أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - ديانة الويكا .. ثم مقاربة رائعة مع فلسفة بن عربي والديانة الأزدية !!!















المزيد.....

ديانة الويكا .. ثم مقاربة رائعة مع فلسفة بن عربي والديانة الأزدية !!!


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 08:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في عام 1954 تم الأ علان ديانة الويكا بشكل رسمي أثر انتشار كتابات جيرالد غاردنر الصحفية في لندن ، واليوم يدين أكثر من 40 مليون نســــــــــمة من مختلف شعوب العالم بهذا الدين ، ومنتشرة بشكل رئيسي في الولايات المتحدة والتي تعتبر المعقل الرئيــــسي لها ثم بريطانيا وبنسبة أقل في كل من أستراليا ودول الاتحاد الأوربي وكندا والبرازيل ، يقول مفكرو الويكا بأن دينهم يرجع إلى الألف الرابع قبل الميلاد حيث انتشرت أول مظاهر الســـــحر كعقيدة بين القبائل الســـلتية في أوربا .. بقت عقائد الويكا مزدهرة حتى العهد المســـــيحي الذي حاربت سلطات الكنيــسة في العصور الوسطى معتنقي الويكا بأبشع الصور وهي الحرق حيا ، حيث تخبرنا الوثائق أن قرى بكاملها قد أبيت بما فيها من نساء وأطفال على يد فرسان الصليب المقدس التابعين مباشرة لأشراف البابا في روما ، وبقت ســــــــــرانية حتى القرن العشرين لانفتاح الدول على العلمانيـــــــــة التي تؤكد على حقوق الإنسان واحترام حقوق الأقليات .. ويأتي اسم هذه الديانة من "wicce" من اللغة النرسية القديمة وتعني "شخص حكيم"، ولكن يرجع البعض إلى الاستخدام الإنكليزي القديم "wicca" وتعني الساحر أو مشعوذ ..

بنية عقيدة الويكا الفلســـفية ..
لا توجد كتب معتمدة قد نرجع لها في بحثنا عن الويكا ، لكن تبقى المقابلات التلفزيونية لبعض كهنة الويكا وبعض المقالات الصحفية باللغة الإنكليزية هي المصدر الوحيد لأي باحث في الأثنولوجيا ، تبنى الويكا على ترابط قوي بين مملكة إلهية تضم عدة آلهة والطبيعة التي تعتبر تجلي لسلوكيات ومشاعر تلك الآلهة ، وهذا الترابط ليس بين جزئين منفصلين ( الآلهة والطبيعة ) لكنهما متحدين في صيرورة واحدة ، حسب وجهة نظري الشخصية هنا تكمن قوة الويكا كعقيدة دينية لأنها تعاملت مع وجود واحد وعالم واحد لا كأشياء منفصلة كما تؤمن كل الديانات القديمة والحديثة بانفصال الخالق عن باقي خلقه !! فمثلا من يقطع الأشجار عمل محرم عند الويكا لأن أله الأشجار سيتألم كثيرا من هذا الفعل ولأن الأشجار جزء منه وهكذا ، فكل شيء في الطبيعة هو سمات حقيقية من ألإلهه .. نجد هذه الفكر صداها عند الفيلسوف العربي بن عربي ( الشيخ الأكبر ) الذي نادى بوحدة الوجود وهي نفس الاشتقاق الذي اشتقت منه الويكا أفكارها .. خلاصة فلسفة بن عربي تتلخص في : (( إن إرادة الله اقتضت خلق العالم على صورة يرى فيها عينه، ليس لأنه بحاجة إلى العالم، فهو غني عنه، بل لأن أسماءه تفتقر إلى الوجود، إذ لا وجود لها إلا به، ولا معنى لها إلا فيه، فليس الوجود إلا مظهراً، وتجليات لتلك الأسماء، وليس الكون إلا الأسماء التي أطلقها الله على نفسه، فمشيئته من حيث أسماؤه لا من حيث ذاته اقتضت خلق العالم، والغاية من هذا الخلق هي أن يرى اللهُ نفسه في مرآة العالم، أو يرى عينَه التي ليست سوى ذاته المتصفة بالأسماء، فكشف عن ذاته المطلقة ليس في إطلاقها وتجردها من النسب والإضافات، بل في تعيينها بصور الوجود، غير المتناهية، وقد أودع الله منذ الأزل في كل موجود خلقه، استعداداً لقبول الفيض الوجودي، ولولا هذا الاستعداد لما وجد الموجود، فكل موجود يقبل روحاً إلهياً، وروح الله سارية في الموجودات جميعها، وهذه الموجودات ليست سوى صور اتصفت بصفة الوجود بفضل سريان تلك الروح الإلهية فيها .. )) – ديوان بن عربي ، المقدمة - .. أي الترابط الجوهري وحتى على مستوى التركيب بين الخالق ووجوده .. الحبكة واضحة هنا ، تحاول الويكا ويحاول بن عربي تفسير منزلة الإنسان الحقيقية بين حيونته تارة وبين تأله تارة أخرى ، فالإنسان عند الويكا وعند بن عربي هو جزء من الذات الإلهية لا بعيد عنها كما تصف لنا باقي الفلسفات الدينية التي أعطتنا صورة عبثية لرب طاهر ومتعالي وعن بشر ناقص أحمق مصيره وديان عذاب بعد موته ..الديانة الأزدية تؤكد على أحترام الطبيعة وخصوصا الأرض لأيمانهم بوجود روح في داخلها ( الغايا ) ، أذن الأزدية واليوكا تتشابه في تناغمها مع الفطرة الحقيقية للكون ، الأزدية تعود لنفس العصر الذي نشأت فيه اليوكا !!!! الدين كان رائعا قبل الأف السنين لكنه الأن صار مشوها حين ترك الطبيعة وأمن بالجدران والشوارع والأرصفة والملابس والأوسمة ,,, ألخ !!

