أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر فريد حسن - في ذهنية التكفير والتحريم واغتيال العقل..!!














المزيد.....

في ذهنية التكفير والتحريم واغتيال العقل..!!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تواصل القوى والجماعات الدينية الظلامية والتكفيرية المتطرفة اعتداءاتها وجهادها ضد العقل والمدافعين عنه ، وضد الفكر النقدي العلماني والمادي الجدلي والثقافة الدمقراطية والعلمانية والقيم الفكرية والقمم الابداعية في الوطن العربي ، التي تنتمي الى معسكر ومبادئ الحرية والعدل والكرامة الانسانية ، والقادرة على الخلق والابداع والتفكير .فتشهر اسلحتها وتصوبها في وجه ثقافة الالتزام والوعي الموضوعي بحقائق الأشياء وواقع المجتمع والعصر الذي نعيش فيه، وذلك انطلاقاً من تفكيرها السلفي المنغلق ، وذهنية التكفير والتحريم وعقلية التجريم وشريعة القمع والاغتيال والارهاب التي تؤمن بها وتحكمها. فهي تحرق الكتب وتطالب بمصادرتها وتحظر تداولها في الاسواق، كما تحرق المسارح وتبيح دم كل مثقف علماني ومتنور يحمل لواء المعرفة وراية العقلانية والأستنارة ضد الشعوذة والخرافة والاستخدام التجاري للدين وتوظيفه سياسياً وأيديولوجياً لارهاب العقل واغتيال ابداعه في مجال البحث والنقد ، وكل من ينادي بالتعددية الفكرية وفصل الدين عن السياسة والدولة واستخدام العقل في التحليل والاجتهاد ، وكل من يقف ضد السياسة التي تتخذ من الدين ستاراً، ويساهم في نهوض الانسان العربي المقهور واذكاء ضرورة التشبث بالحياة الحرة، في قلوب المسحوقين والمقهورين الذين ينسجون بعرق سواعدهم ملاحم البطولة الأثيرة.
وقد مرّت أظافر وسكاكين هذه القوى الأصولية المتطرفة على " ألف ليلة وليلة" ومؤلفي طه حسين " في الشعر الجاهلي" و" في الأدب الجاهلي" وحكمت عليهما بالاعدام ، واعتبرت رواية" أولاد حارتنا"للروائي نجيب محفوظ" زندقة"وزعمت أن رواية حيدر حيدر " وليمة لأعشاب البحر" تخدش الحياء العام . وحين أصدر شاعر المرأة والحب نزار قباني قصيدته" خبز وحشيش وقمر" اتهمته بـ "الكفر والألحاد" . وحركت الدعاوى في محاكم التفتيش ضد الطبيبة والروائية والكاتبة المعروفة نوال السعداوي ، والمغني الوطني والسياسي الملتزم مارسيل خليفة، والكاتبتين الكويتين ليلى العثمان وعالية شعيب، وضد المفكر والباحث والمثقف نصر حامد ابو زيد واعتبرته " مرتداً " عن ألاسلام بعد ان نشر مجموعة من الدراسات والأبحاث حول الفكر الديني وتأويل النص . كذلك اغتالت ودفنت في طريقها حسين مروة ومهدي عامل وسهيل طويلة وفرج فودة وجورج حاوي وغيرهم.
واليوم تشتد الهجمة الظلامية الضروس ضد الباحث والمثقف المصري والشخصية الخلافية المثيرة للجدل سيد القمني ، في أعقاب منحه جائزة الدولة التقديرية في مصر ، ما أثار حفيظة قوى التطرف الديني والتيار التكفيري ألأصولي المتعصب ، باعتبار أفكار وأراء القمني الحادية واضحة وصريحة !!
ولا ريب أن هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها القمني ، واستدعت حراسته من قبل الشرطة المصرية، ما هي الا جزء من منظومة عامة تسعى لتصفية وازاحة الهامش التنويري والعقلاني الابداعي في المجتمع المصري والعربي، في محاولة مستميتة لسيادة وفرض الفكر السلفي المتطرف والمتشدد.
أن القوى الظلامية المتطرفة تخلط بين العلم والايمان وترى في المجتمع المدني ألأهلي الحضاري عدوها ، لأن القبول بمبدأ وفكرة هذا المجتمع هو قبول بالعقل والحوار الفكري والسجال المعرفي والخيار الديمقراطي والتفكير الحر والأجتهاد العقلي. وعليه فأن هذه القوى تلجأ للارهاب والعنف الدموي والجسدي كدليل على افلاسها الأخلاقي والفكري وتستنفر موروثها الظلامي ضد القوى العقلانية المتنورة الطموحة المؤمنة بالتغيير في محاولة بائسة ويائسة للنيل منها، ناسية أو متناسية أن في تاريخنا العربي الاسلامي فلاسفة كبار ومفكرين عظماء كابي العلاء المعري وأبي بكر الرازي وابن رشد والنظام وأسماء اخرى، كتبوا وعبروا عن أفكارهم المغايرة ومعتقداتهم المختلفة بوضوح وجلاء دون أن يهدر دمهم.
الكارثة التي تهدد مجتمعاتنا العربية والخطر الداهم على شعوبنا العربية والاسلامية وعلى الفكر الديني الاصلاحي يأتي من قوى متخلفة جاهلة وغير مسؤولة تشوه حقيقة الدين، وتتحرك ،وتمارس اعتداءاتها بدعم ومؤازرة أعداء العقل والضوء و الانسان ، ضد أصحاب الفكر العلماني والمادي . هذه القوى التي تريد لهذه الشعوب وهذه الأمة أن تبقى غارقة حتى اذنيها في عتمة الجهل والتخلف ودياجير الظلام والقهر والتوتر والخرافة. وازاء ما يجري من اعتداءات واستفزازات وهجوم ظلامي منفلت العقال ضد المبدعين والمفكرين والمثقفين العرب الملحميين المعتصمين بالايمانية والمنادين بالفكر الديمقراطي البديل، فأن القوى والنخب الطليعية في مجتمعاتنا العربية مطالبة بكسر المحرمات وتحويل العقل الى فكر وممارسة ، وكشف كل من يعتدي على حرية الفكر والرأي وألابداع . زد على ذلك حماية الفكر العقلاني النقدي كأحد الأسلحة ألايديولوجية سعياً لتجاوز حالة القهر والتخلف والتهميش ، بشرط أن يغدوا هذا الفكر في أيدي الجماهير الشعبية وليس محصوراً في أيدي وعقول النخب الفكرية المثقفة فحسب، واستيعاب تراثنا العربي الاسلامي والتراث الغربي نقدياً، وكذلك تجديد حياتنا القومية والاجتماعية وتحديثها ودمقرطتها ، وتحرير الثقافة من الأورام والأوهام، وتدشين قواعد للحداثة العقلية في حياة المجتمع والدفاع عن حق الانسان، في الحياة والحرية والتفكير الحر الواعي والمستقل، والتفتح الانساني والمستقبل المشرق الذي تبنيه العقول النيّرة المضيئة والطليقة، لا الصرخات الجاهلية الجامدة ، التي تختزل الدين وتحوله الى مجردات ظلامية وتسعى الى ترويض السلطة ومطاردة الفكر العلمي الجدلي وترويع الفكر الحر . هذا بالاضافة الى فتح النوافذ على الحق والعدل والصدق والنزاهة وهموم الناس وحاجاتهم.





