أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى مهند الكمالي - أعظم من ان يكون حفنة تراب














المزيد.....

أعظم من ان يكون حفنة تراب


مصطفى مهند الكمالي

الحوار المتمدن-العدد: 836 - 2004 / 5 / 16 - 14:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لو كان الوطن مجرد حفنة تراب، فبداخله تراب وخـارجه تراب أيضاً.أما إذا كان ذلك التراب أغلى على قلوب أناسهُ من غيره فيجب أن لا يفارقوا ذلك التراب ويتخذوا إن استطاعوا منه طعاماً لهم أو ملابس لهم ولأولادهم أولادهم أو علاجاً لأمراضهم وحلاً لمشاكلهم.
كان يجدر بهم أن يأخـذوا منه دعامة الحياة، ومسـتقبل أولادهم. كان يجدر بهم أن يبقوا عليه متشبثين به إلى أن يُسـْدَلَ فوق أكفانهم.
لو كان الوطن حدوداً جغرافية وذكريات وروائح توابل، لكان عليهم البقاء ضمن تلك الحدود يدافعون عنها حتى الموت يأكلون ويطعمون أولادهم من ذكرياته ويملأون صدورهم من روائحه العطرة.
لو كان الوطن مجرد حفنة تراب وذكريات لماذا يقاتل المجـاهدين في العراق في مختلف جهاته... لو كان الوطن حفنة تراب لماذا يّفجر الفدائي نفسه وسط تل ابيب.
ولكن الوطن أعظم من أن يكون حفنة تراب.
الوطن أعظم من أن يكون خارطة جغرافية أو كتاب تاريخ.
والوطن بالتأكـيد هو أعظم من أن يكون مجموعة أصدقاء وذكريات أو سجلات قديمة.
الوطن كرامة وحرية وبيت وعائلة ومجموعة حقوق.
الوطن مصدر خيرات وشرف وعزّ وافتخار.
هذه هي بعض العناصر الأساسية التي تشكل الوطن. ومن أجل هذه العناصر الأساسية يدافع ويعمل بني البشر من اجل الوطن.
وبدون هذه العناصر لا يعـود الوطن وطناً بل يصبح حفنة من تراب لا تساوي شيئاً ومجموعة ذكريات لا تسـد جوعاً أو تروي عطشاً.
وحين تتوفر هذه العناصر يصبح للتراب وللحدود قيمة وللذكريات معنى. حين يحمل الواحد منا سلاحاً للدفاع عن الوطن، فإنه ليس إلا مخبولاً إذا كان يحمل ذلك السلاح ليَقتُل أو ليُقتَل من أجل حفنة تراب أو حدود جغرافية أو أصداء ذكريات. يحمل الواحد منا سلاحه ليدافع عن بيتجبل أساسه بعرق جبينه.
عن عائلة يخشى عليها أن تفقد ذلك البيت.
عن حقوق مكتسبة أو غير مكتسبة يخشى عليها أن تضيع.
عن كرامة يخشى عليها أن تُداس.
عن ارض قاتل أجداده من أجلها.
فيدافع الواحد منا عن مصدر رزق سـواء كان مؤسسة أو محلاً تجارياً أو مصنعاً أو وظيفة تؤمن له العيش الكريم.
فإذا لم يكن للإنسان حيث يقيم، كرامة وحرية وحقوق وبيت ومصدر رزق فأي وطن هو ذاك الذي يهب للدفاع عنه؟
فليتغنَّ المتغنون العاطفيون ما شاؤوا بدجلة والفرات أو النيل..
ليتغنَّ المتغنون ببرتقال يافا وبالخيل أو بشجر النخيل!..
ليتغنَّ المتغنون بأور وبابل والتاريخ الجليل..
ليتغنوا ما شاؤوا أن يتغنّـوا..
أما أن توفر كل من الكرامة والحرية. واستطاعوا أن يأكلوا من خيره، ويحتموا بقوانينه، وينالوا كل حقوقهم، ثم ليصبوا بعد كل ذلك جام حقدهم عليه ويكيدون له، ولا يدافعون عنه عندما يواجهه الخطر، ويبيعون العروبة والأخـلاق والكرم من اجل مبلغ من المال، فيكتم الوطن حـزنهُ في صدره ولا يبوح بما جـرى له من عدوان، فيكتفي بالصمت... فيسـرح هؤلاء ويمرحوا... فهم ((جالسون في حضنه ناتفون من ذقنه)) كـما يقول المثل فهم يعتبرون وطنهم عارٌ عليهم، وينكرون انتمائهم الروحي والحـضاري والعـقائدي له، فيكذب احد الأعراب فيقول انا من ”أسبانيا“... فيبعـد مواطنٌ عربي أخر "الارجيلة" من فمه بعد ان أخذ نفس عميق ويقول: أٌمّال يا أفندم.. هوَّ إنتَ نِسيت العروبة وفلسطين ...ولاَّ إيه؟..
مفلسين هؤلاء فكرياً...((أبعدهم الله عنا وأسعدهم)).



#مصطفى_مهند_الكمالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى مهند الكمالي - أعظم من ان يكون حفنة تراب