إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 836 - 2004 / 5 / 16 - 14:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
اليسار الجديد من أين الانطلاقة
إن ما يصطلح عليه الآن باليسار هو انتماء فكري لتيار بشري تاريخي يقوم على الإيمان بقيم العقل والحرية والعدالة والتضامن والانفتاح على الآخر والتسامح والمساواة ونبذ التمييز ومناهضة أي شكل من أشكال اضطهاد والحقد والاستغلال والتعصب. وهذا ما يجب أن يحدد مواقف اليساري في مختلف الميادين والمجالات.
لذا فلا مناص له من رفض الفوارق الطبيعية والعمل على تقليص التفاوتات الاجتماعية، وبذلك يعتبر أن منطلق الربح الفردي ليس هو محرك المجتمع ولا يجب أن يكون كذلك، بل محرك يجب أن يكون هو دور الدولة والقطاع العمومي في ضمان تكافؤ الفص والحقوق وخدمة الصالح العام وتفعيل وإعمال التضامن وحماية حقوق الأفراد والجماعات.
واليساري من هذه الطينة عليه أن يدعو ويسعى لأن تكون حقوق الإنسان، ليست مجرد شعار وإكسسوار أو ديكور، وإنما ذات مضامين ومغزى ونتائج وانعكاسات اقتصادية واجتماعية يستفيد منها كل فرد من المجتمع.
واعتبارا لما ذكر، فإن اليسار الجديد ببلادنا، في نهاية المطاف، عليه أن يكون صاحب مشروع مجتمعي. وفي اعتقاد البعض، إن الضعف الذي يحياه اليسار الجديد ما هو إلا نتيجة لتحمل معاناة المرحل السوداء في تاريخ بلادنا المعاصر، حينما اعتبرت فصائله من العناصر الخطيرة الواجب صفيتها واستئصال جذورها ولقد سقط العشرات من مناضليه… شهداء نهاية الستينات وعلى امتداد السبعينات من القرن الماضي. وظل اليسار الجديد يواجه حتى في أحلك اللحظات ويتصدى للظلم الاجتماعي رغم تضييق الخناق عليه بجميع الوسائل. وللاشار فقط، إن اغلب المنابر الإعلامي التي طالماتعرضت للمنع في منتصف الثمانينات من القرن الماضي هي منابر يسارية بامتياز وبعدها عاش اليسار الجديد فترة مطبوعة بالتشتت والانعزال والتنافر وتذويب ألذات حتى كاد ينتصب على هامش التاريخ، إلا انه رغم أن اليسار الجديد ظل يبدو غائبا عن الركح السياسي فإن مناضليه تموقعوا في خريطة العمل السياسي، لقد بقيت فعاليته حاضرة بامتياز في صفوف المعطلين وكانوا ولا زالوا فاعلين متميزين في النقابات والمنظمات الحقوقية ومنشطين بارزين في جمل من الجمعيات الثقافية والبيئية والتنموية.
أما الآن وقد أثبتت جرب مخلف القوى الديموقراطي أن التشردم يسيء للجميع، كما أظهرت التجربة المكتسب بجلاء أن قوة هذه القوى تكمن في تحالفها، فإنه أضحى من الضرورة التاريخية توحيد قوى اليسار الجديد للمساهمة الفعلية والفعالة في جبه ديمقراطي، جبهة مختلف عن التحالفات السابق، لن منطلقها ليس هو اليوم أو الواقع الحالي وإنما الغد والمستقبل القريب، هذا هو منطلقها.
لقد كان ولا يزال الجميع ينادي بضرورة التحالف لكن كلما بأن الشروع في بناء الجبهة تعثرت الخطوات… والآن ونحن نحي عهد التسارع التاريخي يكفينا الاتفاق على فكرة بناء الغد للبحث عن توافقات فيما يخص الباقي. فالإشكالية أصبحت مرتبطة بقضية وجود ضمن حركية مسار الحياة المجتمعية أم خارجها.
ألا يكفي الالتفاف حول مطلب تحقيق وإرساء دعائم الديمقراطية ودولة الحق والقانون ن عبر اعتماد دستور فاصل بين السلط مؤهل لتفعيل نظام ملكي ديمقراطي مع الإقرار المبدئي الواضح والجلي ضمان السلم المدني ؟ فمن هنا تكون الانطلاقة والبقية ستأتي.
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