طقوس الويكا ..
شعار الويكا هو النجمة الخماسية وهو شعار أصيل لديهم يعود للمرحلة ما قبل المسيحية .. طقوس الويكا غريبة جدا وغالبا ما تمارس في سرية شديدة ، يعتبر يوم الســـــــبت من كل أسبوع وليلة اكتمال البدر من كل شهر هو الوقت المناسب لأي طقــــــــــــــس أو احتفال ديني لدى أفراد الويكا ويزعم شهود عيان بأن أفراد الويكا يحتفلون وهم عراة في تلك المناسبات الدينية ( !!!! ) توكيدا على أن الملابس هي حواجز تمنع الإنسان عن بلوغ ( الكابالا )أو بلوغ الطريق الروحي .. يؤمن أتباع الويكا بقداسة العناصر الأربعة الآتية والتي غالبا ما ترمز ميتافيزيقيا لله :
- الكوب : الماء رمز للطبيعة أو الرحم .... أنثى .
- السيف أو الخنجر التقليدي : الهواء رمز الروح .....مذكر .
- المقبض : التراب رمز الأرض ..... أنثى .
- الصولجان : النار رمز القداسة .... مذكر .
العناصر الأربعة ( التراب والهواء والماء والنار ) ، مفردات فلسفة قديمة نجدها موجود في أغلب الكتابات القديمة لمختلف التيارات الفكرية والعقائد القديمة وخصوصا المسيحية والفلسفة العربية وهنا تشترك الويكا مع باقي العقائد القديمة ، وبالمناسبة بأن العناصر الأربعة كنظرية تفسر تركيب المادة باقية مسيطرة على عقول بعض مفكرينا الدينيين على الرغم من تفنيدها من قبل علماء الفيزياء وإبدالها بنموذج دالتون الذري !!!! وهناك عناصر أخرى مقدسة عند الويكا وهي :
- المكنسة : مشتقه من الأداة السحرية الأوروبية الفولكلورية للمكنسة الراقصة والطائرة ، وتستخدم المكنسة اليوم للتنظيف الرمزي أو النقاء ..
- السوط : عبارة عن شريط جلدي رفيع أو ذيل يستخدم للضرب برفق لغرض التنقية في الطقوس .. كما إن السوط رمز للتنظيم الروحي .. والسوط يظهر غالبا مع الآلهة أوزيريس .
وهناك عناصر مقدسة أخرى كالمنجل والسكين ذو النصل البيض ..
الكتب المقدسة عند الويكا هي كتابين هما كتاب المرايا وكتاب الظلال .. وكتاب الظلال هو كتاب يوميات يستخدمها ممارسو السحر المراسم لتسجيل التعويذات والمراسيم والمحاصيل ومعلومات أخرى متعلقة بالسحر .. أخلاق الويكا تقوم على القاعدة الآتية : ( إذا لن يؤذي دابة، فإفعلوا ما نويتم ) ن وفق القاعدة تجعل من السلوك الشخصي الحر الذي يحترم الإرادة ألاجتماعية ولا يضر بها هو قمة السلوكيات التي يتعايش بها فرد الويكي مع عائلته أو مع باقي إتباع الويكا أ مع باقي أفراد المجتمع .. إتباع الويكا الحاليون مؤيدون أقوياء لحماية البيئية، حقوق المساواة، العالمية، والسلام وحرّية الأديان ، وأحيانا يؤمنون باستعمال السحر لنيل هذه الأهداف.



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثيوقراطية العاجزة .. تقييم لحكومة الكهنة
- حوار مع سيدة تعشق الملائكة !! .. قصائد
- حيوانات وبشر و.. أشباه بشر !! .. رسالة في الأنثروبولجيا
- مفهوم ال Gender .. الهورمونات الأنثوية التي صرخت : لا !!!
- رئيس الملائكة ميخائيل يتحدث ؟؟ .. حكاية مزرعة القطط !!
- فرجينيا وولف .. تفاصيل جنسية وتحليل نفسي
- أوراق حب ل ( غايا ) .. قصائد
- ما لم يذكره سلمان رشدي في روايته .. المقال الأبيض !!!
- ما لم يذكره سلمان رشدي في روايته .. الأيات الرحمانية !!!
- الجنس في الجنة .. رؤية أنجيلية
- زواج سعيد على طريقة ماركس .. ما بعد ذئاب التخمة وعناكب الأني ...
- مختارات ضوئية من ماقاله القصيمي !! شاي الساعة الخامسة الرائع
- البخاري والكليني .. حكايات عن الدمى التي صنعت من القش
- من تقويم العار الشرقي .. حين تبيع أم أبنتها !!
- العلاقة بين أردوغان والثعلب ريكس !!!!
- حابل ونابل المجتمع العربي .. صوفيا المريخ تصبح مربية أجيال ! ...
- ( شيلان ) قصائد لأميرة كردية
- ثرموداينمك ألف ليلة وليلة .. هارون الرشيد يعيش للأبد !!!!
- علي بابا الذي سرق ملحمة كلكامش ..
- الله .. من النبي محمد إلى سارتر


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - ديانة الويكا .. ثم مقاربة رائعة مع فلسفة بن عربي والديانة الأزدية !!!