أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور الدّين محمود إبراهيم - الإنسان أقدس وأفضل من القرآن















المزيد.....



الإنسان أقدس وأفضل من القرآن


نور الدّين محمود إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 01:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المستوى المتدني و الحضيض الذي وصل اليه قيمة الإنسان، هو نتيجة عن ممارسات سلبية تعود للإنسان وليس خارجاً عن إطار إرادته، ولم يأت من فراغ أو من أيّ مكان أخر. على سبيل المثال، إذلال الإنسان بإسم الدين، و التمييز العنصري، و السلطة، أوبإ لمال بحيث يهين الغني الفقير، كل هذه الممارسات تشيرعدم فهم الحياة الكريمة والتي لابد أن يسعى الإنسان بتحقيق جزء منها في حياته، وكذلك استغناء تحقيق المثل عند الإنسان أدّى إلى أن تبنى الحياة الإجتماعية في العالم على الطبقية في كل جوانب الحياة اليومية، ومن هنا لا بدّ أن نتساءل ونقف بشكل خاص عند ظاهرة توظيف القرآن لإذلال الإنسان واستباحة دم الشخص الصّومالي خاصةً والمسلم بصفة عامة، ونحلل منطلقات هذه العقليّة المتعطشة لإرهاق الدم ؟
و في هذا المقال الموجز سأُناقش قدسيّة الإنسان وأفضليّته من القرآن، لكي نضع الإنسان المنزلة الطبيعيّة التي وضعه الله عزّ وجلّ. وهنا أعتقد بأن هناك منزلتين حصل الخلط بينهما حتّى شوهت صورة الإنسان و حياته على حدّ سواء وهما، المنزلة الطبيعية الّتي وضع اللّه الإنسان كأفضل مخلوق عن من سواه، و المنزلة التّاريخية الّتي نجمت عن تجارب البشرية الخاطئة والتي هي منافية لمكانة الإنسان الطبيعية.
الشخص الصومالي المسلم في داخل الوطن يمربمرحلة حرجة وبالغة الصعوبة واصبحت الحياة عنده جحيم لا يطاق، ووجوده مهدد للزوال، بكثرة خلق مبررات واهية لقتله وإذلاله المستمر. ومن أبشع وأقبح هذه الوسائل والمبررات المستخدمة هو توظيف القرآن الكريم لإستباحة الدّم المسلم وغيرالمسلم البريئْ. ليس هناك أدني شكّ بأن الشخص الذي يفعل هذه الأعمال لايعرف أيّ شيءٍ عن كلام الله سبحانه وتعالى، وأن هذه الجماعات جاهلة كلّ الجهل عن المكانة التي وضعها الله الإنسان والقرآن، والترتيب الحاصل بينهما من حيث أنّ الإنسان أقدس وأفضل من القرآن، لذا من المحال أن يُذل أويقتل الإنسان بإسمه.
الإنسان روح الله، والقرءان كلام الله. وروح الله (أي الإنسان) أفضل وأقدس من كلام الله (أي القرآن). والدليل علئ هذا القول مبنيٌّ علي فصة خلق ءادم عليه السلام الذي ورد في القرآن خمس مراتً تقريباً، ويحكي الخالق عزّ وجلّ كيفية بدء خلق آدم وطريقة طرح الرأي علي الملائكة وأمرهم بالسّجود تكريماً واجلالأً له. ومن السُور التي تحدثت عن هذه القصة هي: سورة البقرة الأية ٣٤ وسورة الأعراف الأية ١١ وسورة الحجر الأية ٢٩ وسورة الإسراء الأية ٦١ وأخيراُ سورة ص الأية ٧٢. ولكن ارجو من القارئ بأن يركز هاتين الأيتين الآتيتن لكي تتّضح له لُب السؤال المطروح في هذا النقاش. و الأيتا ن هما: قال تعالى، "فإذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيْهِ مِنْ رُوْحِى فَقَعُواْ لَهُ سَا جِدِين" سورة الحجر الأية ٢٩، و قال تعالى أيضاً، "فإذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيْهِ مِنْ رُوْحِى فَقَعُواْ لَهُ سَا جِدِين" سورة ص الأية ٧٢.١
يتبين في هاتين الأيتين بشكل صريح أن الإنسان روح الله سبحانه وتعالى وسجود الملائكه للإنسان كانت سجوداً حقيقيةً وشهادة من الله بأن الأنسان أفضل من القرءان. وكذلك روح الله أي الإنسان كانت أقدم من الكتب السماوية كلها التي أوحى الله إلى رسله، سواءً كانت صحف إبراهيم أوتوراة موسي أوزبور داوود أوإنجيل عيسى وأخيراً فرقان محمد عليهم أفضل الصلوة والسلام. وعلى هذا الأساس فإن روح الله تأتي أولاً ثم كلام الله ثانيةً. تصوّر إذا قلت لك بإمكاني أن أتكلم بدون روح! من المنطقي بأن تردّ علىّ بسؤال المستغرب، كيف يمكن لك بأن تتكلم بدون روح؟ ولذلك بدون حياة لا كلام ولا تكليف ولاوحي.
