|
جيش - البعث الجديد - يجب اجتثاثه
عدنان فارس
الحوار المتمدن-العدد: 836 - 2004 / 5 / 16 - 14:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بدلالة ماحدث لعبدالمجيد الخوئي ونيكولاس بيرغ، على سبيل المثال لا الحصر، واتخاذ الاهالي في الفلوجة والنجف وكربلاء كدروع بشرية وتحويل اماكن العبادة الى معسكرات من قبل عصابات الارهابيين، لم تعد حفلات ذبح البشر وسحل الجثث وترويع الاطفال والابرياء حكراً على مذهب واحد من المذاهب الاسلامية، كما لم تعد مقاومة حرية العراق الجديد محصورة داخل اضلاع المثلث السني. فلول البعث ومرتزقة الارهاب الاسلامي المتسترة تحت اسم "جيش المهدي" بقيادة الخارج على القانون "مقتدى الصدر" هذا الشخص المغمور والمدفوع من قبل اشد الناس عداءً لحرية العراق الجديد داخل العراق وفي ايران وسوريا نراهم يكثفون من نشاطاتهم ويصعدون من وتيرتها في هذه الايام بالذات! حتى أن قبة ضريح الامام علي لم تنجو من أن تكون ورقة لعب بيد الحرامية والمجرمين من قيادات وعناصر جيش البعث الجديد "جيش المهدي" رغم أن قبة الضريح المقدس، بكل المقاييس، ليست أقدس من دماء الأبرياء من العراقيين، ولكن لإرادة الارهاب والجريمة أخلاق وأحكام خاصة تتجاوز كل القيم الإنسانية. موضة ( الخطوط الحمراء ) التي نسمع بها ونقرأها هذه الايام في بيانات البعض من ( حُجج وآيات الله الشيعية ) تُرسم بوجه الحرية والتحرير وضد جهود قوّات التحالف الرامية لتنظيف بعض المدن العراقية من أدران الارهاب ومن أجل تعبيد الطرق أمام تسلم العراقيين السلطة وإدارة شؤون بلدهم بأنفسهم، لا أحد منا سمع أو رأى خطاً احمرَ واحداً قد رُسم ضد سلوك وتصرفات المغمور مقتدى الصدر حيث ومنذ اليوم الثاني للتحرير وتحديداً في العاشر من أبريل / نيسان عندما أمر بقتل عبدالمجيد الخوئي والتمثيل بجثته وفي صحن الامام علي وما تلى تلك الجريمة من سلوك منظم في انشاء عصابات من أرباب السوابق والعاطلين عن العمل ضمت عناصر من فلول البعث ومرتزقة الارهاب الاسلامي تحت اسم ( جيش المهدي ). بماذا نفسر سكوت المراجع الدينية والسياسية للشيعة عن تنامي عصابات مقتدى واختطافها المدن والاحياء واستبدال صور صدام بصور اخرى والاعتداءات المتنوعة التي نفذتها عناصر (جيش المهدي) ضد العراقيين وصلت الى حد القتل والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة بحجة ( هذا حرام وذاك حلال) ومطاردة العراقيات بغية اجبارهن على ارتداء ( الحجاب الاسلامي)، لا أحد رسم خطاً احمرَ بوجه عصابات مقتدى عندما انتقلت الى مدينة كركوك ليثيروا الاضطرابات هناك تحت شعار (لا اله الاّ الله .. كوردستان عدو الله)، وقبلها عندما حاول مقتدى الصدر السطو على مرقدي الامام الحسين وأخيه العباس ونهب ما فيهما من أموال.... المرجعيات الشيعية وحسب ادعاءاتها المتكررة أنها لا تتدخل بالسياسة نراهم يتحولون الى ( فطاحل سياسة ) ويمارسون (حنكتهم السياسية) عندما يتعلق الأمر ب: 1- تصوير حملة حرية العراق وإسقاط نظام صدام وبعثه على أنه احتلال ينبغي مقاومته، وعدم جواز ولا شرعية استقبال ممثلي سلطة الاتلاف المؤقتة بدعوى أنهم (محتلون)! أما الاستجابة لاستدعاءات وكلاء صدام والمكوث ساعات وحتى أيام تحت التحقيق في دوائر الأمن البعثي فهي جائزة وشرعية! 2- التشهير بمجلس الحكم الانتقالي على أنه غير شرعي. 3- التحريض على النكوث باتفاق 15 نوفمبر. 4- التحريض ضد قانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية واعتباره باطلاً. 5- معاداة مساواة المرأة العراقية بالرجل. 6- محاولة مصادرة الحق الفيدرالي لكوردستان العراق. 7- التمسك بعلم صدام وبعثه وإلاّ استبداله بعلم حسب المزاج الطائفي. 