أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - السيقان الناعمة














المزيد.....

السيقان الناعمة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2748 - 2009 / 8 / 24 - 07:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السيقان الناعمة مثل رواية الأيدي الناعمة , فلكلاهما صفحات متعددة وأيام وسنين وإليهما أهربُ من أحزاني ومن أوجاعي وكأنهما مسرحية إغريقية أو مسرحية شكسبيرية في هذه المرة كانت القصيدة تتشابه جداً مع لون قميصك الأسود وتنورتك السوداء وعيونك السوداء وشعرُ رأسك الأسود مثل قلبك الأسود.

وكافة كلماتي كانت تتطابق مع الوانك التي تحبينها , كانت الأحرف مزركشة وكانت السماء صافية وكانت الأرض متعطشة للماء مثل كل مرة أراك بها تخلعين ثيابك على سجادة كلماتي السرية واللاسرية.

كانت الكلمات مثل ثيابك مبتلة بالماء وكانت الورقة التي أكتب عليها بيضاء مثل ابتسامتك التي تملأ المكان والزمان والأحلام السعيدة وما أجمل ْ اللحظات السعيدة التي قضيتها بمعيتك في الأول من رمضان حين شربنا وانتعشنا من ضوء الشمس الحارقة , كانت قصائدي إليك مثل شواطيء البحر على جدة والإسكندرية والعقبة وكان حرف الألف ينتصبُ مثل منارة الإسكندرية وكانت الأجواء هادئة إلا أن الثورة تشتعلُ بداخلي على أبواب مدينتنا المعتمة .

كلماتي النثرية انتشرت بين الناس كما ينتشر الزيتون الأردني ورائحة الحبر كانت تفوح من فساتينك وبناطيلك وتنانيرك الجميلة فكل شيء تلبسينه أجدُ به رائحة القهوة والشاي التي تسكبينها على ملابسك حين تسمعين بإسمي فترتعبين من (هولاكو) الحب و(تتار) العاطفة .
كانت قطعة الجبنة التي إشتهيتها تتدلى على طاولة إفطاري من خدودك ...وكانت طاولة السُفرة مثل شفاهك يسيلُ منهما المُربى(الدبس ) الأردني... كانت شفاهك دبساً أردنياً مصنوعا من التين وأحياناً دبساً عراقياً مصنوعا من التمر , كانت طاولة طعامي تتشابه مع أعضاءك وتفاصيل جسمك وغلياني كان الشاي أسوداً وكانت القهوة سوداء وكان اليوم أسوداً مثل أول يوم ٍ اعترفت لك فيه بحبي الكبير الذي أشعرُ أنك تستحقينه تماماً مثل حبي لبلادي وأوطاني .


كانت الخاطرة الصباحية جميلة وكلماتها معبرة عن كل شيء يخطر ببالي فحين ينتصف ُ الليل أفرح كثيرأ وأقول كل ما أريد أن أقوله لك ولا أستحي من أحد ولكن في الصباح أخجل وأشعر بأنني ما زلتُ طفلاً يخاف من ركوب الدراجة والقيطار والطائرة وكل وسائل النقل التي توصلني إلى يديك وأصابع كفيك الطوال , فاصابع كفك طويلة جدا وفي كل مشوار أليهما أتكلف ثمناً باهضا ً فروحي تختنق وأحس بأن لمسهما بحاجة إلى تضحية كبيرة .
فلنضحي بالكتابة وبالقصائد وبالمقالات ولنضحي جمعنا بالفرح وبالإبتسامة والشموع وبالكراسي والرجال , (خمسة عشر رجلاً ماتوا من أجل صندوق ) في رواية جزيرة الكنز كانت هذه العبارة على ألسنة البحارة يرددونها , فلنرددها معهم ولنبدأ من الآن:(خمسة عشر ألف كلمة احترقت على شفاهك الرقيقة) وخمسة عشر ألف ألفٍ ماتوا على الإشارة الضوئية وخمسة عشر ألف مركبة تصادمت مع بعضها البعض على طريقنا الصحراوي المتعطش للماء , للنهدين , للساقين , للكفين , لأصابعك الطويلة و:انهن كبسات بيانويطيب للعازف العزف عليهما .
ليكن اليوم بداية حلمنا الجميل ونهاية واقعنا وبداية مثاليتنا وفانتازيتنا , ليكن اليوم هو اليوم السعيد الذي قضيتُ به نحبي على قصيدتي النثرية الجديدة , ولتكن السماء كلها دخان في دخان , سأحرق الأرض حتى تسودَّ السماءْ.. وليكن البحر هائجاً ومائجا وشديد ارتفاع الموج... ولتكن هذا المساء رياحنا قوية رياحنا ريح التغيير والتطوير , وليكن صبحنا صبحاً عنيفاً ليكن موتنا اليوم وحياتنا اليوم ليكن اليوم موتنا وبعثنا من جديد , ليكن اليوم أول يوم نلتقطُ به الصور والذكريات مع أبياتي الشعرية وحروفي النرجسية وغروري وغبائي ليكن اليوم يوماً من أيام السنة الجديدة سنة النيروز , لكل الناس سنة جديدة وتاريخ جديد للرومان سنة ميلادية وللفرس يوم نيروزي جديد وللمسلمين سنة هجرية , ولتكن لي ككل الحضارات سنة رملية جديدة أبدأ منها تاريخي وأعيد فيها ذكرياتي وأحتفلُ بها في كل عام .

