|
قادة فلسطينيون يعملون من أجل بناء الدولة الفلسطينية..؟
محمد داود
الحوار المتمدن-العدد: 2748 - 2009 / 8 / 24 - 07:09
المحور:
القضية الفلسطينية
قرأنا وسمعنا عن رجالاً وزعماءً صنعوا التاريخ، وسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء، فغرسوا حب الشهادة والنضال في قلوب شعوبهم من أجل الوطن والتحرير، والعيش بكرامة وعزة أسوة بشعوب العالم الحر.
هؤلاء الرجال الذين حقاً يجب أن نفتخر ونتشرف نحن أحفادهم بالانتساب إليهم لأنهم كتبوا بدمائهم الطاهرة النقية مجد وطننا فلسطين وأضاءوا شعلة أمل في قضيتنا وحقنا الوطني المشروع، فكانوا شعلة أمل بأننا يوماً سنحظى بالاستقلال الوطني، ولن تستطيع الأيام ولا سياسة الطمس الثقافي محوا أثارهم وخطى أقدامهم النضالية.
فمنذ أن أخذ الأستاذ أحمد الشقيري على عاتقه رحلة التحرير، وحمل هموم الدولة الفلسطينية ومؤسساتها، أندفع المشروع التحريري إلى الأمام، حتى سرعان ما تولى الرئيس الشهيد ياسر عرفات زمام الثورة، ليصنع العهد الفلسطيني وبات حلم الدولة الفلسطينية أقرب من ذي قبل، وذلك منذ أن أعلن مشروع الثورة والكفاح المسلح، التي أنطلقت رحاه مع فجر عيلبون عام 1965، ليجعل من القضية الإنسانية الفلسطينية، قضية وطن ومشروع ودولة مستقلة، حتى أستعاد الشعب الفلسطيني جزءً من حقوقه الوطنية وأخذ الرئيس الراحل يؤسس أركان الدولة الفلسطينية ومؤسساتها وقواتها المختلفة وتشكيل جيش فلسطيني على غرار جيش "م.ت.ف". محققاً في ذلك أمنيته؛ أن تكون الثورة والمقاومة من أرض فلسطين بعد أن فقد الأمل بالأنظمة العربية، فأعلن أن الأرض الفلسطينية لا يمكن أن تتحرر إلى بنضال وثورة شعبها. الرئيس عرفات ومن خلفه القادة والثوار تمكنوا من أن ينقلوا مشروع الثورة إلى أرض فلسطين، وكانت نموذج انتفاضة عام 1987 والعمليات الفدائية النوعية وصمود الشعب الفلسطيني، دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الرحيل والبحث عن الحلول السياسية والتفاوض، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالكيانية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني، بعد أن أعترف العالم بها، وبهذه النقلة التاريخية بدأ الرئيس عرفات يؤسس الدولة الفلسطينية عبر مشروع السلطة، وفق إستراتيجيته ترتكز على الوحدة الوطنية "يد تقاوم ويد تبني وأخرى تفاوض".
الرئيس عرفات لن يتنازل يوماً عن حقوق الشعب الفلسطيني ولا عن الثوابت الوطنية، بل إنه أستشهد دفاعاً عنها وعن كرامة شعبنا في الحياة، وبذلك يكون قد طوي قصة زعيم ورمز أرتبط أسمه بفلسطين والقضية التي كرس حياته من أجلها.
وكما يقال خير خلف لخير سلف، فكان الرجل الثاني في "م.ت.ف" وفي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" على أهبة الاستعداد ليكمل المشوار وعلى طريق ودرب الرئيس كما عاهد واقسم "على القدس رايحين شهداء بالملايين" فانتخبه الشعب الفلسطيني وفق برنامج سياسي إستراتيجي محنك "سياسة ومقاومة وبناء وطن متين".
أراد الرئيس "عباس" أيضاً أن يختار الزعماء والقادة الوطنيين والمهنيين، وهي سياسة أكتسبها من رفيق دربه المعلم الشهيد "أبو عمار"، فكان حسن اختياره بأن يختار "د.سلام فياض" رجل العلاقات الدولية، الذي ربط الرقي والتقدم والتحرر بدفع عجلة الاقتصاد والتنمية الاجتماعية ورقيها وتعزيز القانون والقضاء "فلا دولة بدون اقتصاد وقضاء قوي ومجتمع مستقل".
دكتور "سلام فياض" رجل وطني واقتصادي وسياسي محنك من الطراز الأول، يحترم الكفاءة ويقدس العمل وهو صاحب النظرية التطلعية، يعمل بشكل مهني وعلمي، وهذا ما تطالعنا به وسائل الإعلام كل يوم عن تحركاته، التي تحمل إنجازاً وطنياً يضاف إلى حلم الدولة ومقوماتها المستقبلية.