8- التحجّج باجراء انتخابات عاجلة في ظروف يفتقر فيها العراقيون الى الامن والاستقرار والانضباط الاداري والى أبسط الخدمات. كل هذا والاخوان لا يتدخلون بالسياسة!!!!! لعد لو يتدخلون شراح يسوون؟... الخطوط الحمراء ينبغي لها أن تُرسم أولاً وقبل كل شيء للفصل بين مهمات المراجع الدينية والمراجع السياسية للطائفة الشيعية، وعلى السادة مراجع الشيعة الاجلاّء أن يُقدّروا ويُراعوا الفروقات الموضوعية بين ما حدث في عامي 1920 و 2003 ... وإن كان لزاماً عليهم أن يتدخلوا بالشؤون السياسية إضافة الى شؤونهم الدينية فلا بأس أن يتم ذلك عن طريق المساهمة في طرح المشاريع والبرامج السياسية الواضحة غير المبرقعة بالدين والطائفية، مساهمات سياسية واجتماعية مباشرة من شأنها التصدي للارهاب والتخريب الذين تنفذهما عصابات أرباب السوابق والخارجين على القانون في مناطق متفرقة من العراق، وتنوير البسطاء من أبناء الطائفة الشيعية على أن مصالحهم الحقيقية هي جزء لا يتجزأ عن المصالح العليا لعموم الشعب العراقي والمتمثلة في بناء بلد حر مسالم تحكمه مبادىء حقوق المواطنة وسيادة القانون وليس الانجرار وراء الدعوات التضليلية واللئيمة والسلوك الاجرامي لجيوش ( المهدي وانصار السنة وأحفاد الشيعة.... ) وغيرها من قوى الشر والظلام المحلية والمجاورة. على المراجع الشيعية العراقية أن تعرف أنها ساهمت بطريقة أو باخرى في ضياع ثلاثة عشر شهراً من عمر التحرير وان الشعب العراقي الآن يدفع الثمن باهضاً ليس فقط جرّاء جرائم الارهابيين المدعومين من قبل بقايا البعث القديم و( انصار البعث الجديد ) ومن قبل نظامي الارهاب في سوريا وايران فحسب وانما جراء المواقف غير المسؤولة وغير الحريصة في اشاعة البلبة والتشويش المنصبة على : إن لم يؤدي التحرير الى نظام حكم اسلامي طائفي فإنه احتلال ينبغي مقاومته... وما جيش المهدي وغيره من جيوش الشر والجريمة التي تعيث في أرض العراق فساداً إلاّ ثمرة طبيعية لهذه المواقف. شيعة العراق يقيّمون جيش مقتدى على انه عصابات قوامها مرتزقة وخارجون على القانون ينبغي اجتثاثهم وتقديم رؤوسهم للعدالة، غالبية شيعة العراق وغالبية الشعب العراقي وبالتحديد سكان مدن الكوفة والنجف وكربلاء ومدينة الثورة يباركون ويساندون عمليات قوات التحاف لاجتثاث ( جيش المهدي ) ويطالبون بوجوب اعتقال " البعثي الاحتياط " مقتدى الصدر وتقديمه للعدالة لما اقترفه من جرائم سرقة وقتل واستباحة حرمات ضد الشيعة وكل أهل العراق وتعريض أمن البلد للخطر... فهل يا ترى مواقف مراجع الشيعة هو بمستوى هموم وطموحات من يدّعون تمثيلهم وقيادتهم من شيعة العراق؟
عدنان فارس [email protected] 15 -5- 2004
#عدنان_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التدخل السوري السافر والرد العراقي الخجول
-
ساندوا قوات التحالف في حربها ضد -البعث الجديد-
-
التحرير ومحاولات الإختطاف
-
عطفاً على أبشع الجرائم في بلد العمائم
-
أبشع الجرائم في بلد العمائم
-
السيد السيستاني: لماذا لا تُخاطب العراقيين مُباشرةً؟
-
غزو الديكتاتورية وإقامة البديل الديموقراطي
-
ستنتصر ديموقراطية العراق الجديد
-
الفيدرالية تمزيق، حقوق المرأة ضدّ الشريعة والشورى بدل الديمو
...
-
دول الجوار العراقي.. الأكثر عداءاً للعراق الجديد
-
لا العلمانية ولا العراق العلماني يُعاديان الدين
-
فيدرالية كوردستان العراق دَعامَة لوحدة العراق
-
مواقف -الأدب- العربي الرسمي و -المُعارض- أزاء هموم وطموحات ش
...
-
ألارهابيون أخوة وإنْ تنوّعوا
-
تحيةُ ودٍّ واحترام للحوار المتمدّن
-
ونحن نرضى ونحن لها & الأغلبية المطلقة في العراق الجديد
-
أصدقاء جورج غالاوي، الطيورُ على أشكالِها تقعُ
-
الى الإرهابيين في العراق
-
العراقيون والحرية يَحُثّونَ الخُطى نحو بعضهم رغم أنف الإرهاب
...
-
أبطلتم -أعياد- البعث.. فلماذا أبقيتم على عَلَمِه؟
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|