أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - الاربعاء الدامي رسالة سياسية للحكومة العراقية عبر المفخخات














المزيد.....

الاربعاء الدامي رسالة سياسية للحكومة العراقية عبر المفخخات


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يحتاج المراقب الى تمعن وتمحيص كبيرين ليلاحظ نقلة نوعية في التفجيرات الدامية عموماً كالتي تقع في الأسواق او المطاعم او في كراجات نقل المسافرين المكتضة ، وعموماً في مناطق تجمعات المدنيين ، وبين التي وقعت في الأربعاء ، فكانت تصريحات المسؤولين الحكوميين إن كانوا من الساسة او من كبار ضباط الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية بشان تلك التفجيرات ـ بين المدنيين ـ كانت تشير الى ضعف قوى الأرهاب وإفلاسها ولم يبق امامها سوى التسلل الى مناطق التجمعات الضعيفة امنياً ، فهي تختار التجمعات السكانية المدنية لصعوبة ضبط الأمن في تلك المناطق وهي تعتبر من الحلقات الضعيفة في المعادلة الأمنية .
لكن يبقى السؤال قائماً :
ولكن ماذا عن الأنفجارت الأخيرة التي وقعت في قلب العاصمة العراقية وأسفرت عن حوالي 700 إصابة بين قتيل وجريح ، وهي من المناطق الحساسة وفيها حراسة مشددة على مدار الساعة ؟
ننقل عن جريدة الشرق الأوسط اللندنية :
تسلل انتحاريون أمس إلى قلب بغداد مستهدفين بسيارات مفخخة مواقع حساسة، بينها 5 وزارات، منها المالية والخارجية،
انفجرت السيارة الأولى قرب وزارة المالية .. وأعقب هذا الانفجار بفارق دقائق انفجار هائل آخر قرب مبنى وزارة الخارجية في محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد .. ولم تقتصر الحالة على أبنية هاتين الوزارتين، بل استهدفت انفجارات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وصواريخ وقذائف هاون مقار وزارات الدفاع والتجارة والصحة والإسكان والتربية ومناطق الأعظمية والكفاح والصالحية والبياع والكرادة وشارع فلسطين، وحصدت العشرات من الضحايا. وأكدت مصادر إعلامية أيضا إصابة وزير التربية خضير الخزاعي بجروح خطيرة ..
ويبقى ان نقول :
وبعد هذه الهجمات بمختلف انواع الأسلحة لم يكن ينقصها سوى تشكيلات من قوات المشاة لتمشيط المنطقة كما هو متبع في العمليات العسكرية .
إن هذا الأختراق وهذا الهجوم قد بعث رسالة سياسية للحكومة العراقية ، ولكنها مكتوبة بأحرف من السيارات المفخخة والصواريخ وقذائف هاون ، وتقول بلغة واضحة : ان زمام المبادرة ليست بيد الحكومة العراقية ، وإن إزالة المتاريس والحواجز الكونكريتية من الشوارع لا يعني ان الحكومة قد اصبحت في وضع المسيطر ، كما ان الحكومة ليست في الموقف الهجومي او المبادر ، وليست هي التي تختار مناطق الهجوم ، بل إنها لا زالت في موقف دفاعي امام الهجمات المناهضة لها ، وهي اليوم تلزم جانب الدفاع عن نفسها اوهي في عقر دارها ، وفي اشد المناطق الحساسة التي تتركز فيها الحكومة وتنتشر فيها الحراسات المشددة ، والرسالة تقول :
إذا كانت الحكومة في موقف دفاعي فكيف تستطيع حماية الشعب من العمليات الأرهابية ؟ فقوى الأرهاب لا زالت ممسكة بيدها عناصر المبادرة وهي تختار الموضع الذي تستهدفه حتى لو كان هذا المكان وزارة الخارجية العراقية او وزارة الدفاع وغيرها من الأماكن التي ترمز الى سيادة الدولة العراقية ، فما بالك بقرية بعيدة مثل قرية خزنة او سنجار او بغديدة .
هل نلوم الحكومة في مثل هذه الحالة ؟ ماذا كنت فعلت انا او انت عزيزي القارئ لو كنا محل نوري المالكي الوظيفي ؟ هل كان لدينا حلول سحرية لحل المعضلة ولحقن دماء الناس الأبرياء ؟
اجل نؤمن بوجود رزمة من المشاكل امام الحكومة العراقية ينبغي حلها ، لكن في مقدمة تلك المشاكل كانت المسألة الأمنية التي دفعت بالحكومة العراقية الى الأدعاء باستتباب الأمن والأستقرار في ربوع العراق ، لكن هذه العملية قد اطاحت بحسابات الحكومة ومزاعمها ، وها نحن نعود الى المربع الأول في المسالة الأمنية ، ان كان ذلك في العمليات الأرهابية ذات التوجه الطائفي او العرقي كما حدث في بعض قرانا في محافظة نينوى ، او في العمليات الأخيرة التي استهدفت مراكز مهمة من مفاصل الدولة العراقية .
لكن من موقعنا كمواطنين نلاحظ ان هذه االعمليات وغيرها مهما بلغت الضحايا البشرية والأضرار المادية ، لا تؤثر على موقف الحكومة ولا على اي مسؤول ، وكأن الحكومة العراقية بكل مفاصلها الأمنية غير معنية بامن المواطن ، وليست مقصرة في اي واجب من واجباتها ، وهكذا نرى ان اي عملية انتحارية مهما حصدت من الأرواح ، وأسفرت عن خسائر مادية جسيمة تمر مر الكرام وكأن ارواح المواطنين يتحتم عليها ان تتحمل كل هذه المجازر ، فيما الحكومة العراقية في منأى عن اية مسؤولية امنية او قانونية او اخلاقية عن امن المواطن . ونتساءل : ماذا عن الخروقات والتفجيرات يوم الأربعاء 19 / 8 هل تمر ايضاً دون محاسبة اي مسؤول عراقي ؟
إن الفساد المستشري في مفاصل اجهزة حكومية مهمة والسكوت عنه ، في سيناريوهات لتبادل منافع وعمليات سكوت وتراضي ، بين مختلف اطراف الفساد ، قد افقد الأجهزة الحكومية السمات المهنية والحرفية في مزاولة واجب الوظيفة ، واصبحت عملية تبادل المصالح والتغطية على الفساد مصلحة مشتركة بين الفرقاء . ولعل الأجهزة الأمنية واحدة من تلك الأجهزة التي فقدت كثير من المهنية والحرفية فسهل امر اختراقها تحت ضغط الأصطفافات الطائفية والحزبية والمصالح المتبادلة ـ حتى في تغطية أفعال الفساد المالي والأداري ـ وهكذا تبقى الحكومة مشلولة لا تستطيع البت حتى في إقالة وزير او محاسبة مسؤول امني كبير او موظف ارتكب مخالفة قانونية او مالية وظيفية .
وسيبقى العراق ينزف دماً ولا يشهد الأستقرار ولا يتمتع بالخدمات الكهربائية او غيرها ، ما دامت مسالة تبادل المصالح الشخصية والحزبية والطائفية هي المهيمنة على عقلية المسؤولين الذين يمسكون بأيدهم مصائر العراق الجريح .
حبيب تومي / اوسلو في 20 / 08 / 2009





