أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - يحيا العدل.. الأمريكي !















المزيد.....

يحيا العدل.. الأمريكي !


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 836 - 2004 / 5 / 16 - 14:40
المحور: حقوق الانسان
    


لأن الجريمة الكاملة مستحيلة .. فقد كان حتميا أن تنكشف جريمة تعذيب المعتقلين العراقيين وامتهان كرامتهم بأكثر الصور وحشية وهمجية وسادية على أيدى قوات الاحتلال الأمريكية (والبريطانية) التى غزت بلاد الرافدين بحجة "تحريره" والتمكين للديموقراطية وحقوق الإنسان.
وبعد أن كشف النقاب عن النذر اليسير من هذه الجريمة المروعة التى هزت ضمير العالم ثأثأ الرئيس الأمريكي جورج بوش فى بداية الأمر، ثم أعرب عن "امتعاضه" من هذه الممارسات الشاذة مدعيا أنها صدرت عن "قلة" لا تمثل "قيم الجيش الأمريكي"، بينما شاء الزعيم الكردى جلال الطالبانى عضو مجلس الحكم العراقى ان يكون أمريكيا أكثر من بوش فظهر على شاشات التليفزيون وقد علت وجهه ابتسامة استفزازية بلهاء وقال بكل استهتار أن ما حدث لا يمثل "أهمية" تذكر!!
وبعد أن أظهرت ردود الفعل المتلاحقة اتساع سخط الرأي العام العربى والعالمى، ليس فقط على جرائم سجن أبو غريب وإنما أيضا على بلادة رد فعل الجانب الأمريكى وزعانفه البريطانية والعراقية، اضطرت الإدارة الأمريكية الى الاعتراف بالفضيحة، بوطأتها، وقدم الرئيس جورج بوش اعتذارا علنيا، ثم خاطب الرأى العام العربى عبر صحيفة " الأهرام " وقناة تليفزيون " العربية الفضائية" وتليفزيون " الحرة " الامريكى الناطق بالعربية لمحاولة امتصاص موجة الغضب العارمة التى فجرها كشف النقاب عن هذه المأساة.
ولا شك ان هذا الاعتذار أمر طيب .. ويمثل تطورا الى الأحسن فى رد الفعل الأمريكى الرسمى.
لكنه لا يجب ان يكون نهاية المطاف، خاصة واننا نتوقع ان بعض "العرب" لن يرحبوا فقط باعتذار بوش بل إنهم سيشكرونه عليه.. وهو ما يذكرنا بقصة قاطع الطريق الذى تربص بأحد الأبرياء وطلب منه حافظته فسلمها له، ثم طلب ساعته فأعطاه إياها، ثم طلب البدلة التى يرتديها فخلعها متبرما، لكن قاطع الطريق لم يقنع بذلك فطالبه بخلع ملابسه الداخلية.
أمام هذا المطلب الأخير فقط .. تململ الرجل الضحية وتوسل لقاطع الطريق أن يأخذ كل شئ وأن يتركه يمضى لحل سبيله بملابسه الداخلية. وعندما وافق قاطع الطريق على هذه الصفقة مضى الرجل وهو يهتف بكل فرح "يحيا العدل".
فهل المطلوب منا أن نشكر الرئيس بوش لمجرد اعتذار شفوى ونهتف بدورنا "يحيا العدل الأمريكى"؟!
الاعتذار مقبول ومطلوب بطبيعة الحال.. لكنه يتطلب أمورا كثيرة حتى لا يكون ضحكا على ذقون العرب.
أول هذه المطالب أن تتم محاكمة الجنود والضباط الذين اقترفوا هذه الجرائم محاكمة علنية.وبما ان المصداقية غائبة تماماً عن المؤسسة العسكرية التى سمحت أنظمتها بحدوث هذه الجريمة ، فان العدالة تقتضى ان يتم التحقيق من جانب لجنة تحقيق دولية .
ثانيا: ألا تستثنى هذه المحاكمات القادة الكبار الذين أصدروا الأوامر لهؤلاء الضباط والجنود، أو الذين تركوهم يعيثون فى السجون فسادا وغضوا الطرق عن هذه الممارسات البربرية رغم توافر أدلة على شيوعها منذ شهور.
ثالثا: أن تتم محاسبة وزير الدفاع الامريكى دونالد رامسفيلد ومطالبته بالاستقالة باعتباره المسئول سياسيا عن سلوك القوات التابعة له. ومن لا تعجبه مطالبتنا بإقالة رامسفيلد ويعتبرها من قبيل " المزايدة العربية " ، لعله يرضى بحكم الكاتب الأمريكي توماس فريدمان الذى كتب فى نيويورك تايمز انه يجب على الرئيس بوش ان " يبادر بطرد وزير دفاعه دونالدرامسفيلد ، وان يفعل ذلك اليوم وليس غداً أو بعد غد . فما حدث فى سجن ابو غريب هو على احسن الافتراضات انهيار فى التسلسل القيادى بفعل نفوذ رامسفيلد . وهو على أسوأ الافتراضات ، يمثل سياسة متعمدة من قبل القيادات العسكرية الاستخباراتية لكسر شوكة السجناء العراقيين ولتهيئتهم للتحقيقات ، وهى سياسة خرجت عن السيطرة ، وهى سحر انقلب على الساحر . ومهما كانت حقيقة الامر فان وزير الدفاع هو المسئول .