وإذا كان الأمر كذلك فإن الإنسان خليقة الله سبحانه وتعالى بدون إخضاعه لمسميّات توحي بمكانته الطبقيّة المصنوعة أو إلصاقه بألقاب ما أنزل الله بها من سلطان للنيل منه أو حطّ قدره، لأنه روح الله التي هي أفضل وأقدس من كلامه أي القرآن، و بدون فهم مكانة الإنسان الطبيعية لا يمكن أن نفهم معني الحياة الكريمة الصحيحة مادام الإنسان هبط وسقط من مكانته الرفيعة واقتنع في الحضيض، وحتي يعود الى مكانته الطبيعية ستكون الحياة قاسية عليه ومحبطة.
إن نظريتي هذه بتفضيل الإنسان من القرآن، لها جذور في الفكر المعتزلي ورأيهم في مسألة خلق القرآن، حيث دحضوا الرأي القائل بأن القرآن ليس بمخلوق وبأنه جزء من صفات الذّات الإلهيّة. ٢ سأخوض هذا النّقاش بالتّفصيل لاحقاً ولكن من الأهمية بمكان أن قرآءتي هذه تأتي بقناعتي التامة بأن الفكر الإعتزالي كان صائباً في تعاطي هذه المسألة، مسألة خلق القرآن وأنه ليس جزءً من صفات الذّات الإلهية – كما قال الأشاعرة - بل جزء من صفات الفعل، وهذا ما دفعني بمقارنتي هذه أعني مقارنة شيئين مخلوقين آلا وهما:
1- الإنسان (أي روح اللّه)
2 – القرآن (أي كلام اللّه)
لولا تناول علماء المعتزلة في مسألة خلق القرآن لما تمكنت بطرح ما يشغل على بالى ولم تتوفر لي فرصة بقيام مقارنة هذين المخلوقين.
روح الله (أى الإنسان) و كلام الله (أى القرآن) كلاهما مخلوقان
"إن مثل من منع النظر في كتب الحكمة من هو أهل لها- من أجل أن قوماً من أراذل الناس قد يظن بهم أنهم ضلّوا من قبل نظرهم فيها- مثل من منع العطشان شرب الماء البارد العذب حتي مات لأن قوماً شرقو به فماتو، فإن الموت عن الماء بالشرق أمر عارض، وعن العطش ذاتي وضروري. وهذا الذي عرض لهذه الصناعة هو شيء عارض لسائر الصنائع، فكم كان فقيه كان الفقه سبباً لقلّة تورّعه وخوضه في الدنبا، بل أكثر الفقهاء هكذا نجدهم، وصناعتهم إنما تقتضي بالذات الفضيلة العملية، فإذاً لا يبعد أن يعرض في الصناعة التي تقتضي الفضيلة العملية ما عرض في الصناعة التي تقتضي الفضيلة العلمية".٣
ما يقوله إبن رشد هو حقاً ما تعانيه الأمة الإسلامية من إنحطاط حضاري وإنسانيً، وأخلاقي، وفكري. فإن منع الإنسان من إطلاع كتب القدماء سواء كان إدعاء حفظ الدين أو الإنحراف الناس عن الحق أو مرسوماً ملكياً يرسم الخط الأحمر للعقول، قد صدّ عن الناس الباب الّذي دعى الشرع إلي الناس الي طلب المعرفة وإستزادتها. كما أن اقواماً فعلو ذالك في تاريخنا الإسلامي القديم, فأحرقو الكتب العلمية وأقفلو باب الإجتهاد وتحول العقل الديني الي عقل جامد ينحسر دوره الي اجترار أقوال السلف، وأصبحت المؤلفات الفقهية حواشي وتعليقا ت وشروح علي كتب الفقهاء السابقين. ٤
ما نشاهده اليوم من تخلف الفكر الدين في مجتمعنا الصومالي ومجتمعات أخرى كثيرة في العالم الإسلامي كانت نتيجةً لمنع المسلمين من فهم دينهم وخاصةً فهم طبيعة الكلام الإلهي (القرءان) قبل ألف سنة تقريباً بقرار سياسي علي يد الخليقة القادر (٤٢٠هجريَ- ١٠٢٩ميلادي) بحيث أصدر مرسوماً بتحريم فكر المعتزلة "بخلق القرءان" بشهادة الفقهاء وأهل العدل والتجريح, و القضاة ووقّعواعليه. وفي مضمون هذا المرسوم يحمل في طياته إباحة دم كل من يؤمن أويتناول هذه الفكرة وإعتباره خارجاً عن القانون والدّين الإسلامى.٥
