أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيي رباح - مروان يلوح من زنزانتة














المزيد.....


مروان يلوح من زنزانتة


يحيي رباح

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


سبع سنوات مرت على اعتقال مروان البرغوثي من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، التي كانت قد اجتاحت الضفة الغربية في العام 2002، رداً على مبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت، تلك القمة العربية التي رفضت إذاعة كلمة متلفزة للرئيس عرفات الذي كان محاصراً في رام الله!!! وكانت واحدة من مفردات ذلك الاجتياح، اعتقال النائب في المجلس التشريعي، والقائد الفتحاوي بحضوره المتميز مروان البرغوثي.

بطبيعة الحال:
لم يكن هذا المستمر منذ سبع سنوات هو الاعتقال الأول لمروان البرغوثي، ربما يكون الاعتقال الثالث، حيث ان مروان البرغوثي كان حتى قبل دراسته الجامعية من طلائع حركة الشباب الجديد في الضفة الغربية، وكان أيضاً من طلائع حركة الشبيبة الفتحوية التي كانت بمثابة قوة الدفع الرئيسية للانتفاضة الأولى التي انطلقت في نهاية العام 1987، وهي انتفاضة أدهشت العالم، وواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعنف مبالغ فيه، وكلنا يذكر مرحلة تكسير العظام التي قادها رابين نفسه الذي أصبح فيما بعد شريكنا الرئيس في عملية السلام!!! وكانت واحدة من تجليات هذا العنف المبالغ فيه، حملات الاعتقال واسعة النطاق التي شملت عشرات الآلاف، ولكن حملات الاعتقال هي التي أسست الحركة الفلسطينية الأسيرة، التي كان من بين قياداتها البارزة مروان البرغوثي ورفاقه.

مران، كان لديه رؤية عند قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وهي المزاوجة بين مهمات حركة التحرر الوطني وبناء قواعد الدولة الفلسطينية، ولقد نجح في ممارسة هذه الرؤية على أرض الواقع، ورغم أن هذه الرؤية كان لها وما يزال تداعياتها وأثمانها الباهظة، فإن مروان اختار عن عمد وسابق إصرار وبوعي عميق، يمارس هذه الرؤية من داخل فتح، بل من داخل شرعيتها الرئيسية!!! ولما كان الكثيرون قد خلعوا عنهم أرديتهم القديمة، وظنوا أن زمن المقاومة قد ولى إلى غير رجعة!!! فإن مروان البرغوثي وجد نفسه مرات عديدة في مواقف صعبة، ملاحق بالعديد من الأوصاف، وحالات الخدر، بل والتجني والتهم الجاهزة، ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حسمت أمرها بعد ذلك واعتقلته، ووجدت أن بقاءه في سجنه طيلة هذه السنين أفضل لها ألف مرة من أن يظل طليقاً، حتى لا تتحول رؤيته إلى تيار واسع، وحتى لا تعود الحركة الوطنية الفلسطينية وتتمحور حول ميلاد جديد للثورة، ثورة شعب تحت الاحتلال، وشراهته في الاستيلاء على الأرض، لدرجة أن المفهوم الرئيس للعملية السلمية التي تقوم في الأصل على بناء دولة للشعب الفلسطيني في أرضه المعرفة بأنها أرض القرارات الدولية وليس أرض الحق التاريخي، هذا المفهوم يسقط بالتدريج اليوم، لأنه ليس هناك أفق محدد للسرطان الاستيطاني، الذي يلتهم الأرض بالتدريج، ولا يبقى منها إلا ما يصلح ليكون كانتونات للعمال أكثر ولا أقل.

أعتقد، حسب معرفتي بمروان البرغوثي، أنه كان يدرك ببصيرة التجربة الذاتية، أن فقدان أو ضعف خيار المقاومة فلسطينياً، في هذا الوقت المبكر، قيل قيام الدولة، سيوصلنا الى الخلاف، وسيصل بنا إلى الانقسام الحالي!!! ولقد حاول وهو في سجنه أن يلفت النظر إلى هذه القضية الرئيسية، بأن كل البدائل الأخرى لا تغني شيئاً عن فكرة المقاومة، ليس بمعناها العارض داخل البيت الفلسطيني، فهذه ستكون مقاومة قصيرة العمر وقد تؤدي بأصحابها إلى متاهات سياسية لا يخرجون منها، بل مقاومة موضوعية، الاحتلال موجود، والمقاومة نقيض الاحتلال، وإن كان شكل علاقات المقاومة السابق لا ينفع حالياً، فيجب البحث عن إدارة علاقة جديدة للمقاومة، وأن تكون هذه المقاومة حاضرة على طاولة المفاوضات، تماماً مثلما يجب أن تكون الممكنات السياسية حاضرة في فعل المقاومة.

طيلة هذه السنوات السبع، طرحت وعود، ومقاربات، وفرضيات، وإشاعات كثيرة، حول إمكانية خروج مروان البرغوثي من سجنه الإسرائيلي، ولكن كل هذه الوعود والمقاربات والفرضيات والإشاعات لم تتحول إلى حقيقة، لأنها استندت أصلاً إلى قراءة زائفة للهدف الإسرائيلي!!! إسرائيل تريد لأوهامنا أن تكبر!!!، وانظروا كم بالوان ملونا منفوخا حلق في سمائنا ثم تلاشى!!! المفاوضات، فكرة الدولتين، مؤتمر أنابوليس، وحتى الانقسام نفسه ولد من رحم هذه البالونات الملونة المنفوخة!!! ولم يبق أمامنا سوى حقيقة واحدة، أننا شعب تحت الاحتلال، وأرض تسرق من قبل برامج الاستيطان، وأن هروب الأطراف من واجباتها الرئيسية نحو الانقسام لن يجديها طويلاً.

مروان كان دائماً ضد الانقسام، لأنه كان يرى الانقسام فكرة وتخطيطاً وآليات هو صناعة إسرائيلية مئة بالمائة!!! والمنقسمون على أنفسهم لا يملكون أهلية المقاومة مهما كان حجم الادعاءات.

أرى مروان البرغوثي يلوح لنا من زنزانته، يسألنا إلى أين؟؟؟ ولكن الفرق أن مروان الذي بقي على وعده لا يجد من يجيب على الأسئلة.




#يحيي_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفيغدور ليبرمان رجل المافيا المعزول
- اشتباك علي مستوي الذاكرة
- فخرى البرغوتى عميد المقاومين
- القدس ساحة المعركة وعنوان الاشتباك
- إمرأة رئيسة صالون القلم الفلسطيني
- علامات على الطريق-الجبهة الديمقراطية في عيدها الأربعين
- زمن جديد للبطولة
- موسم المزايدات الاسرائيلية !!!
- علامات على الطريق- لا بد من صنعاء. . .
- ربيع لبنان ربيع فلسطين
- ربيع لبنان وربيع فلسطين
- ثلاثية التهدئه والحصار والحوار
- ماذا نقول ماذا نفعل؟؟؟؟
- الجبهة الديمقراطية.. شجاعة الرؤية !!!
- ابتسامة على وجه حزين
- الهروب إلى الخلاف؟؟؟
- هنا القاهرة
- اول الوطن ام اول الكاؤثة


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيي رباح - مروان يلوح من زنزانتة