أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - المتاجرة بالصور الفواضح وعذابات العراقيين















المزيد.....

المتاجرة بالصور الفواضح وعذابات العراقيين


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 836 - 2004 / 5 / 16 - 14:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تبقى مظلومية شريحة قليلة من العراقيين، السجناء والأسرى في سجن أبو غريب، وبقية السجون على أيدي قوات الاحتلال، انتهاك واضح لحقوق الإنسان، بل امتهان تعسفي لكل القيم الإنسانية، يتوجب العمل على إنهاءه، وعدم تكراره في المستقبل، عبر قنوات التفاوض بين الدوائر العراقية المختصة مع قوات الاحتلال، بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة التي يتنامى دورها حالياً في العراق، للوصول الى صيغ إنسانية في إدارة هذه المؤسسات الاجتماعية، بحيث تكفل ضمان الإشراف المباشر من قبل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان عليها، والأخذ بأراءها، وتنفيذ كل مقترحاتها بهذا الشأن، دون إغفال ما يترتب لهؤلاء المتضررين من ترضية اعتبارية، وحقوق قانونية، يفترض أن يكتسبوها من الادارة المدنية لقوات الاحتلال في العراق، على الاقل كمحاولة انسانية للتقليل من فداحة الضرر والغبن الذي حاق بهم، ولح الان لم ترتقي الى تحقيق ذلك، كل الاعتذارات الصادرة من الجهات الأمريكية، ولا وعود أحالة مقترفيها الى المحاكم.
بغض النظر عن مسببات تواجد هذه القلة القليلة في السجون والمعتقلات، وماهية التهم الموجهة إليها، وما حصل لهم بسبب ذلك التواجد، من غلظ قلوب اليانكي المتحجرة، وهوس الشبق السوقي المبتذل، حد التماهي في توثيقه عبر الصور والأفلام، فأن قسم من تلك المسببات والتهم قد ترتقي الى نفس المرتبة الجرمية لفضائح وانتهاكات أبناء العم سام لحقوق الإنسان، بل ربما تتعدها حين يكون ضحاياهم كثر، في الغالب من أبناء العراق، نتيجة للقيام بدعم وممارسة طقوس الاحتراب والافتراس، أفعال الصلف الغير مبررة، واللاأخلاقية في مبتغاها، حين يستأسد الواحد منهم في العتمة ليشيع الموت بين أهله من الأبرياء، ويحيل حياة الناس بقربه الى جحيم ودمار، ويركبه العنت حين يعاضد عُقَدَ الإرهاب المتسربل من أنفاق الظلمة في جنح الليل، لينثه في الوطن الآمن، أحقاداً وشروراً، ما كانت حتى في زمن الجلاد.
أثار الأعلام الأمريكي عند نشره لصور الانتهاكات والتعذيب، أصداء واسعة داخل الولايات الأمريكية المتحدة والعالم كله، ومن دون شك أن بروز كل الأصوات بهذه النبرات العالية، وكل الأقلام بهذا الأسلوب الحاد، كي تستهجن هذا الفعل وتستنكره، أمر طبيعي جداً، يعكس ردود أفعال محكومة بشواهدها الدوامغ، بل رد اعتبار لهاجس الإنسان في اجتماعيته المجبول عليها، حين يلعن الابتذال والقرف الناجم من تعامل قرينه الأخر، وبذا يقترب الإنسان في ذلك من إنسانيته.
غير أن ركوب موجة الاستنكار والاستهجان لأغراض في نفس يعقوب، بائنة يمكن ملاحظتها دون عناء في الانترنيت والعديد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة وبعضاً من مبثات العنف والإرهاب المرئية، التي تتكالب في مسعاها جميعاً، تحاول عبر إجادتها لعبة خلط الأوراق، التعكز على هذا الأمر الشائن، وجعله مثابة للهجوم والنَيّْلِ من المشروع الوطني العراقي الذي يهدف الى تحويل حلم شعب مظلوم، تحمل المرارات سنين طويلة، على مرأى ومسمع الجميع، ولست مبالغاً إذا ما قلت بمباركة البعض، الى حقيقة يأمل أن ينبلج الصبح فيها، ليعيش في ظل عراق حر ديمقراطي تعددي فدرالي، يضمن العدالة والمساواة والحياة الكريمة لأبنائه.
إن رفض تلك الممارسات الممجوجة، التي تتنافى مع كل الشرائع والأعراف والقوانين، لا يمنح قطعاً تَذْكَرَةً لتمرير دفاع بائس عن ديكتاتورية مقيتة، أكلت نفسها بنفسها، عاثت بالبلد ردحاً من الزمن، عبر ممارسات مستبدة وحروب وشعارات جوفاء، جرجرت خيبتها المذلة في أخر المطاف من أرض العراق بدون رجعة، بعد سيل من المهاترات والأوهام التضليلية التي جلبت هزيمة ولا أختها من الهزائم، أضيفت الى ما سبقها ولكن هذه المرة بمراسيم تطبيلية مختلفة، نحسب إننا في كل مرة بظل النفاق والتهليل والتطبيل، ضحاياها، سننوء بأهوال الاحتلال والدمار، خواتم تركاتها الثقال الى امد غير معلوم، نأمل أن يكون قصير.
خبرنا في الأيام الخوالي التي تلت سقوط أعتى الأنظمة الديكتاتورية في العالم، أشكال عديدة من النضال المبطن بعباءات الإسلام والعروبة، ووشاح الثوريات والماركسية، واجهات جديدة لوجوه ألفناها، في لبوس النواح والتأسي على الوطن المذبوح، الذي يحاول البعض من خلالها أن يستنهض مقاومة من وسط العذابات والخراب، يسابق الريح في البحث عن كرامة زائفة ونصر موهوم، ليعيد الحياة الى أجداث نظام ثوى في مقبرة التأريخ لن تقوم لها قائمة، ولن تنفعه كل البكائيات المبطنة، ولا ما تجود به البقية الباقية من عبثيات لنفخ الروح في ذلك الجسد الهامد، ولا حتى كل وجوم وعبس وجوه الحالمين بعودة عقارب الساعة الى الوراء، التي راحت تتصدر مواكب المفوهين اللاعنين لهضم حقوق الإنسان العراقي في السجون والمعتقلات، وهم أنفسهم لا زالوا يرتضون ويجيزون ويسكتون، ويؤمنون غطاءاً لكل أعمال العنف في أرض النهرين التي تفضي الى موت آخرين من العراقيين، كل جريرتهم إنهم من أفراد الشرطة للمحافظة على الأمن والأمان، أوان بيتهم يقع بجانب فندق يسكنه الأجانب، أو إن حظهم العاثر ساق بالقرب منهم في الشارع، أو مكان رزقهم الذي يتكسبون، رتل من قوات الاحتلال، أخطأته مديات قذيفة سلاح، تلفلف بالصمت يوم كان هنالك قتال.
أ ليس ركوب العقلانية برفض الاحتلال، والعمل على شل الجراح الندية الغائرة، وإنهاء الاحتلال ونيل السيادة والاستقلال الوطني عبر الطرق السلمية، أجدى من ركوب موجة المتاجرة بماسي العراقيين، الذي لاك البعض من تجار المزايدات وعهر الكلمات إساءات دون وجه حق للعراق والعراقيين.
لن تجيز كل بشاعة الاحتلال، لأحد أن يتمادى في التنظير لفرض دكتاتورية حداثوية، أو أن يستنسخ جلاداً عولمياً جديد.
أما يكفي زرع شبح الموت في ربوع العراق كل هذه السنين...
أما يكفي العبث بمقدرات الناس وممتلكاتهم...
أما يكفي الارتهان للمواقف المسبقة الذي ثبتت خطل مراميها...
أما يكفي اللهاث وراء مصالح الأطر الضيقة التي تبتعد عن المصالح الوطنية الحقة...
أما يكفي مزيدات تتلذذ بعذابات وماسي العراقيين، لا تعرف الخجل ولا تستحي حين تعلن عن فرحها بفعلة الامريكان الهمجية، لا تفرد أي فسحة حتى للتأسي على المنكوبين والمعذبين، تروم العجلة كي تبتزز من تكره، لا تتوانى أن تمشق سيفاً صدئاً، تتوهم أن من خلاله، ستهد الدنيا على رؤوس العدى، وفي حقيقة الامر اتها تسعى الى تفتيت كتل عُقدها المتجذرة بسبب انحسار مثابات نضالها، دون بذل أي مشفة في الالتفات الى حال شعب، صار كما الريشة وسط الريح.