فمنذ ذلك الوقت الى يومنا هذا، ساد الفكر الديني مقولة الحنابلة "لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق" للرّد علي أهل الرأي الذين حاولو باستخدام العقل لفهم النصوص الدينية. و سيطر هذا المفهوم الذي هو "اللاعقلانية في فهم القرآن والسنة" وهو "النقل قبل العقل" بالحفظ وسرد النصوص في أوساط المجتمعات الإسلامية مماهدّد وجود كأمة واعية وحضارية بسبب إتنصارهذا الفكرالدين الأرثدكسي،٦ والذي حاول بتفسير القرآن بالسنة التي تمت تدوينها بعد القتنة. ليس هناك خلاف بين المسلمين في مسالة التفرقة فيما بين الدين و الفكرالدين، الدين هو من عند رب العالمين وهو نقيٌّ. أما الفكر الديني يحتمل الخطأ والصواب، ويخضع للتنوع الثقافي للفقهاء ومذاهبهم، وأطماعهم، و مواقفهم السياسية، والبيئة التي تحيط بهم و التي يبدون فيها الرأي. و من الصعب أن يكون هذا الفكر نقياً كمثل الدين.٧
لولا تحريم التفكير في طبيعة الكلام إلإلهي بين علماء المعتزلة، لكنا قد تجاوزنا مسافة بعيدة في فهم الوحي. ولكن بسبب هذه التحريم، نحن اليوم في بداية الطريق الشاق و الطويل لوضع أسس جديدة في بناء منظومة متكاملة لفهم لغة القرآن، وهذا يتم عبر فتح الباب مجدداً، هذا الباب الذي كان مقفولاً منذ ألف سنة تقريباً.
ربما نتساءل لماذا هذا التركيز في هذا الموضوع في هذا الوقت بالذّات ؟ الجواب الذي سارع في ذهني هو، لأن القرءان يشكل مصدر المعرفة عند المسلمين في جميع العصور، وعلى هذا الأساس اخترت أن يكون نقاش هذه المقالة حول محور واحد وهو، أن الإنسان روح اللّه التي هي أفضل وأقدس من كلامه.
يقول أبو الحسن الأشعري أن المعترلة ذهبو بفكرة خلق القرءان، وأنه حروف مفيدة مكتوبة ومقروءة، وإنه محدث لله، لم يكن ثم كان، لذا يقع في إطار صفات الله الفعلية،٨ كما يقول القاضي عبد الجبار "فلا يجب إذا قلنا أنه يستحيل كونه متكلماً فيما لم يزل أن يستحيل ذلك عليه أبداً, بل يصح ذلك عليه إذا صح أن يفعل الكلام, كما ذكرناه في صفات الأفعال. فصفة الكلام إذن صفة الفعل, وليست صفة الذات"٩. قال حامد أبو زيد معلقاً ومؤيداً هذا الكلام، "وصفة الفعل لايمكن أن يوصف بها الله فيما لم يزل، بل هي صفة حادثة مع وجود الحاجة للكلام. وإذا كان الأمر كذلك، فإن كلام الله ليس قديماً، بل هو محدث لإرتباطه بوجود من يخاطبه عزوجل من الملائكة أو البشر، ووجودهم محدث لامراء. و الكلام الإلهي- من ناحية أخري- لابدّ أن يكون مفيداً، لأنه يتوجه إلى مخاطب. فإن لم يكن مفيداً دخل في العبث الذي يتنزّه الله عنه، لوقوع أفعاله كلها في دائرة الحكمة والصواب. ووجوب الإفادة في كلام الله مع وجوب الحدوث يؤديان معاً ألى ضرورة أن يكون كلامه سبحانه مسبوقاً بالمواضعة"١٠
