حسام محمود أحمد فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 2748 - 2009 / 8 / 24 - 07:08
المحور:
المجتمع المدني
شاعَت في المجتمع مظاهرٌ دينيةٌ دخيلةٌ، أزياءٌٍ قاتمةٌٍ وجلاليبٌٍ بيضاءٌ قصيرةٌ ولحي شعثاءٌ متلازمةٌ مع سلوكيات فيها الغلظةُ ورفضٌ بلا مواربةٍ للأخرين، المختلفين في الفكرِ والعقيدةِ. اتسعت المظاهرُ التي تبدو تدينآ إلي المعاملات اليومية، شُحٌ في التحية والسلام، مضايقاتٌ للإناث اللائي نُعتن بالسافرات، تعمدُ استخدامِ ألفاظٍ ومصطلحاتٍ تبدو دينية ولو في غير مكانِها وسياقِها، احتكارًٌ للصواب.
المجتمعُ المصري المعروفُ بتعدديته ظهرت عليه صبغةٌ دخيلةٌ شديدةُ الحرارةِ، تحاولُ أن تفرض نفسها علي كل نواحي الحياة اليومية، في الشارع والمدرسة والجامعة، في كل ما يمكن أن تطوله. حتي في مجلس الشعب، التهافتُ وراء الشكلياتِ غَلَبَ معاناةَ الوطنِ، غابت مآسي التعليم العالي وما دونه أمام رغبةٍ في تحريم المسلسلات والرقص الشرقي؛ لم يتشاجرْ الأعضاءُ علي المحن بقدر ما تقاتلوا وتشاتموا علي منع كتابٍ أو فيلم!!
المحالُ التجاريةُ تعلوها مسمياتٌ دينيةٌ وآياتٌ وأحاديثٌ ، بينما الواقعُ غشٌ وتضليلٌ وتدليسٌ، آداءُ الصلاة في ميعادها يتناقض مع سوء العمل والتعامل، الكلامًُ عن قربِ ميعاد الصلاةِ ووجوبِها لا يتفقُ مع الغلظةِِ في القولِ والفعلِ والملبسِ، مع استبدال اللبانِ بعملةِ الدولةِ. قُسِمَ المجتمعُ المصري إلي حزبِ اللحية ِوالجلباب والنقاب وحزب البدون، لم يتعظوا ممن حولهم، لم يهتموا، لا يريدون.
الدينُ وسيلةُ ربحٍ ومغانمٍ وظهورٍ، أنا أركب ذقن، لم يعدْ المعاملةَ، نقرتان متنافرتان، ليست مصر، إنها بلد آخر، غابَ عنه الحلمُ والتسامحُ وطولُ البالِ، صحراوي، حارٌ، قائظٌ، ساخنٌ، مُحارَبٌ في فكرِه وفنِه وحضارتِه، الأسبابُ كثيرةٌ،،
مدونتي: ع البحري
http://www.albahary.blogspot.com/
#حسام_محمود_أحمد_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