#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخي العزيز .. لماذا تتهجم على حبيب تومي وانت لا تقرأ ما يكتب ...
- بسم الأب والأبن والروح القدس .. هل الواو هنا مفرقة ام جامعة ...
- حرب التسميات بين ابناء شعبنا من اختراع الأحزاب الآشورية حصري ...
- الاحزاب الآشورية في حلف غير مقدس لمنع أي حزب كلداني من الفوز
- لا لحماقة المواجهة بين الجيش العراقي والبيشمركَة
- فضائية عشتار قناة بروباكندا لقائمة حزب واحد يفقدها المصداقية
- نحن شعب واحد وقومية واحدة وهي القومية الكلدانية
- الشعب الكلداني في العراق تفجّر كنائسه والحكومة نائمة
- الى دعاة الوحدة القومية هلموا نستجيب للدعوة الكريمة للاب الب ...
- الأستاذ آغا جان وسياسة الجزرة والعصا مع الشعب الكلداني
- الأحزاب الآشورية تهيمن على حصة المسيحيين من الثروة والوظائف
- حملكتم الظالمة على الكلدانيين لا توحد الصفوف
- اين يقف المنبر الديمقراطي الكلداني من المعادلة السياسية لشعب ...
- خطاب مفتوح الى رئيس وزراء اقليم كردستان الأستاذ نيجرفان البا ...
- رسالة مفتوحة الى البرلمان الكوردستاني
- سيبقى عمو بابا حمامة للسلام في سماء الوطن العراقي
- الزوعا والأنتخابات المقبلة وإرهاب الكتاب من ابناء شعبنا
- يتعين على السيد يونادم كنا ان يعتذر للشعب الكلداني
- تصفّح كتاب الدكتور افرام عيسى يوسف وأزمنته السناطية
- السنودس الأخير جسّد التلاحم بين الأساقفة وشعبهم الكلداني


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - الاربعاء الدامي رسالة سياسية للحكومة العراقية عبر المفخخات