هذه الإشارة الواضحة من القاضي عبد الجبّار تشير الى أنّ وجود من يخاطب الله من البشر تقتضي عبارات الكلام الإلهي تفيد معاني مثل تصحيح المفاهيم, وإنكار الأخطاء، وإثبات الأفعال البشري الجميل. وإذا كان كلام الله مفيداً ومحدثاً- كما سبقت الإشارة في قول المعتزلة،١١ أليس هذا دليل مقنع بأن الإنسان هو روح الله ويأتي أوّلاً قبل كلام اللّه الموحى برسله؟
نظرية المعرفة عند المعتزلة
كانت المعتزلة من أهم الحركات الفكرية في تاريخ الفكر الديني في الإسلام، و التي نشأت في مجتمع إسلامي يسود فيها الظلم، والقهرن، ومحاولتهم لإعلاء مكانة العقل قبل النقل، وتحديد مسؤولية الإنسان بفعله، وقدرته على الإختيار، هي أسماء شروط التوحيد والعدل عندهم. وكانت نقطة بداية في نظرية المعرفة عند المعتزلة. ١٢ومن هذه الناحية، وردت أيات عديدة تحث وتمجد بإستخدام العقل في كل زمان ومكان، بحيث لا يوجد في حالة يكون الإنسان مستغنيا عن العقل. وقد إشتهر لدي المعتزلة حديثاً يرفع مكانة العقل ويجعله أول المخلوقات وأكرمها عند الله "أول ما خلق الله العقل. فقال له: أقبل، فأقبل. ثم قال له: أدبر، فأدبر. ثم قال الله عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أكرم عليّ منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أَثيب وبك أٌعاقب".١٣ ولذلك الفكر العقلاني للمعتزلة أُسّس علي مبدء قدم العقل قبل النقل، وأن دوره قيادياً وسابقاً علي الشرع، وجعلو الدليل العقلي أصلاً، و الدليل الشرعي فرعاً علي الدليل العقلي، إلى أن وصل القاضي بالإعتقاد إلى أن "كلام الله تعالى لايدلّ على العقليات من التوحيد والعدل، لأن العلم بصحة كونه دلالة مفتقر إلى ما تقدم بذلك، فلو دلّ عليه لوجب كونه دالاً علي أصله، ومن حق الفرع أن لايدلّ علي الأصل، لأن ذلك يتناقض". ١٤ هذا دليل واضح في مكانة العقل عند المعتزلة، وبأن الشريعة تابعة للعقل، وبأنه مصدر التمييز بين الحسن والقبح. ويعد كل من أبي علي الجبائي وأبي هاشم "على أن المعرفة وشكر المنعم ومعرفة الحسن والقبح واجبات عقلية، وأثبتا أن مقدارات الأحكام ومؤقتات الطاعات لايتطرق إليها عقل، ولا يهتدي إليها فكر.
العقل بإمكانه أن يعرف من مقاصد طبيعة الشريعة الإلهية وصفاته من التوحيد والعدل، وبطبيعة العقل أيضا يمكن أن يعرف الحسن والقبح ككل. ومن جانب الشريعة تفتح للأنسان أفاقاً بإمكانه أن يؤدي واجباته العقلية. وهكذا يصبح الشرع هو بمثابة التفاصيل وشكليات وتوقيت لا يستطيع العقل التحديد بها- كالصلاة والصوم والزكوة. وإن أدرك العقل طبيعة أدائها وقصدها عامةً. لانجد في هاتين الأمرين مايشير وجود تناقضات بين العقل الأصل والشرع الفرع حيث العقل هو الأصل والشرع تابع له، بل إنهما يكملان بعضهما البعض ومتطابقان. "ليس في القرءان إلّا ما يوافق طريقة العقل، ولوجعل ذلك دلالة على أنه من عند الله, من حيث لايوجد في أدلّته إلا ما يسلم على طريقة العقول ويوافقها، إمّا على جهة الحقيقة, أوعلى المجاز لكان أقرب".١٥
وهكذا العقل أصبح عند المعتزله الفيصل الوحيد ومنطلقهم الأساسي لفهم الشريعة. وعكس ذلك رفضو بأن الشريعة وحدها هوالدليل على وحدانية الله وعدله ومعاني الأحكام العقلية.