وما يثير الإعجاب أنه يعمل صمتاً ويسحب البساط من تحت أقدام الاحتلال الإسرائيلي الذي توغل في أراضي الضفة الغربية، وأحتلها وأقام الجدار العنصري، وقسم مدنها وقراها إلى كنتونات والتهمها بالاستيطان وأقام المئات من الحواجز والنقاط، كدولة للمستوطنين، استكمالاً لمشروعه الاستيطاني الكولنيالي.
المخطط الإسرائيلي كان بحاجة إلى معالجة دقيقة بعد سنوات من الضياع منذ عملية "السور الواقي" واحتلال الضفة الغربية، وتراجع العمل الفدائي والمقاومة لاسيما داخل العمق الإسرائيلي، مما يدعم الحجج الإسرائيلية في أن دوافع الجدار هي أمنية بحتة، وبات هدفه تدمير مشروع أركان السلطة الفلسطينية "الدولة الفلسطينية".
الرئيس عباس ومن خلفه رئيس الحكومة د.سلام فياض يدركون حجم المخطط الاستيطاني الصهيوني ومخاطره، لأن عيونهم ترنو أبعد منذ ذلك نحو القدس، تحقيقاً لأمنية معلمهم الأول الذي أوصاهم بها وبترابها ومقدساتها؛ الذي وضعهم على أعتابها. ولا يكاد يمضي تصريح إلا وسمعنا التأكيد على الثوابت الوطني بعودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم، وإطلاق سراح كافة الأسرى، ووقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
نعم يحق لنا أن نرفع هامتنا إلى الأعلى افتخاراً بهؤلاء المناضلين ولا يسعنا إلا توجيه التحية إلى أرواح الشهداء وأسود المقاومة للشهداء "خليل الوزير وعبد العزيز الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين ودكتور فتحي الشقاقي والشهيد أبو علي مصطفى وكل الشهداء الأبرار" الذين رسموا خريطة الوطن بدمائهم الزكية.
وأخيراً تبقى أمانينا حاضرة وهي أمنية الأجداد والآباء والأجيال الحاضرة والقادمة، التي تتطلب الوحدة والمصالحة، "وحدة الكفاءات والسياسيين وبذخر الوطنين والثوار والمناضلين" حتى نحيا بفلسطين حرة قوية. وكل عام وأنتم بخير كاتب وباحث
#محمد_داود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قوة فتح الفتية برزت في المركزية
-
أمريكا تتحدى إسرائيل وتعلن انقلاباً عليها..!
-
المؤامرة على حركة فتح تشتد
-
وهل ستضرب إسرائيل إيران ؟
-
كفاكم استنزافاً لقطاع غزة وأهله.!
-
لا نريد أن نخسر مصر ولا نصر الله !
-
عواصم عربية انتهكتها طائرات عسكرية إسرائيلية .!
-
ما السر وراء رفض الرئيس عباس القبول ب 93% من أراضي الضفة..؟
-
المصالحة الفلسطينية واجب وطني ديني مقدس
-
الكابونة هاجس المواطن الغزي ..!
-
لماذا فشل الانقلاب في انتخابات الكنيست الإسرائيلي ..؟
-
أختطاف القرار الفلسطيني والعربي والدولي
-
صرخة مواطن -أتركوني أعيش-
-
الشرق الأوسط أمام اختبار حقيقي ...
-
أطفال غزة قصف وحرق وشهداء نهشت ..!؟
-
حتى الكلمة والكاميرا تقصف بالصواريخ الإسرائيلية ..!
-
أنقذوا أهل غزة من المجزرة والدمار البشع..!!!
-
مؤمن قريقع وخنساء فلسطين .؟
-
إرهاب المستوطنين -الخليل نموذجاً-
-
غزة الشهداء بالجملة ولا محروقات ولا كهرباء ولا ماء ولا خبز
المزيد.....
-
توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين مصر والكويت
-
مشاهد من تحرير الجيش الروسي نوفوفاسيليفكا في جمهورية دونيتسك
...
-
حريق مفاجئ في مطار رفيق الحريري من دون تسجيل إصابات
-
الشرع يناقش مع ولي العهد السعودي تعزيز العلاقات ومستقبل سوري
...
-
بوندسليغا.. ليفركوزن يفوز بعشرة لاعبين ويواصل مطاردة بايرن ا
...
-
روبوت سداسي الأرجل صيني يؤدي مهمات في القطب الجنوبي
-
بوتين: نخب أوروبا ستخضع لأوامر ترمب
-
إيران تزيح الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو
...
-
-تلفزيون سوريا-: ظهور شقيق للرئيس أحمد الشرع علنا في السعودي
...
-
الرئيس البنمي يعلن إنهاء مشاركة بلاده في مبادرة الحزام والطر
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|