لنا ومن الممكن أن تكون أداة سلبية أيضا إذا استخدمت في غير مكانها. علينا التقدم ولو خطوة واحدة في العام القادم وأننا لن نتقدم تلك الخطوة إذا قطعنا العضو الذي يؤلمنا دون علاجه عند ذاك سننضر ذات يوم ونرى أن جميع أوصال المجتمع قد قطعت ولم يبق إلا الرأس الذي يفكر لكنه عندها لن يجد الأداة التي يستخدمها من اجل نقل فكره إلى الواقع
#صباح_الازرق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|