وإذا كان الأمر كذلك، فمن الضروري جمع العقل والنقل في وظيفة واحدة، وهي الحصول الى معرفة يقينيّة يُوجده العقل ويحدده النقل. وبهذا السبب، مكانة العقل عند المعتزلة واضحة ومحددة لطبيعته ووظيفته وحاجة الإنسان الضرورية له "فإذا كان الله فد خلق الإنسان لا لعلّة إلّا لنفعه، ثم جعل التكليف وسيلته إلى هذا النفع، فمن الطبيعي أن يزوده بكل الوسائل التي تعينه على أداء ما كلفه به. وكما زوّده بالقدرة التي يستطيع بها مزاولة الفعل أو الإمتناع عنه، فقد زوده أيضاً بالقدرة على المعرفة وكلّفه به، ولذا يتأتى منه الفعل على وجه الإختيار الناتج عن العلم بأحواله. وهذا الإختيار القائم على المعرفة والعلم هو مناط الثواب والعقاب والمسؤولية. وهكذا يصبح العقل ضرورة من ضرورات التكليف الإلهي للبشر".١٦
ولذلك أصبح العقل عند المعتزلة مصدرللمعرفة، والمعرفة هي ذاتها تصبح من فعل الإنسان والطريق المؤدي إلي كسب هذه المعرفة هي العقل. وعلى هذا الأساس يكون العقل ضرورىاً للمكلف لكي يصبح قادراً بقيام ما كلّفه الله به. و العلوم الضرورية عند القاضي عبد الجبار هي "معرفة الله – المكلًف – ومعرفة صفاته من التوحيد والعدل للتوصّل من وراء ذلك إلى معرفة التكليف وأدائه. وبناءً علي هذه الغاية تتحدد طبيعة العقل، أي العلوم الضرورية التي لابدّ للمكلّف من معرفتها. وأول هذه العلوم هو علم المدركات. و العلم بالمدركات لايصح أن يختلف عليه إثنان، بل لابدّ أن يتساوى فيها البشر إذا لم بكن هناك لَبْس. وهو من هذه الزاوية يُعدّ علماً ضرورياً لايحتاج لإثبات، فغاية المستدلّ على شيء ما أن يصل به إلى مرحلة أن يجعله كالمدرك بالحواس وبهذا يكون الإدراك أوضح طرق العلم ".١٧
فإن مقولة القاضي عبد الجبار بان "لاطريق للعلم عن الشيء أوضح من الإدراك", يمكن أن يفسر بأن لاشيء المدرك يثبت وجوده بإدراك الحس له بدون دليل، "لأن نهاية ما يبلغه المستدلّ على إثبات الشيء أن يردّه إلى المدرك. فإذا حصل الشيء مدركاً فالواجب في إثباته أن يكون أصلاً وإن يستغني عن دليل. ولهذه الجملة لم يحتج في إثبات السواد إلي دليل وإن احتجنا إلى ضرب من التامل في كونه غير محل".١٨
فإذا سلِمت الحواس من الخداع، فإن الإدراك إذا أدرك شيأً فقد إستغنى في إثباته عن دليل. لذلك هناك علاقة بين شيء المدرك و الإدراك بحد ذاته دون تغيير طبيعة كلّ منهما على الأخر. مثلاً العسل له طعم لذيذ، طبعاً عرفت ذلك بإدراك لساني عن طعم العسل به، فمن المستحيل أن أطلب الدليل لكي أثبت على ما أدرك لساني، مادام إدراكي يعبر حقيقة طعم العسل. ولذلك أستطيع عن خبرتي بإدراك طعم العسل بان أستنتج أخذ العسل بأنه عسل وبأنه لذيذ الطعم, لايمكن أن أكون مخطئً في هذا العلاقة بين المدرك و الإدراك. و على هذا الأساس و ضع القاضي عبد الجبار شروط إحتمال أن يكون الإنسان قادراً بمواجهه إدراك أيِّ شيء في الكون.