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة تذكير باغتصاب الوطن الذي أودى الى اغتصاب البشر
- الشاعر سعدي يوسف بين ذاكرة العراقيين وطقوس النضال الجديد
- هوامش في يوم العمال العالمي
- العلم العراقي بين وشاح للأموات وكرامة للأحياء
- الإرادة العراقية بين الأسود والأخضر ومجلس الحكم
- ضبابية المواقف... من زمن الولاء المطلق الى زمن الولاء المبطن
- المقاومة... حاجة أم إسقاط فرض
- زيف محاولات المزاوجة ما بين المشروع الأمريكي في الاحتلال وال ...
- إرهاصات... لحظة الخروج من الزمن المهدور
- إنَّ مَنْ يأخذ دوره في البناء وسط الخراب.. ذلك هو الذي قلبه ...
- تأملات في الذكرى السبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي... صار ...
- قمة تونس تنفض قبل إنعقادها، يشهر العرب فيها سلاح الانبطاح
- قمة تونس تنوء بثقل احباطات الماضي وجسامة الحاضر
- التاسع من نيسان يوم أمريكي محض وقدرنا أنه حدث في العراق
- صدام محطة مريرة لفظها العراقيون من ذاكرتهم ودفعوا ثمنها غالي ...
- بغداد .. أي ذاكرة هذه التي تتوقد بعد كل هذه السنين
- الدم ينتصر على السيف


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...
- الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - المتاجرة بالصور الفواضح وعذابات العراقيين