نجاح العلي
الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:09
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم يعد تفسير ما يجري من اعمال اجرامية على الاراضي العراقية بالرسائل السياسية معقولاً ولا مستساغاً، فالخسائر مروعة وتعرّض مستقبل العراق لخطر شديد. وما يجري هو مؤامرة كبرى يتعدى تشخيصها قدرات هذا التنظيم أو ذاك وفق المنظور الأمني، ومن مصلحة العراق كدولة وشعب وضع خطة استراتيجية شاملة لمعالجة الموقف الأمني، وفق القواعد وطنية مبنية على اساس المهنية والكفاءة.
لا يهمني واعتقد لايهم الكثير من العراقيين من المسؤول عن تفجيرات بغداد اي كان انتماءاتهم السياسية والفكرية والايدلوجية والدينية والمذهبية.. لكن جل ما يهم هو كيف سمحت الجهات الامنية العراقية بحدوث هكذا اختراق امني.
العراقيون أناس طيبون، مزاجيون، يفرحون بسرعة ويغضبون بسرعة، يعاقبون بقسوة ويعفون بكرم متناه، فليحذر السياسيون من غضب العراقيين الذي لايمكن التكهن بتبعاته.. فمن حق المواطن العراقي ان يصرخ ويلوم ويغضب عن التقصير الذي راح ضحيته مئات القتلة والجرحى لا ذنب لهم الا انهم دفعتهم الاقدار وحضهم العاثر بالتواجد بالقرب من وزارتي الخارجية والمالية.
رب سائل يسأل أين هي الأجهزة الأمنية وأين هي الأجهزة الاستخبارية؟ وكيف استطاعت هذه المجاميع المجرمة تحقيق هذا الاختراق الأمني الخطير والمدمر؟
هل أن الأجهزة الأمنية متواطئة مع هؤلاء القتلة أم أن الإهمال وحده هو السبب في حدوث هذا الاختراق الأمني المدمر؟ وكيف تم نقل هذا الكم الهائل من المتفجرات إلى داخل العاصمة العراقية بغداد؟
الغريب في الامر ان البعثات الدبلوماسية والعاملة في السفارات توجهوا الى مطار بغداد الدولي للسفر الى بلدانهم حفاظا على ارواحهم.. اما نحن العراقيون المغلوبون على امرهم فاين نذهب فلا يوجد لدينا وطن اخر ولا نملك جنسية ثانية مثل البعض، وما ذنبنا ان نترك وطننا ونهاجر ونحن ليس لنا لاناقة ولاجمل فيما يحدث من صراعات سياسية داخلية او صراعات اقليمية او تصفية حسابات بين الدول على الارض العراقية وضحيتها المواطن العراقي البسيط الذي اصبح مجرد عدد تذكره وكالات الانباء للتعبير عن حجم الضحايا الذين سقطوا نتيجة الاعمال الاجرامية التي تزامنت مع تصاعد التجاذبات السياسية بين الكتل السياسية، مع عدم الإكتراث المطلق بكمية الدم المهدور من ابدان الناس البسطاء الذين هالهم مايحصل ومايدور في البلاد. اذ غلب في الصراع السياسي محاولة افشال الخصم الاخر، مهما كان الثمن، من دماء العراقيين الابرياء الذين قدموا قرابين على مذابح الديقراطية المزعومة.
لا يكفي أن يعترف المسؤولون بالتقصير حتى ينتهي الأمر، ولا يكفي أن نزيل الحواجز الخرسانية من الشوارع كي نؤكد للناس أن الأمن مستتب، بل من الضروري على القادة السياسيين والامنيين مراجعة الحسابات في تشكيل المؤسسات الامنية والتي كلنا نعرف انها اسست على اساس المحاصصة الطائفية بين الكتل السياسية لا على اساس الكفاءة والنزاهة والا فان مسلسل الدم سيستمر.. وهذا ما لانتمناه ولا نريده.
#نجاح_العلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