يعد الإدراك الحسي أول مصدر للمعرفة وللعلوم الضرورية التي هي من كمال العقل. يقول القاضي "ومن كمال العقل أن يعرف من حال المُدرَكات التي هي الأجسام ما تحصل عليه: من كونها مجتمعة أو متفرقة، ومن إستحالة كونها في مكانتين، لأن متى لم يعلم ذلك لم يسلم له من العلوم ما يجري مجراها، ولا يصحّ منه الإستدلال على إثبات الأعراض وحدوثها، وحدوث الأجسام, وتعلق الغعل بالفعل، لأن كل ذلك يستند إلى هذا العلم".١٩ هذا التجميع بين منهج المعرفة ونظرية المعرف يثبت حدوثها "ويؤدي إثبات حدوثها إلى إثبات صانع مخالف لها غير محدث، ومن ثم لابد أن يكون قديماً".٢٠ وهذا يؤكد إثبات صفات الله من الحيات والقدرة والعلم. ومن هنا يري القاضي بأن من كمال العقل أن يعرف الإنسان كثيراً مما كلِّف به، وبه (أي العقل) يعرف الإنسان بعض المقبحات وبعض المحسنات وبعض الواحبات. مثلاً يعرف الإنسان قبح الظلم وكفر النِّعم والكذب الذي لانفع فيه ولا دفع ضرر. "ويذهب القاضي إلى اعتبار كل هذه العلوم بديهية وفطرية ومن كمال العقل، بمعني أنها لاينفك عنها العاقل المُكلّف، ولاتؤثر فيها عوامل الزمان والمكان والبيئة".٢١ وعلى هذا الرأي العقل هو أساس التّكليف، ولذلك بمجرد العقل يعرف الإنسان ما يجب المدح من الأفعال وما يجب الذم سواء شاهد الأفعال شرها وخيرها بعينه أم لم يشاهدها أوعرف الأفعال ذاتها أم لم يعرفها.
ولذلك هناك معرفة العلوم الضرورية التي يتساوى فيها الإنسان و معرفة العلوم النظرية التي يتفاوت فيها الإنسان حسب قدرت الفرد تتحدد قدرته على النظر و الإستدلال. ومن معالم التكليف بإرتباط النظر العقلي للأنسان عن طريق باعث أورسول أو خاطر يشعر الله على وجدان البشر. "و تلك الإمارة هي تنبيه الداعي و الخاطر، لأنهما يفيدانه ما يخاف عنده من العقاب بترك النظر، ويدلانه على ما ترتب في عقله من الخوف الذي يجده فاعل القبيح و النقص به. فإنه لايأمن من مضرّة عظيمة تستحق به، فيخاف عند ذلك".٢٢ ونتيجة التخويف من الداعي أوالخاطر تثير في نفس الإنسان خوفاً في تقسير العقل عن النظر المؤدي إلى ضرورة حسن الذم على القبيح و يسببه ذلك الى الوقوع في القبيح إلى النظر ليصل بذلك إلى المعرفة.
ولذلك الفكر العتزلي كان دائماً بين الخوف والرجاء، وبين الشّك واليقين. "وكما اشترط القاضي لصحة الإدراك الحسي سلامة الحاسّة وارتفاع الموانع، فإنه يشترط وجود الشك، وكان الشك يعتبر بذلك مقدمة طبيعية وضرورية للفكر المؤدى إلى النظر".٢٣ وعن طريق الشك يستطيع الإنسان بأن يقترب إلى الحقيقة بدلاّ أن يطمئن قلبه بالوهم ويصبح بعيداً عن الحق بسبب استكانته إلى عدم النظر في المدلول واعتقاده بامتلاك الحق الذي لاشك فيه. الشك إساساً هو المحاول لمعرفة حقيقة الأشياء مرجحاً بين إحتمالات مختلقة أو وجوه متعددة. "ويؤكّد الجاحظ تلك العلاقة بين الشك والوصول إلي اليقين فيما يرويه عن أستاذه النظّام "نازعت من الملحدين الشاك والحاحد فوجدت الشاك أبصر بجواهر الكلام من أصحاب الجحود..... الشاك أقرب إليك من الجاحد، ولم يكن يقين قط حتى كان قلبه شك، ولم ينتقل أحد عن إعتقاد إلى إعتقاد غيره حتى يكون بينهم حال شك".٢٤
وينعكس هذا الوضع علي مستوي المعرفة والوعي بحيث الداعي والخاطر يثيران الشك في نفس الإنسان. ولذلك الحقيقة وإطمئنان البال منوط بالنظر ولاشك النظر والشك لايفارقان في نفس الباحث من أجل حصول المعر فة والحقيقة، وكذلك يدفعانه دائماً أن يسأل نفسه بإستمرار هل أن علي خطأ أوعلي جهل قد يعرض حياتي ووجودي على خطر؟ هل يمكن أن الحقيقة في مكان غير المكان الذي أبحث عنها؟ أم أنني أعتقد خلاف ما هو صحيح؟. حول هذه التساؤلات المثيرة للتفكر يتمحور الغاية الدينية للمعرفة. ويقول القاضي "ومن حق النظر أن يكون فيه مايولّد العلم، إذا كان نظراً من عاقل في دليل معلوم له على الوجه الذي يدل، ويكون فيه مالا يولّد العلم، بل يُقتضي غالب الظن في أمور الدنيا، وقد يكون فيه مالا يحصل عنده الوجهان جميعاً. ولايصحّ أن يكون فيه ما يولّد الشبهة أوالجهل.... وكما لا يجوز أن يولّد الجهل، فكذلك لا يجوز أن يولد غير الإعتقاد من أفعال القلوب". ٢٥