إربد ..عمان ..الزرقاء ..المفرق ..كل تلك المدن صغيرة جداً حتى القاهرة معها إذا ما قارناهن جميعاً بإتساع عيونك وصدرك ومخيلتك والأوهام التي تسكنني هي أجمل شيء تبعثها بي عيونك والصحيان من تلك السكرة والأوهام مصيبة قد تؤدي بي إلى رفض الواقع المؤلم فدعيني هذه اللحظة أكتبُ قصيدتي وأبكي وأتألم جداً أنا أتلذذ بالألم معك فهو أجمل من السعادة مع غيرك من البشر , الآن نزلت القهوة عن النار وأنا النار كنت أضع الفنجان على الورقة فوصل لدرجة الغليان حاولتُ أن أمنع كل شيء من الغليان غير أن الحرارة كانت أقوى مما توقعت .

اصبحت كل العواصم العربية تكشف لي عن زينها ومحبتها وأصبحت كل المدن الساحلية تكشف ُ لي عن ساقيها تقليداُ لك حتى أعشقها رأيتُ كل سيقان المدن الرفيعة َ والغليظة والسمراء والبيضاء وصدقيني لم أجد مدينة واحدة أو ساقاً واحدة تتشابه مع ساقك في كتابة الشعر والقصائد والخواطر الأدبية .

السيقان الناعمة والهادئة مثل الأقلام تكتبُ وتشتم وتسب وتمدح , وتحاول الزحف لمواقع النجوم وللكلمات سيقان سمراء أنظري إلى حرف الفاء أو القاف ألا يتشابهان مع الركبتين وكأن الرُكبةُ الشمال حرف القاف واليمين حرف الفاء ويقولان لي (قف) قف مكانك يا ولد اً يعبث بالألعاب وبالسيقان وبالقصائد التي تبعثُ الحظ وتثرثر وتنمنمُ وتهدرُ في آخر الليل طنينها في الآذان.







#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الآخر لحياة الفنان والمُبدع
- الاسلام والحرية1
- الحياة العامة في الأردن 3
- الحياة العامة في الأردن2
- هل العائلة ضورورية ؟الأب الاجتماعي والأم الدادا
- هل العائلة ضرورية في المجتمع؟1
- الحياة العامة في الأردن 1
- تحرير المرأة
- مؤسسة الحب والزواج
- التقليد من أجل السعادة
- ولدي علي
- تحرير النساء1
- لحم الخنزير وحرية المرأة
- ولد خرباني
- -حب أحلى من حب-
- المساواة بين الجنسين
- غرائب الحب1
- امرأة في البرلمان
- شيوعية النساء؟ أم شيوعية الرجال؟
- حب للأبد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - السيقان الناعمة