واذا كنا نرغب فعلاً فى استعادة مصداقيتنا باعتبارنا رسلا للقيم الإنسانية وحكم القانون ونشر الديمقراطية ، فان على بوش ان يحمل وزير دفاعه المسئولية كاملة عما حدث . واذا كانت الأقوال مؤثرة فإن الأفعال أكثر تأثيراً " . هذا ما يقوله كاتب أمريكي وثيق الصلة بالإدارة الأمريكية .. فهل نكون نحن العرب اكثر تساهلاً منه ؟!
رابعا: فتح السجون والمعتقلات الخاضعة لقوات الاحتلال الامريكية فى العراق وأفغانستان وجواتيمالا أمام منظمات حقوق الانسان والصليب الأحمر للتفتيش.
خامسا: حق جامعة الدول العربية فى مراجعة ملف المعتقلين فى السجون التى أنشأتها قوات الاحتلال الأمريكية، والتفتيش على أوضاع المعتقلين والتحقيق فى شكاواهم وشكاوى ذويهم، وضمان تمتعهم بمعاملة آدمية وكافة الحقوق المنصوص عليها فى المعاهدات والمواثيق الدولية.
سادسا: إلغاء الأمر رقم 17 الذى أصدرته سلطات الاحتلال العراقية المسماة بالسلطة المؤقتة للتحالف، وهو القرار الذى يعطى "الحصانة" لقوات الاحتلال الأمريكية. فهذا القرار يحول دون الملاحقة القانونية (غير الأمريكية) لأى مجرم حرب أمريكى وهذا وضع بالغ الشذوذ. كما أن الولايات المتحدة رفضت الانضمام الى محكمة جرائم الحرب الدولية وليس لهذا الرفض معنى سوى إعطاء جنودها ضوءا اخضر لكى يعيثوا فى الأرض فسادا دون أن يخافوا من أى محاسبة، فى حين أن هذا النوع من الجرائم التى شهدها سجن أبو غريب ليس له اسم سوى انه جريمة ضد الإنسانية.
سابعا: مطلب توفير معاملة آدمية للمعتقلين على أهميته ليس هو غاية المراد من رب العباد، لأن القضية الأساسية هى حق هؤلاء المعتقلين فى الحرية أصلا، وان يتمتعوا بهذه الحرية اليوم قبل الغد، خاصة وأنهم ليسوا معتقلين جنائيين، وإنما هم معتقلون بسبب دفاعهم عن حرية وطنهم واستقلاله.
ولذلك فان المطالبة بتحسين معاملة المعتقلين لا يجب ان تحرف أنظار كل منظمات حقوق الإنسان وجماعات الدفاع عن الحرية فى العالم بأسره عن القضية الأساسية، ألا وهى الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين وإنهاء الاحتلال الأنجلو أمريكى للعراق واستعادة العراق لسيادته، واعطاء الشعب العراقى حقه فى تقرير مصيره.
فهل نفعل.. أم نكتفى بأن نفعل مثل أخينا الذى فرح بالسماح له بالاحتفاظ بملابسه الداخلية ونهتف "يحيا العدل"؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكبــر ديمقـراطيـة .. فى بـــلاد تركب الأفيــال
- الغضب .. أفيون العرب!
- جــريمـــــة الـقــــرن الحــــادي والعشـــــــرين
- الــــــورطــــــــــة !
- - وعد بوش - .. لاقامة إسرائيل الكبرى
- حكاية سيدة محترمة اسمها - ميريام - اطلبوا الإصلاح .. ولو من ...
- بعد أن تحول العراق من »وطن« إلي »كعكة« سباق دولي وعربي محموم ...
- رسالة مفتوحة الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموالبقية فى حيات ...
- بين -الدير- و-الشيخ- .. -ياسين- يدفع فاتورة الاستشهاد جرائم ...
- رئيس الحكومة صاحب المزاج العكر .. أول ضحايا لعنة العراق
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- العربى مريض .. فمن يكون - بوش - : الطبيب أم الحانوتى ؟
- صاحبـــة الجــلالة تنهـض من تحـت الأنقــاض
- بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الرابع للصحفيين مـصــــر تستـحـ ...
- حــرب - الكــاتشــب - و - النفــط - للفــوز بالبيت الأبيــض
- انتبهوا أيها السادة : تهويد التاريخ بالاحتيال بعد تهويد الجغ ...
- أمريكا فى مواجهة العالم
- صـحفـــى مصــــرى .. بــدرجــة شيـــخ قبيــلة فى العــــراق!
- ســـــنـة ســــوداء للصـحـــافـــة


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - يحيا العدل.. الأمريكي !