حق الإنسان بحرية التفكير و الإختيار
نقرأُ هذه الآية القرآنية الكريمة في سورة البقرة " لَآ إِكۡرَاهَ فِى ٱلدِّينِ‌ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَىِّ‌ۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا‌ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (٢٥٦).٢٦ هذا بيان واضح من اللّه سبحانه وتعالى بأنّ ما سمّي علماءُ الإسلام بحق اللّه مبنيٌّ على حرّية الإختيار الإنسان، إن شاء يحفظها وإن شاء يهملها، وليس هناك عقوبة محددة وردت في القرآن التي تفرض علي هذا الشخص. بالعكس؛ اللّه عزّ وجلّ قطع آمال كلّ من يحلم بأخذ دور الوسيط بالوعيد بأشدّ لهجة وقال مخاطباً برسوله محمّد عليه السّلام " نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَ‌ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡہِم بِجَبَّارٍ۬‌ۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ" (٤٥).٢٧ بهذه العبارة الصريحة يقول اللّه عزّ وجلّ، يا محمّد ليست وظيفتك بأن تعمل دور الوسيط الذي يجبر الإنسان بأن يفعلو كلّ ما يحلو لك ولكن وظيفتك هي دور المبلغ الذي يوصل رسالة اللّه الى النّاس كآفّةً كما هي، وبصفتك الصّادق الأمين لايجوز لك أن تتجاوز أوتتوسع على حدودك طالما أنت لست بجبّار.
ولذلك قال اللّه عزّ وجلّ مركّزاً بأن لايجاوز رسوله محمّد على هذا الحد " قُلۡ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَڪُمُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡ‌ۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَہۡتَدِى لِنَفۡسِهِۦ‌ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡہَا‌ۖ وَمَآ أَنَا۟ عَلَيۡكُم بِوَڪِيلٍ۬" (١٠٨).٢٨ كلّ رسول ورد ذكره في القرآن يقول لقومه باستمرار، لا أسلكم أجراً مقابل عملي هذا بل أرجو من اللّه الأجر والثّواب، وهذا الّتنبيه المستمر للإنسان يشير بأنه لاينبغي لأحد أن يدّعي بأنه يعمل نيابة عن اللّه وبأن القرآن بطبيعته ليس أكثر من جزء من التّعليمات أراد اللّه من خلاله بأن يتواصل مع الإنسان الّذي هو روح اللّه الّتي هي أقدس وأفضل من الرسالة نفسها (أي القرآن)، لأنه بدون وجود الإنسان لن يكون هناك قرآن ولا رسل، ومرةً إبن عربي يتحدّث عن العلاقة ما بين الإنسان و ربه قالـ "الأمر محصور بين رب وعبده، فللرب طريق وللعبد طريق، فالعبد طريق الرب فإليه غايته، والرب طريق العبد فإليه غايته".٢٩
ومن هنا الرّسل كلهم بلا استثناء كانو واعين ومدركين على هذه الحقيقة، وأن اللّه احتفظ كلية لحماية حقوقه بنفسه ولن يفوض هذه الحقوق على أيّ إنسان يعيش في هذا الكون يعمل بمكانة اللّه عزّ وجلّ إلّا هو. وكذلك يخاطب اللّه رسوله محمّد تبيهاً وارشاداً على هذا الأمر قال " ذَرۡنِى وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدً۬ا" (١١).٣٠ إذا كان هناك إنسان يتعدّى حدود اللّه، لا يوجد آية في القرآن تنزل العقوبة على هذا الشخص. ولكن ما نرا من تيه وتلخبط في أوساط المسلمين هو عدم تمييز بين حق اللّه وحق الإنسان، وأن كل عقاب ورد ذكره في القرآن هدفها الوحيد هو حماية حقوق الإنسان وبدون تحميل مسؤؤلية الإنسان على أفعالهم لايمكن اسمرارية معترك الحياة اليومية، فإذا تحاسب الإنسان بمسؤولية أفعاله إذاً تبدء من معترك الحياة اليومية، حتّى وإن قررت بأن تعمل بعدم المسؤولية، فأن مسؤوليتك تجاه المجتمع لا تزال موجودة.