#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ثقافة العقل العربي
- الاسلام والديمقراطية
- نحو تأصيل العقلانية والتنوير في الخطاب العربي المعاصر
- أزمة الخطاب العلماني العربي
- نظرة في الواقع العربي الراهن
- في نقد الخطاب الديني السلفي
- من اجل فن يخدم التقدم والسلام والحضارة الانسانية
- في ظاهرة الاسلام السياسي
- النعيم النفطي وشراء الذمم الثقافية
- عن مكانة المرأة في مجتمعنا ومسألة تحررها
- الاقتصاد الاسرائيلي وانتفاظة الجياع القادمة
- محمود امين العالم، اشراقة الفكر العربي
- نظرة الى تاريخ وكفاح حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المصر ...
- بشير البرغوثي في الذكرى السابعة لرحيله
- من يوميات الفقر
- عن الهجمة الظلامية ضد الدكتورة نوال السعداوي
- الشاعر نمر سعدي بين التفرد والتواصل
- أفكار حول المجتمع المدني العربي
- محاولة للولوج الى عالم فاروق مواسي الشعري
- مع ابداع الروائي والمسرحي والشاعر الجزائري كاتب ياسين


المزيد.....




- أول خلاف لنائب ترامب؟ وصف بريطانيا بأنها دولة إسلامية نووية ...
- الشرطة العمانية تعلن مقتل 3 من منفذي الهجوم المسلح على المسج ...
- ثبتيها الآن وفرحي أولادك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 بإشارة ...
- كيف أحيا المسلمون الشيعة ذكرى عاشوراء؟
- مستوطنون محتلون يقتحمون المسجد الأقصى
- جيمس ديفد فانس.. نائب ترامب المؤيد لإسرائيل والمسيحية
- المقاومة الاسلامية تنفذ سلسلة عمليلات ضد مواقع وانتشار جيش ا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: تنفيذ عملية مشتركة مع الحوثي ...
- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...
- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر فريد حسن - في ذهنية التكفير والتحريم واغتيال العقل..!!