وأخيراً هناك نقطتان مهمتان جدًّا، الأولي هي أن نفرّق بين مكانة الإنسان التاريخي منذ أن قتل هابيل أخوه قابيل بدون حقّ، واستُعبد الإنسان بسبب لونه وبيع بالأسواق مثل البهيمة، واستعمر بالقوة، وسلب حقوقه بإسم السلطة وهيبة الدولة وأ ستُخدم كتاب الله بدون فهم معانيه وتطبيقاته لإهدار دم الإنسان وماله وعرضه، وتّراكُمات التجارب الإنسانية التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه، وثانيا مكانة الإنسان الطبيعي التي وضعه الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا ونفخ فينا من روحه وأسجد لنا بملائكته وأشهدهم بمكانة الإنسان الرّفيعة. لذا من المفروض أن يحتفظ به الإنسان مكانته ولايتزحزح من هذه الدرجة شبراً في حياته. اللهمّ إلّا إذا جاء شخص أوجماعة منحرفه لاتعرف معنى الحياة ومعني المثل العليا، بحيث تحاول أن تغصب كرامة الإنسان التي وهب الله بها. وعلى هذا المنطلق أقول: قم أيها الإنسان الصومالي المسلم المقدّس لإ سترداد مكانتك الطبيعيّة التي وهب الله لك، ولاتسمح لأحد مثلك أن يخفضك شبراً من هذا المكان الرّفيع المقدّس.


مصادر
١)- سورة البقرة الأية ٣٤ وسورة الأعراف الأية ١١ وسورة الحجر الأية ٢٩ وسورة الإسراء الأية ٦١ وأخيراُ سورة ص الأية ٧٢
٢)- الإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي المتوفي (٤٢٩-١٠٣٧) الفرق بين الفرق، مكتبة إبن سينا.
٣)- محمد عابد الجابري (١٩٩٧) فصل المقال في تقرير ما بين الشّريعة والحكمة من الإتصال- أو وجوب النظر العقلي وحدود التأويل (الدّين والمحتمع) سلسلة التراث الفلسفي العربي مؤلفات إبن رشد (١) ص ٦١ مركز دراسات الوحدة العربية.
٤)- محمد أركون (٢٠٠٠) قضايا في نقد العقل الديني؛ كيف نفهم الإسلام اليوم: ترجم وتعليق هشام صالح، دار الطليعة بيروت.
٥)- محمد أركون (٢٠٠١) القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني؛ ترجم وتعليق هشام صالح، دار الطليعة بيروت.
٦)- السابق.
٧)- إبراهيم فوزي (١٩٩٥) تدوين السنة الطبعة الثانية.
٨)- الإمام أبي الحسن عليّ بن أسماعيل الأشعري (٢٠٠٥) مقالات الإسلاميين واختلاف المصليين؛ الطبعة الأولى، المكتبة العصرية.
٩)- نصر حامد أبو زبد (٢٠٠٣) الإتجاه العقلي في التفسير؛ دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة، الطبعة الخامسة ص ٧١، مركز الثقافي العربي.
١٠)- السابق نفس ص.
١١)- السابق.
١٢)- محمد عمارة (١٩٨٨) المعتزلة ومشكلة حرية الإنسان، الطبعة الثانية، دار الشروق.
١٣)- نصر حامد أبو زبد (٢٠٠٣) الإتجاه العقلي في التفسير؛ دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة، الطبعة الخامسة ص ٤٦، مركز الثقافي العربي.
١٤)- السابق ص ٥٩
١٥)- السابق ص ٦٠
١٦)- السابق نفس ص.
١٧)- السابق ص ٦١-٦٢
١٨)- السابق نفس ص
١٩)- السابق ص ٦٤
٢٠)- السابق نفس ص.
٢١)- السابق ص٦٥
٢٢)- السابق ص ٦٥-٦٦
٢٣)- السابق نفس ص
٢٤)- السابق نفس ص
٢٥)- السابق ص ٦٨
٢٦)- سورة البقرة آية " (٢٥٦)
٢٧)- سورة ق آية (٤٥)
٢٨)- سوؤة يونس آية (١٠٨)
٢٩)- نصر حامد أبو زيد (٢٠٠٠) النص والسلطة والحقيقة، الطبعة الرابعة، ص ١٧٣ المركز الثقافي العربي.
٣٠)- سورة المدثر آية (١١)



#نور_الدّين_محمود_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور الدّين محمود إبراهيم - الإنسان أقدس وأفضل من القرآن